لقطة تلفزيونية من خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما للشعب الإيراني يوم الخميس.
واشنطن/طهران/14 أكتوبر/مات سبيتالنيك وباريسا حافظي:رحبت إيران يوم أمس الجمعة بأقوى عرض يقدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى الآن «ببداية جديدة» في العلاقات لكنها دعت إلى أفعال وليس أقوال من جانب واشنطن.وأفاد علي أكبر جوانفكر مساعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «أظهرت الأمة الإيرانية أن بمقدورها نسيان السلوك المتسرع لكننا ننتظر خطوات عملية من جانب الولايات المتحدة».وأضاف «ما قدمته إدارة أوباما حتى الآن هو الكلام» داعيا أوباما إلى القيام «بتغييرات جذرية في سياسته تجاه إيران».ولا ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية مع إيران التي تتهمها واشنطن بدعم جماعات نشطاء والسعي لتطوير أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة الذرية. وتنفي إيران ذلك.وفي رسالة مسجلة على شريط فيديو إلى الشعب الإيراني ذهب اوباما ابعد مما كان يدعو إليه منذ توليه منصبه في 20 من يناير في مد غصن الزيتون إلى طهران.وقال «حكومتي ملتزمة الآن بالدبلوماسية التي تعالج كل القضايا التي تواجهنا وبمتابعة العمل من أجل روابط بناءة.«هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات. ونحن نسعى بدلا من ذلك إلى حوار يكون خالصا ويقوم على الاحترام المتبادل.»ووجه أوباما الرسالة عبر منافذ إذاعية في الشرق الأوسط بمناسبة العام الإيراني الجديد.وفي رد فعل سريع بشكل غير معتاد على مبادرة أوباما قال جوانفكر مساعد أحمدي نجاد «نرحب باهتمام الحكومة الأمريكية بتسوية الخلافات (مع إيران).»لكنه أضاف «ينبغي أن تدرك الحكومة الأمريكية أخطاءها السابقة وأن تبذل جهودا لتصحيحها.»وأضاف «يمكن لأمريكا أن تمد يد الصداقة ألينا من خلال التغيير الجذري لسلوكها.«العقوبات غير المحدودة التي لا تزال قائمة والتي جددتها الولايات المتحدة هي خطأ وينبغي مراجعتها.»وأشار جوانفكر أيضا بشكل خاص إلى الدعم الأمريكي لإسرائيل قائلا «دعم إسرائيل ليس إشارة ودودة.»وبنبرة تصالحيه تتناقض بشدة مع النهج المتشدد الذي سار عليه سلفه جورج بوش قال اوباما «أود أن أتحدث بشكل مباشر مع شعب الجمهورية الإسلامية في إيران وزعمائها.»وأضاف قوله ان الولايات المتحدة تريد ان تتبوأ ايران «المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي» لكنه شدد على انه سيتعين على طهران ان تقوم بدورها في تحقيق المصالحة.وذكر اوباما «لكم ذلك الحق لكنه يأتي مع مسؤوليات حقيقية وهذه المكانة لا يمكن الوصول إليها من خلال الإرهاب أو الأسلحة ولكن من خلال الأفعال السلمية التي تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته.«ومقياس تلك العظمة ليس هو القدرة على التدمير إنما إظهار قدرتكم على البناء والإبداع.» وبدا هذا تلميحا إلى البرنامج النووي لإيران وجهودها لتنمية قدراتها الصاروخية.ووصف محمد حسن خاني أستاذ العلاقات الدولية المساعد بجامعة الأمام الصادق في طهران دعوة أوباما بأنها إشارة ايجابية لكنه أشار إلى أنها جاءت بعد أسبوع فقط من تمديد الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية.وقال «هذا متضارب بطريقة أو بأخرى .. ويثير بلبلة عند الناس هنا.»ويطالب أحمدي نجاد واشنطن بالاعتذار عن عقود من «الجرائم» بحق الجمهورية الإسلامية.وتفيد طهران أيضا انه لا يمكنها أن تطمئن ما دامت القوات الأمريكية منتشرة على حدودها في العراق وأفغانستان.ويقول محللون أن إيران تضع شروطا صعبة للحوار مع الولايات المتحدة في محاولة لكسب الوقت من اجل عملية صنع القرار التي تستغرق وقتا لديها والتي تواجه معضلة بشأن ما إذا كانت ستنفتح أم لا.ويزيد من عدم اليقين أن الجمهورية الإسلامية ستجري انتخابات رئاسية في يونيو قد تعزز الأصوات المعتدلة المؤيدة للانفتاح في مواجهة خصومهم الأكثر تشددا.وفي نهاية المطاف سيتم تحديد السياسة على يد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يميل إلى البحث عن توافق. ويقول محللون أن أي قرار سيقوم على حماية نظام حكم رجال الدين.وأشار خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي انه يأمل في أن تولي إيران اهتماما كبيرا بنداء أوباما.وقال سولانا للصحفيين قبل أن يتوجه إلى قمة للاتحاد الأوروبي «أمل أن يفتح ذلك فصلا جديدا في العلاقات مع إيران.»وللتشديد على جدية النداء الذي وجهه اوباما وزع البيت الأبيض شريط الفيديو مع حوار باللغة الفارسية ونشره على موقع البيت الأبيض على شبكة الانترنت ليتزامن مع احتفال إيران بعيد النيروز أو مقدم الربيع.لكن نداءه لم يظهر أو يذكر خلال النشرة الإخبارية الرئيسية بالتلفزيون الإيراني الرسمي الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي رغم أن وكالات أنباء إيرانية بينها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية تطرقت إليه.ومع أن اوباما لم يصل إلى حد تقديم عروض محددة فانه قال انه يسعى إلى «مستقبل يتميز بعلاقات جديدة بين شعبينا وفرص أكبر للشراكة والتجارة.»، وأضاف «هذا لن يكون بلوغه سهلا هينا.»