صباح الخير
عوضين . مقارنة الى الواقع في الوطن العربي - وما يعيشه هذا الواقع من تذبذب وركود في مجال الفكر - والادب - والمسرح وذلك نتيجة للاوضاع السياسية التي تمربها بعض الانظمة - في ( غياب الديمقراطية والانفتاح ) على متغيرات العصر . . فأن بلادنا - لاسباب وظروف معروفة ظلت لزمن طويل - تعيش وضعاً متخلفاً في كل الجوانب الابداعية - متزامنة مع مافُرض عليها - من زمن التخلف والقهر في عهود ( ماقبل الثورة ) ومابعدها ايضاً !!!. وبمثل ماعانت اليمن - قبل قيام الثورة من أوضاع التخلف والحرمان والحظر السياسي والادبي - ومن العزلة والتعسف في ظل الطغيان الإمامي والحكم الاستعماري المبادين الى غير رجعة - وفي ظل الحاكم الفرد والمطلق - بمثل ما انعكس هذا الواقع على كافة جوانب الحياة الاجتماعية والادبية والثقافية والفنية المجدبة !!!. واذا كانت مراحل التطور التاريخي هي التي تفرز حجم التحولات الاقتصادية والاجتماعية في إطار فكر ( مرحلي معين ) هي التي تحدد مسار التطور في الوعي - وفي ميادين التحول المادي والادبي - وبما يتلاءم والمتغيرات الاجتماعية الشاملة فإننا نجد ان الانسان اليمني - واليمنيين بشكل عام ورغم ماحدث على مدى عمر الثورة من تحولات ، ملموسة في مجال الادب - وفي الوعي الاجتماعي - وفي ميادين البناء - وغير ذلك من التحولات العامة بشكل عام نجد ان معطيات كل الاوضاع ( ما بعد قيام الثورة اليمنية ) .. برمتها ونتيجة ظروف العزلة والتخلف السالف الذكر فأن مستوى الادب والانتاج الادبي والثقافي ظل هابطاً - مقارنة لطبيعة الانتاج والاثراء الادبي في معظم بلدان الوطن العربي الكبير - وما يقال عن الادب المجدب في الساحة اليمنية - يقال عن الصحافة في بلادنا .. لانها هي الاخرى ظلت تتمرجح في تخبط بين ( ثوب الماضي الداكن ) المقفهر بفعل جدب السنين - وغياب التفاعل مع هموم ومعطيات العصر - وبخاصة في ظل تحقيق الوحدة الوطنية - وقيام الجمهورية اليمنية - وفي ظل دستور دولة الوحدة والديمقراطية ونتيجة لوجود - الرأي والرأي الاخر - والتعددية السياسية - وهذه ظروف سياسية اوجدت المزيد من فرص حرية الكلمة ، ولكن ربما تهيء فرصاً للتحرك بمنطق ابي الهول !!! . ولكن .. وكما يقال : فاقد الشيء لايعطيه - وليس علينا ان نعطي فوق طاقتنا - ولكن .. على ( الصحافة الاهلية ، والصحافة السياسية ) وعلى الصحافيين ومن خلال المعايشة اليومية مع الواقع - وعبر نقابة الصحفيين اليمنيين ان يضعوا الاسس السليمة لايجاد صحافة متطورة متقدمة مواكبة للعصر الوحدوي اليمني والعربي الذي نعيش احداثه .. واذا كانت حرية الكلمة الوطنية ( الصادقة ) - هي المقدمة الاولى للديمقراطية .. فكيف اذاً يمكن ان تتوجه الصحافة بمصداقية في معالجة ابرز القضايا الوطنية من اجل خلق رأي عام متفاعل مع هموم وتطلعات الشعب في ظل دولة الوحدة . في حين ان بعض الصحافيين لازال يغرد خارج السرب .. محاولاً ان تتشطر اراؤنا .. وافكارنا ومعالجاتنا للقضايا الوطنية والوحدوية العليا التي يجب ان نبذل من اجلها الغالي والرخيص .. وصولاً الى الغايات الجماهيرية المنشودة مستقبلاً .. ومصيراً .. ورهاناً - لايرقى اليه اي رهان - سوى رهان الانتحار الذي يريده أعداء الشعب والثورة والوحدة !!!. ومع ان الصحافة اليمنية قد لعبت دوراً بالغ الاهمية وسخرت صفحاتها المتعددة واليومية بكل كتابات الاوفياء لوحدة الوطن لتصبح سلاحاً قويا ومؤثراً في خندق الدفاع بالكلمة النارية عن الثورة ومكاسبها الوحدوية - وتعرية نواياً رموز التخلف ومن لف لفهم من جحافل المنتفعين والوصوليين والانتهازيين .. ولعلنا جميعاً نلمس اليوم ان هناك تطوراً ملموساً في هذا الجانب .. رغم إحساسي رغم كل جهود رجالات الصحافة اليمنية الصادقة مع قضايا الوطن .. انهم يمتلكون مشروعاً جديداً لانجاح اهدافهم المنشودة تجاه قضايا الوطن تفوق بكثير عن مستوى وضع الصحافة القائم اليوم - وكمثال نثمن بكل فخر واعتزاز التطور السريع وبأقل زمن لصحيفة 41 أكتوبر اليومية التي تعتبر اليوم مفخرة اضافية للصحافة اليمنية !!!