هناك ممارسات غير صحية وخرافات، وفي اعتقاد من يقومون بها أنها كفيلة بتعجيل شفاء مرضاهم وبرئهم منها.ولا شك أن مرض الحصبة أحد الأمراض التي تحيط بها الخرافات الكثيرة والتي يتناقلها الناس عن أسلافهم، لكنها بدلاً من أن تحقق للمريض الشفاء تساعد كثيراً على تدهور حالته الصحية.ويبدو عزوف بعض الآباء والأمهات عن تحصين أطفالهم ضد الحصبة أمراً مألوفاً لدى من يتوجسون خيفة من الآثار الجانبية للقاح، كالحمى الخفيفة والطفح الجلدي الخفيف، مع أنها في الأصل ناتجة عن تفاعل الجسم مع اللقاح المضاد للمرض، وتعطي مؤشر ودلالة على أن اللقاح قد أدى مفعولة ومنح الجسم مناعة من المرض.والحصبة كما هو معروف مرض معدي يتمتع بسرعة عدوى فائقة وبسهولة كبيرة على الإنتشار والإنتقال عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء المنبعث من فم أو أنف المصاب بهذا المرض بفعل العطس أو السعال، أو عند استعمال بعض متعلقاته الشخصية، كالمناديل والمناشف وكافة الأشياء التي يقع عليها شيء من إفرازات أنف المصاب أو لعابه.[c1]أعراض وعلامات المرض [/c]على أثر تلقي العدوى لا تظهر أعراض الحصبة مباشرة، فهناك فترة حضانة للمرض، نعني بها الفترة الواقعة بين تلقي الإصابة وظهور الأعراض، وقد تمتد حوالي (10 أيام).فيما تصاحب الحصبة أعراض وعلامات واضحة معروفة تظهر في شكل حمى وزكام ورشح وإحمرار العينين والتهاب الجفون وصداع وسعال جاف وفقدان الشهية..كما يراود المريض بها شعور بالأرق والتعب وتظهر لديه أيضاً في الغشاء المخاطي المبطن للفم بقع بيضاء أشبه بحبيبات الملح.وهنا تستمر الحمى المصاحبة للأعراض مدة ثلاثة أو أربعة أيام، يتبعها طفح جلدي يبدأ من الرأس خلف الأذنين وفي الوجه والرقبة، ثم ينتشر تدريجياً في الجسم كله.ويتألف هذا الطفح بالأساس من أعداد كبيرة من بقع ذات لون أحمر تتجمع على شكل دوائر أو بقع محببة تتسع أكثر فأكثر، وتستمر الحمى يومين أو ثلاثة أيام، ومن ثم يبدأ التماثل للشفاء، حيث تتحسن الحالة العامة للطفل، فيزول الطفح الجلدي ذو اللون الأحمر تدريجياً ويحل مكانه طفح فاتح أو أسمر مصحوباً بقشور، وأيضاً تعود درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها.. بيد أن هذا ينطبق على الحالات العادية التي لا تحصل فيها مضاعفات، ولا يصل إلى حالة الشفاء هذه سوى بعض الأطفال الذين حصنوا ضد هذا الداء الوخيم.[c1]مضاعفات وانتكاسات[/c]مضاعفات الحصبة شديدة التباين وكلها مصحوبة بعودة الحرارة إلى الإرتفاع فجأة، غير أن فرص حدوثها تزداد لدى إصابة الأطفال دون السنتين من العمر بالمرض في حالة عدم تلقيهم للقاح الحصبة مسبقاً، وهو ما يجعلهم أيضاً منالاً سهلاً لأضرار فادحة، أبرزها :- التهاب الجهاز التنفسي الحاد وما يرافقه من ضيق في التنفس والتهاب رئوي شديد (ذات الرئة).- التهاب الأمعاء والإسهال الشديد.- الجفاف.- الإسهال المزمن، وسوء التغذية.وبقاء الإسهال لمدة طويلة دون توقف من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف تغذية الطفل وفقد جسمه العناصر اللازمة للنمو، مثل البروتينات وبالتالي نقص وزنه.والأكثر خطورة وفداحة في مرض الحصبة ما يفضي إليه من إعاقات بسبب حدة مضاعفاته، مثل :- التهاب الأذن الوسطى المؤدي للصمم.- التهاب القرنية بصورة عامة والإصابة بالعمى في الحالات التي تسوء فيه تغذية المريض.- تأذي الدماغ.[c1]مجرد خرافات[/c]بعضهم يحيط مرض الحصبة بخرافات كثيرة لدرجة أنه يظل من الصعب إقناع العديد منهم ببطلانها وعدم صحتها والعدول عن العمل بمقتضاها؛ وهذا الأمر أكثر شيوعاً بين النساء.فهناك من ذهب إلى الاعتقاد بأن من الضروري إلباس الطفل المريض بالحصبة ملابس حمراء وإبقاءه في غرفة مغلقة النوافذ، سيئة التهوية ومعتمة لحجب الضوء عن المريض خشية عليه، وظناً من عند أنفسهم أن الضوء يؤذي عيني المصاب بالحصبة؛ فتزداد بذلك الحالة سوءً على سوء.ومما يثير الاستغراب حقاً أن من الناس من يظن بأن الماء فيه مضرة شديدة إذا ما وقع منه شيئ على جسم المريض بالحصبة أو إذا اغتسل به ولا يدركون أن التصرف على هذا النحو له مردود عكسي يؤثر سلباً على صحة الطفل؛ فنظافة الطفل مقرونة بالماء، ولابد من تبليل خرقة نظيفة بالماء لمسح عينيه برفق وأذنيه باستمرار، كذلك إعطاءه السوائل بكثرة ضرورة من ضرورات العلاج.أضف إلى أن الكمادات اللازمة لخفض حدة الحمى تبلل بالماء البارد وتمثل خطوة مهمة في العلاج وعودة درجة الحرارة إلى مستواها الطبيعي.