فيينا / دمشق / من مارك هاينريك وخالد عويس:قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أمس الخميس إن القوى الكبرى تنتظر مقترحات محددة من إيران بشأن برنامجها النووي المثير للخلاف واعتبر أن المشاركة الأمريكية في المحادثات النووية ستكون مفيدة.وقالت الولايات المتحدة أول من أمس الأربعاء إنها سترسل مبعوثا للانضمام للمحادثات النووية مع إيران للمرة الأولى لتؤكد للجمهورية الإسلامية والآخرين أن واشنطن ترغب في حل دبلوماسي للازمة.ورحب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بالمشاركة الأمريكية في المحادثات وقال في مؤتمر صحفي في دمشق «المشاركة الأمريكية ايجابية» .وأضاف «نتطلع لمشاركة بناءة» مشيرا إلى جولة جديدة من المحادثات في جنيف يوم السبت.ورحب كوشنر بالمشاركة الأمريكية في محادثات جنيف مع مبعوثين بريطانيين وفرنسيين وألمان وروس وصينيين بهدف البحث عن أي مرونة إيرانية بشأن شروط الحصول على مزايا تجارية إذا أوقفت طهران تخصيب اليورانيوم.وقال كوشنر للصحفيين خارج اجتماع أمني أوروبي في فيينا «هذه ليست مجرد مبادرة طيبة لكن أصدقاءنا الأمريكيين ينضمون للحوار. انه موقف جديد ومثير جدا للاهتمام.. (يمثل) احد الأصول الإضافية بلا شك».وقال إن رد إيران الرافض حتى الآن إزاء حزمة حوافز منقحة قدمتها القوى الكبرى اذا اوقفت طهران نشاطها النووي الذي يمكن ان يؤدي إلى إنتاج قنابل «ليس مفاجئا.. (وانما) مؤسف بعض الشيء» لكن استعدادها لمزيد من مناقشته أمر مشجع.وقال كوشنر «ننتظر فرصة ملائمة. تحدثت إلى (وزير الخارجية الإيراني منوشهرمتكي ) وكان منفتحا.. لكن منفتحا على ماذا.. هذه هي القضية دائما. نتحدث ونتحدث مع الإيرانيين لكنه دائما أمر مخيب للأمل».وأضاف إن إيران لم تتعامل بعد مع «أساس الموضوع» أي وقف التخصيب من اجل السماح ببدء مفاوضات تمهيدية.وقال كوشنر «لكنهم قبلوا الحوار ولذلك فلنبدأ الحوار. من المفهوم أن الأمريكيين سيكونون صارمين جدا (في جنيف). لكن ذلك (وجودهم) سيكون شيئا ثمينا».وكان يتحدث للصحفيين بعد إلقاء كلمة في فيينا أمام المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا والتي تضم 56 دولة.ويقول محللون أن واشنطن التي لا ترتبط بعلاقات مع إيران منذ عام 1980 سيكون لديها القدرة الأكبر على التحرك لتخفيف العقوبات الاقتصادية والسياسية الدولية مما يجعل المشاركة الأمريكية حاسمة لحل الأزمة.وفي بكين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيان تشاو أن حكومته رحبت بالخطوة الأمريكية وتريد أن ترى مزيدا من التجاوب من كل الأطراف.وقال «نأمل أيضاً أن تنتهز كل الأطراف الفرص المواتية الحالية وان تكثف جهودها وان تظهر بصورة خاصة مرونة لدفع الحوار والمفاوضات بأسرع ما يمكن ».وذكرت صحيفة بريطانية إن الولايات المتحدة ستعلن الشهر القادم إنها تعتزم إنشاء قسم لرعاية المصالح الأمريكية في طهران لأول مرة منذ 30 عاما.وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير بالصفحة الأولى «إن هذه الخطوة ستشهد تمركز دبلوماسيين أمريكيين في البلاد» .وأضافت أن هذا التطور «تحول ملحوظ في سياسة الرئيس جورج بوش الذي انتهج موقفا متشددا من طهران طوال فترة ولايته» .وتزايد التوتر مع إيران خاصة بعدما أجرت طهران تجارب لإطلاق صواريخ الأسبوع الماضي ما رفع أسعار النفط واثار قلق إسرائيل ودفع واشنطن إلى قول إنها ستدافع عن حلفائها ضد أي هجمات محتملة.