واشنطن/ متابعات: تبادلت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أمس الأول الجمعة التحذيرات بعد معلومات عن احتمال قيام بيونغ يانغ مجددا بإطلاق صواريخ قصيرة المدى. في حين يستعد الحزب الحاكم بكوريا الشمالية لاختيار قيادة جديدة، وسط أنباء عن سعي زعيمها كيم جونغ إيل لتمهيد الطريق أمام توريث ابنه.وحذرت الولايات المتحدة كوريا الشمالية من مغبة القيام بأية «أعمال من شأنها تصعيد حدة التوتر» في شبه الجزيرة الكورية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي إن «على كوريا الشمالية الامتناع عن أي عمل من شأنه تصعيد التوتر، وتفادي أي استفزازات جديدة». وعن إعلان كوريا الشمالية حظر الملاحة لمدة تسعة أيام في جزء من ساحلها الغربي، رفض كرولي الخوض في تفاصيل مسألة «تتطلب معلومات»، حسب قوله، معترفا بأن إجراءات الحظر هذه «يتبعها أحيانا في الماضي إطلاق صواريخ». وفي سول دعا رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك -أثناء مراسم شارك فيها مئات من قدامى المحاربين الكوريين الجنوبيين وقوات الأمم المتحدة- كوريا الشمالية إلى وقف «استفزازاتها العسكرية غير المسؤولة»، في حين يحيي البلدان ذكرى اندلاع الحرب بينهما. وفي احتفال آخر وعد قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال فلتر شارب برد «سريع وحازم» على كل استفزاز من قبل الشمال. وفي المقابل تعهدت كوريا الشمالية بتعزيز قدراتها التسلحية النووية للتعامل مع ما وصفتها بالأعمال العدوانية الأميركية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن الإذاعة المركزية الكورية الشمالية أن 120 ألف شخص احتشدوا في العاصمة بيونغ يانغ في مسيرة مناوئة للولايات المتحدة بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع الحرب الكورية. وذكرت الإذاعة الكورية الشمالية، بحسب تقرير يونهاب، أن سكرتير اللجنة المركزية في حزب العمال الحاكم كيم كي نام قال في خطاب أثناء المسيرة إنه «في الوقت الذي تتمسك فيه الولايات المتحدة بإصرار بمؤامرات العزل والخنق ضد جمهوريتنا، سنواصل السير في طريق تعزيز قوتنا النووية للدفاع الذاتي لحماية كرامة شعبنا ومصالح أمتنا». وقد تفاقم التوتر مؤخرا بين الكوريتين بعد إغراق السفينة الكورية الجنوبية «شيونان» بطوربيد نسب إلى كوريا الشمالية. ونفت بيونغ يانغ أي مسؤولية لها عن هذا الحادث البحري الذي أودى بحياة 46 بحارا كوريا جنوبيا يوم 26 مارس الماضي. وقد رفعت كوريا الجنوبية رسميا إلى مجلس الأمن أمر الحادث الذي يعد من أخطر الحوادث بين الكوريتين منذ إعلان الهدنة في الحرب الكورية عام 1953، وهددت كوريا الشمالية من جانبها بالرد عسكريا على أي إدانة في الأمم المتحدة. يشار إلى أن الحرب الكورية اندلعت يوم 25 يونيو 1950 وانتهت يوم 27 يوليو 1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام.في الأثناء، قالت كوريا الشمالية إنها تستعد لعقد مؤتمر للحزب العمال الحاكم فيها خلال سبتمبر/أيلول المقبل لاختيار قيادة جديدة، وذلك في وقت يسعى فيه الزعيم إيل لتمهيد الطريق أمام خلافة ابنه الأصغر له.وأصيب كيم بجلطة دماغية في 2008، ويعتقد على نطاق واسع أن ابنه جونغ أون -الذي قيل إنه في العشرينيات من عمره- هو خياره المفضل ليرثه في الحكم.وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن «المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوريين قرر الاجتماع مبكرا في سبتمبر لانتخاب أعلى هيئة قيادية تعكس المتطلبات الجديدة للحزب».ويعتبر هذا الاجتماع الثالث من نوعه للحزب منذ تأسيس الدولة الشيوعية في العام 1948.