شيوخ قبائل أغضبهم دخول أساطيل أجنبية مياه بلادهم
بوصاصو (الصومال)/14 أكتوبر/عبدي قاني حسن: مع سطوع شمس يوم جديد على المحيط الهندي يجلس شيوخ قبائل في معقل للقراصنة الصوماليين يحتسون القهوة ويمسكون بهواتفهم المحمولة لتلقي أخبار مسلحين في البحر.. هل اختطفت سفن أخرى؟ هل انتهت المفاوضات بشأن فدى؟ هل من أخبار عن السفن الحربية الغربية التي تطاردهم؟ ورفع اختطاف الناقلة السعودية العملاقة المحملة بنفط قيمته 100 مليون دولار أسهم ما يرجح أن تكون الصناعة الوحيدة التي تحقق نموا في الصومال. وجلبت الفدى الضخمة نموا سريعا للقرى التي كانت تعمل في صيد الأسماك سابقا والتي تشهد الآن ازدهارا للأعمال وتقام فنادق جديدة على الشواطئ تحت حماية قراصنة لديهم وفرة من المال أضحوا من الشخصيات المعروفة محليا بين عشية وضحاها. واجتذبت البلدة مستثمرين من أنحاء الصومال. وقال بشير عبد الله العضو بعصابة هاتفيا من إيل أشهر معاقل القراصنة “بعض القراصنة لم يحملوا سلاحا ولم يبحروا في المحيط قط ولكنهم يملكون قوارب تجلب لهم مالا كثيرا.” وقبل ثلاثة أعوام فقط قدر خبراء الأمن البحري عدد عصابات القرصنة الصومالية بخمس فقط واقل من مئة مسلح إجمالا والآن يعتقدون أن عددهم تجاوز 1200.ويرجع بعض المحللين جذور هذه العصابات لعلاقات ربطتها بشبكات إجرامية عبر خليج عدن خلال عمليات تهريب بشر استمرت أعواما. ويقول آخرون أن القراصنة بدأوا حياتهم “كحرس سواحل” كونهم شيوخ قبائل أغضبهم دخول أساطيل صيد أوروبية المياه الإقليمية للصومال لصيد اسماك التونة بشكل غير مشروع أو للقيام ببعض الأنشطة الأكثر سرية مثل إلقاء مخلفات سامة على شواطئها. ولكن الإغراء الأكبر الآن بالطبع هو الفدى الضخمة التي تدفع من أجل الإفراج عن السفن المحتجزة. وتعتقد كينيا أن القراصنة حصلوا على أكثر من 150 مليون دولار هذا العام فقط. وألقى الكثير من الشبان الذين كانوا يعملون كحرس شخصي ومقاتلين لدى عدد كبير من أمراء الحرب والساسة المتصارعين في الصومال السلاح سعيا للربح الذي يمكن أن يجنوه في عرض البحر. وأكثر ما يقلق المجتمع الدولي أن بعض المحللين يرون صلة بين القراصنة ومتمردين متشددين يسيطرون على جنوب الصومال ويتقدمون ببطء نحو مقديشو. وفي بعض المناطق يقول السكان أن القراصنة هم وحدهم الذين يسمح لهم بتحدي حظر التجول الليلي الذي يفرضه متشددون. ومن جانبهم نفى قادة المتمردين أي صلة وتعهدوا بمهاجمة العصابة التي تحتجز الناقلة السعودية ردا على قيام أفرادها بخطف سفينة يمتلكها بلد “مسلم”. واقترحت روسيا الإغارة على المعاقل البرية للقراصنة مثل إيل غير أن حلف شمال الأطلسي قال انه ينبغي على الدول الإفريقية أن يكون لها السبق. ولا ينتاب المسلحين في هذه المعاقل خوف يذكر. وتقول خديجة دوال وهي أم لأربعة أبناء “اعلم أن القرصنة ليست عملا صائبا ولكن لولاها ما استطعت أن اكسب قوتي.” وتبيع خديجة كوب الشاي بثلاثة دولارات للمسلحين ولا تحصل الثمن إلا بعد أن يحصلوا على نصيبهم من الفدية. ويبلغ سعر كيلوجرام واحد من القات في إيل الآن 65 دولارا مقابل 20 دولارا في باقي أرجاء الصومال وذلك بفضل زيادة الطلب من القراصنة. وتقع إيل في إقليم بلاد بنط الشمالي الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي والميناء الرئيسي في الإقليم بوصاصو. وتحتجز الناقلة السعودية في ميناء هاراديري إلى الجنوب وهو معقل أخر للقراصنة. ومع اجتذاب أرباح القرصنة رجال أعمال من أنحاء البلاد شهد سكان المعاقل البحرية للقراصنة وبعض البلدات الداخلية تنمية عير مسبوقة في الأشهر الأخيرة. وقال الزعيم القبلي في إيل عبد القادر يوسف موسى أن قريته الموجودة منذ عام 1927 كان يقطنها صيادون فقط لفترة طويلة وصرح بان كل شيء تغير هذا العام. وأضاف “أضحت منطقة بها كل التسهيلات التي تتوقعها تقريبا نتيجة توافد القراصنة الأغنياء.”