عبدالرحمن نعمانلا أدري متى تعرفت عليه، ربما منذ عقدين وربما أكثر وأقصد معرفتي به كصحافي وكاتب في المجال الثقافي والفني .. ولا اعتقد ان هناك من يختلف معي بانه رحمة الله عليه كان قارئاً، مطلعاً، اجتماعياً، مربياً، أباً، ديمقراطياً ومبدئياً لا تعرف له مواقف متنوعة أو متغيرة.شكيب عوض أول ما دلفت مكتبه لمناقشته في موضوع كنت قد سلمته له وكان ذلك بداية الثمانينات كان قد علق خلف مكتبه لوحة كتب عليها (فضلاً.. ممنوع التدخين).. كنت الاحظ انه يستمع ويبتسم حينما كنت أتحدث وأدخن.شعرت انه يتضايق وان لم يبد تضايقه احسست ان هناك أمراً ما.. وفجأة استقرت عيناي على اللوحة, رأى ذلك علي، لم أتردد في اطفاء السيجارة خارج مكتبه ثم عدت واعتذرت له.. وكأن شيئاً لم يكن ابتسم.كان رحمه الله صريحاً مع الجميع لا تفارقه الابتسامة أو هو لا يفارقها.. وله ضحكة رقيقة مميزة يستطيع من يعرفه ان يميزها من بين كل الضحكات. أبداً ما رفع صوته مهما كان الأمر.أعرف كثيرين وعرفته.. لا يدخن لا يتعاطى الكحول لا يتعاطى القات.. وأمام هذا الموقف الثابت يحترمه الشخص.. لذلك أينما التقيت به أطفئ سيجارتي ان كنت قد (ولعتها) قبلاً.. ولا اشعل عود ثقاب أو ولاعة لتدخين سيجارتي.. في شارع أو مكتب أو في سيارة .. ترك الحياة بعد عمر حافل وسجل نظيف وإرث ثقافي وفني.. ساهم كثيراً وتعب أخيراً.. وشاء القدر ان يكون مساء الاثنين نهاية المعاناة والتعب.
|
مقالات
آن لك أن ترتاح
أخبار متعلقة