تروي قصص بعض أصحاب المشاريع الصغيرة:
استطلاع / صقر أبوحسن قصص وحكايات النضال ضد معترك الحياة ، ولأجل الحياة !! ولكن بنكهة ذات معان خاصة ..ليس النضال السياسي أوالصراع الحزبي ما أعنيه ...بل أعني النضال في ميدان آخر هو ميدان البحث عن لقمة عيش كريمة نظيفة لا «توسخها» لعنات البسطاء أو تصبغ بعرق ودماء الضعفاء .. لقمة عيش صغيرة وبجهد كبير ..أحلام وطموحات وأيضاً آمال عريضة وتقف إلى جوارها إرادة قوية وتصميم فريد وعزيمة شديدة تبقى خلف هذا النجاح كله ولاتطلب سوى النجاح بمفرداته الجميلة . المشاريع العملاقة كانت مجرد أحلام تحققت ما أن وضعت أولى لبنات التنفيذ...أصبحت الأحلام والطموحات حقيقة ملموسة عندما وجدنا لها أرضاً خصبة وهامات قادرة على الإبداع والإنتاج ... حكايات المشاريع الكبيرة والعملاقة ليست غريبة «فأولى خطوات المشروع الناجح هي التصميم على النجاح » . هذا ما استوعبته من كتاب يتحدث عن المشروعات العملاقة - وقد يكون البحث عن البدايات الأولى لتاجر أو صاحب شركة سهلاً جداً خاصة في اليمن !! فأي مشروع تجاري أو صناعي عملاق كانت له بدايات وتعثرات ..فرجال المال والأعمال والتجارة وأصحاب رؤوس الأموال لم تأت نجاحاتهم هذه مجرد صدفة أو على طبق من ذهب ..بل أتت من خلال الجهد المتواصل والمثابرة الكبيرة ، وأقرب مثال على ذلك هو المرحوم / هائل سعيد أنعم ، رجل التجارة وعملاق الأعمال، فقد بدأ حياته حمالاً في أحد الموانئ ثم صاحب محل صغير ، ثم تتابعت نجاحاته إلى أن أصبح أشهر رجل أعمال في اليمن ، رحمه الله تعالى، بذل جهداً كبيراً حتى حقق جزءاً من أحلامه.. والمشاريع الصغيرة حتى وإن كان دخلها قليلاً لا تستبعد ذلك اليوم الذي تصبح فيه هذه المشاريع كبيرة وذات شهرة واسعة .(صحيفة 14 أكتوبر ) في هذا التقرير تحاول أن تبحث عن البدايات وتسرد المشاهد وتنقل تجارب الشباب للاستفادة منها .[c1]التجارة تريد إنساناً صبوراً [/c]علي عبد الله - صاحب محل بهارات قال :البداية في عملي كانت متعبة كوني أول فرد في الأسرة يمتهن بيع البهارات ، بدأت بمحل صغير في زاوية من السوق , وفقني الله وفتح باب الرزق ، و كنت في بداية حياتي أستعجل الرزق ، لكن الصبر والتوفيق من الله والأمانة في التعامل مع الناس هي ما أهلني أ ن أصبح ذا مكانة طيبة في قلوب الناس . وأضاف : أنتقلت من محلي القديم إلى محل أكبر وفي منطقة جيدة ..نعم كنت اعاني وأتعب وأجد وأستيقظ مبكراً وأعود إلى منزلي متاخراً حتى أصبح للمحل سمعته الجيدة ، وكنت في مرحلة الشباب وهذه المرحلة هي محطة لتأسيس حياة جديدة ، فبمقدار ما كان الشباب مجتهداً في عمله ويسعى نحو تحسين دخله ويتقي الله فأنه يوفقه ، لقد تعبت وكنت أتعب وأبذل جهداً كبيراً. وقال ناصحاً الشباب - يجب على الشباب أن يستفيدوا من هذه المرحلة وأن يعملوا أي شيء لأن العمل عبادة أولاً ويعلم الإنسان طعم الحياة ثانياً ..الشباب عليهم أن يجعلوا لأنفسهم هدفاً واضحاً في الحياة بعيداً عن الأحلام البعيدة وأحلاماً يمكن أن تتحقق إذا وجدت الإرادة القوية ..كما أن أي طريق طويلة تبدأ بخطوات وأذا تعثر الشخص عليه الا ييأس بل يستمر حتى يصل الى غايته وكما أن أهم شيء في العمل التجاري هو الصبر فأنصح أي شاب بالصبر ليعمل المشروع الذي يجد فيه نفسه وذاته ويمكن أن يتوسع مع الأيام والله الموفق ،،[c1] تعبت كثيراًفي أول حياتي [/c] عبد الله جابر - صاحب محل أثاث منزلي - رجل في العقد الرابع من العمر قال للصحيفة : التعب والجهد والصبر والتوفيق من الله سبحانه وتعالى أهم خطوات لأي عمل ، فمنذ عملت في بيع الأثاث المنزلي وانا لم أفكر أن أغير مجال عملي لأني أحبه ، وقد بدأت قبل سنوات طويلة في محل لبيع الأثاث يملكه احد أقاربي ، وأستمريت في العمل لفترة طويلة ، خلال تلك الفترة حصلت على الشهادة الإعدادية ولم أستطع ان اكمل الدراسة ، ثم أنتقلت للعمل في السعودية في محل لبيع الأثاث المنزلي كذلك تعلمت من هذا العمل الصبر والمثابرة وكيفية التعامل مع الناس .واضاف: لقد تعبت في بداية حياتي وخاصةً عندما تزوجت وتحملت المسئولية مبكراً ، لكن اليوم الحمد لله أصبح دخلي جيداً جداً ,أصبحت أهتم بتعليم أبنائي وتربيتهم ،لقد جمعت بعض (الفلوس) وعملت هذا المحل لقد كان صغيرا ودخله قليلاً مع هذا لم أيأس او يحتل قلبي الملل بل صبرت والله وفقني في عملي ، الآن أصبح لمحلي أسم في السوق ..[c1] البداية دائماً صعبة [/c]رجل في العقد الخامس من العمر رفض أن ينشر إسمه لكن وافق أن ننشر قصته قال:لقد تعبت في شبابي كثيراً حتى أني عملت في رعي الأغنام وعملت نجاراً وسافرت إلى السعودية وعملت في محل تغيير الزيوت للسيارات حتى قدرت أن اجمع قليلاً من المال لكي أؤسس حياتي ، وأضاف الرجل الخمسيني : أولاً عملت في مجال تجارة الحبوب ،وجدت هذه التجارة صعبة وتريد( زلطاً )كثيراً ثم عملت في مجال بيع الثياب المستعملة كذلك تركتها حتى أستقريت في مجال بيع قطع غيار السيارات وقد بقيت على هذا الحال حوالي سبع أوثمان سنوات ثم عملت في تجارة المواد الغذائية ، ودخلت مع أحدأصدقائي في هذه التجارة .والحمد لله وفقنا الله .. توسعت التجارة وكبر رأس المال ، أنفصلت عن شريكي وعملت في تجارة المواد الغذائية وحدي أما شريكي فقد توجه نحو تجارة الخضروات ، لقد تعبت وشقيت لما شفت النجوم في عز الظهر.. والحمد لله جاء اليوم الذي أستريح فيه . وعن المشاريع الشبابية قال: على كل شاب يحب العمل أن يعمل بجهد كبير لأن العمر لا يستمر او يعود ابداً ، وانصح الشباب ان يعملوا كل ما في وسعهم لكي يصنعوا لهم اسما في السوق ولا ننسى ان نذكرهم ان أي تجارة او اسم تاجر في السوق كانت له بداية واعتقد ان البداية دائماً تكون صعبة .[c1]المشاريع الصغيرة أحسن من الوظائف [/c]ما أن عرف الحاج محمد صالح أني بصدد إعداد تقرير حول المشاريع الصغيرة والتي يقوم بها الشباب مستدلين بمن كانت لهم نفس التجارب وأصبحت المشاريع الصغيرة محلات يشار إليها بالبنان حتى بدأ يسرد قصته في تحقيق أهدافه حيث قال : أتيت من قريتي لا املك سوى الثوب الذي كان يستر جسدي و عملت في عدة مهن ومع اناس عدة ، عملت حمالاً وعملت سائق باص وعملت في محل حدادة وعملت في محل بيع الملابس الجاهزة وعملت في محل لبيع الأجهزة الكهربائية ..وعملت في مهن كثيرة ، لقد ذقت المر في بداية حياتي و أستطعت أن أوفر بعضاَ من المال خلال تجارتي الخاصة في بيع قطع القماش للنساء في الريف ، حيث عملت في التجارة والتنقل بين القرى لعدة سنوات وعندها وجدت نفسي قادراً على فتح محل ..ففتحت محلاً صغيراً أستدنت من التجار الذين كنت اتعامل معهم ، بدأ المحل يتوسع ..الزبائن تكثر والدخل يزداد ، ثم أنتقلت إلى محل آخر واصبح( الدكان )الصغير اليوم محلاَ كبيراً بل وأصبح له فروع ..فعدد من أبنائي فتحوا لهم محلات خاصة بهم والمهم في ذلك هو ان إسم المحل أصبحت له ثقة في السوق وبين الزبائن والتجار . وأضاف الحاج محمد: المهم أن تكون نفسك بشيء يسير ليس المهم ان تكون نفسك برأس مال كبير فليس أغلب التجار لهم بداية كبيرة بل بدؤوا حياتهم بجهد كبير وعمل وصبر ومهنة التجارة هي اولاً واخيراً صبر والذي ينجح في عمله عليه ان يثبت نفسه في أي عمل المهم ان يكون شريفاً ، ونصح الشباب قائلاً « عليهم أن يعملوا لهم المشاريع التي تكون بدايتها صغيرة أحسن من انتظار الوظائف او الكنز الذي يحلمون به والمشاريع الصغيرة بالجهد والعمل الدؤوب سوف تكبر وتصبح مشاريع كبيرة وعملاقة والشباب يجب ان يسعوا خلف رزقهم بعيداً عن الأحلام ».[c1]على الشباب الاعتماد على أنفسهم[/c]شاب في مقتبل العمر شق حياته بصبر وثبات وتحد أيضاً ..تحمل أعباء الحياة مبكراً ..أصبح في أيام معدودة يتحمل مسئولية أسرة يجب أن يفي بمتطلباتها التي لا تنتهي ..رمته الأقدار إلى طريق المصاعب ليخوض الامتحان بتيقن على الظفر والنجاح هذ ا هو (ر.ع.أ.ك) الشاب الذي وصف نفسه بأنه إنسان عادي بينما يصر صديقه على وصفه بالشاب المميز دائماً ...فقد بدأ حياته عاملاً بسيطاً في محل لبيع الملابس ثم أستقل بمحل صغير جداً وفي شارع لا يكاد يوصف يبيع فيه إكسسوارات بسيطة ومع هذا كله لم يهمل دراسته بل بذل جهداً كبيراً حتى يحصل على الشهادة الثانوية ..أستدان وباع ما امكن بيعه من (ذهب الوالدة) حتى يؤسس محلاً آخر وفي شارع جيد ..بدأت الحياة تبتسم له بعد أن كشرت كثيراً قال للصحيفة « لقد تعبت وعملت وسهرت والآن أصبح لدي محل دخله جيد وليس لديه ديون كثيرة كما ان المحل اصبح له زبائن عددهم هائل وإسم المحل كبير ويكبر يوما بعد يوم وإذن الله تعالى سوف يكون محلاً كبيراً او مركزاً تجارياً أستعد هذه الايام لأن افتح فرعاً جديداً »وأضاف : التجارة في الإكسسوارات والهدايا والعطور دخلها جيد وخاصة إذا كا ن الانسان يحب هذا العمل ويحاول ان يطوره .[c1] العمل إثبات للذات [/c]وعلى ذات السياق قال (عبد الرقيب الوصابي) وهو شاب يعمل في تجارة مواد البناء : كانت معي فرشة صغيرة «بسطة» كنت أظل تحت الشمس من الشروق إلى الغروب .ليضيف بشيء من الألم شارحا تفاصيل حياته : أنا يتيم الأب وقد تزوجت أمي بعد موت والدي بعدة سنوات ,,بقيت عند عمي وقد كان يعاملني مثل اولاده لم اهتم بالدراسة لذلك كنت اهرب من المدرسة لكي اعمل لم اكن احب ان اظل عالة على احد عملت واسست نفسي بدون أن يعطيني أحد ريالاً واحداً تعلمت كيف أقنع الزبون وكيف اتعامل مع الناس عملت لنفسي محلاً صغيراً كنت اتعب احيانا وانام في المحل احيانا حتى بدأ المحل يعمل واصبح له زبائن , والضرائب والزكاة والعسكر , كانوا «يشغلوني كل ساعة-» والحمد لله تغلبت على هذه المشكلة وصلحت اموري مع الناس وقطعت بطاقة العضوية في الغرفة التجارية وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى. وتابع الوصابي قائلاً : أي شاب عليه ان يعمل حتى يثبت لنفسه وللآخرين أنه يمكن ان يتحمل المسئولية حتى وان كانت كبيرة والمحلات وان كانت صغيرة فانها سوف تكبر وتصبح مشاريع جيدة مادامت الثقة بالله موجودة ، وقد نصح الشباب بقوله :عليهم ان يعملوا بجد وعليهم ان (يبكروا ويغلسوا) واي شاب لديه قدرة على فتح محل عليه ان يفتح محل اتصالات او ملابس او محلاَ للحلاقة او بقالة او غيرها من المشاريع .[c1]على الانسان أن يكون طموحاً[/c]يقول الكاتب- عبده الحودي - رئيس اتحاد الادباء والكتاب فرع ذمار, متحدثا عن طموحاً الإنسان نحو تحقيق الأحلام حتى وإن كانت شبه مستحيلة : على الإنسان ان يكون طموح جداً حد الجنون ولكن بشرط أن يوازي الطموح السعي نحو تحقيق الطموح ، على الشباب ان يكونوا طموحين وأصحاب توجه ومبدأ في آن واحد لأنهم هم من يمكن لهم ان يحققوا طموحاتهم . ويضيف الكاتب: الطموح في كسب الشيء أو الطموح في الحصول على الشيء مهم لكن المهم ان يكون طموحاً يصحبه إرادة قوية وسعي حثيث نحو بلوغ الهدف وليس من السهل تحقيق أي هدف بنفسية ضعيفة او شخصية مهزوزة وكيان متحطم ..الأحلام دائماً شيء جميل في حياة أي شخص ولكن من يحاولون تحقيق أحلامهم هم من يستفيدون من تجاربهم وتجارب الأخرين ..ليس الفشل شيئاَ جديداً في حياتنا ولكن الفشل الحقيقي هو ما يجعلك غير قادر على تحقيق أحلامك وطموحاتك الكبيرة او حتى الصغيرة قريبة كانت او بعيدة .[c1] ....وأخيراً [/c]بداية أي شجرة كبيرة كانت بذرة عندما غرسناها واعتنينا بها جيداً وكذلك المشاريع الصغيرة والمحلات الصغيرة والتي يمتلكها شباب ،إذا كانت لديك «قليل» من الفلوس لا تصرفها فيما لا يفيد بل حاول أن تعمل بها مشروعاً حتى وان كان صغيراً ، حاول ان تعمل مع اصدقائك مشروعاً صغيراً لايهم كم الدخل بل المهم كيف يتطور على الأقل تمضي فيه وقت فراغك إذا اكملت الجامعة لاتنتظر الدولة في توظيفك بل إجعل مشروعك ينمو وفي هذه الاثناء لن تشعر بطول فترة بقا ء ملفك في إدارة الخدمة المدنية أما إذا كنت لم تستطع إكمال تعليمك فتوجه إلى سوق العمل دون الاكتراث بما يجري من حولك إهتم بنفسك وحاول ان تثق بذاتك ، سوق العمل تريد الكثير من الأيادي العاملة التي تعمل بثقة واتقان والمشاريع الصغيرة قد تلف جموعاً هائلة من الشباب تحت عباءتها بيسر وسهولة أو كما كان يردد صديقي (رجائي) (اليد التي لاتعمل في كسب رزقها الأجدر بها أن تقطع) ، نعم كان صديقي على حق فأغلب الجرائم أتت من البطالة وخصوصاً بطالة الشباب ، لن أتوجه بنصحي إلى الشباب لأقول لهم كم هي فوائد المشاريع الصغيرة ولكن سوف أقول لهم « فقط جربوا» .