[c1]أحلام القبيلي*: [/c] سعى ويسعى الكثير للخروج من أوطانهم هرباً من الظلم والقهر والجور واللجوء إلى أوروبا وأمريكا بحثاً عن الحرية والحياة الأفضل. [c1]ولكن:[/c]هل يعد هذا اللجوء ضرورة أم ترف ؟وهل هناك حرية وحياة أفضل ؟ [c1]ترف : [/c]اللجوء السياسي هو لجوء شخص يعيش في دولة ما مضطهداً سياسياً أو اجتماعياً .. أو .. أو .. فيأوي إلى دولة أخرى تقبله حسب قوانينها وللجوء السياسي تأصيل شرعي في الإسلام ، فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الأوائل بالهجرة إلى الحبشة عندما اشتد بهم الأمر واستبان للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن الطريق في مكة باتت مسدودة رغم كل المحاولات وأنه غير قادر على حمايتهم فقال لهم : ( لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكاً لايظلم أحد عنده حتـــى يجعل الله لكم فرجـــاً ومخرجاً مما أنتم فيــه).وقد كان هذا اللجوء في المفهوم الديني عملية استنبات لأن أرض مكة لم تصلح في ذلك الوقت لينمو ويترعرع فيها الدين . أما لجوء هذه الأيام والذي أصبح شبه ( موضة ) هو نوع من أنواع الترف وحركة سلبية هروبية يؤثر أصحابها السلامة والدعاة والاسترخاء وإيثار العافية يلجئون إليها رغم أنهم لازالوا قادرين على المواجهة والعطاء ويتمتعون بقدر كاف من الحرية بدليل أن بعضهم كان ضمن وفد رئاسي موقر . وليتهم لجوءا إلى نظام عادل لا يظلم عنده أحد وليتهم نالوا الحرية والحياة الأفضل التي تعلقوا بأمل الحصول عليها فكانوا كالمتعلق بأمل من خيوط العناكب أو ( كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه ) فلا حرية ولا حياة أفضل لأن هذه الأنظمة التي تنادي بالحرية وتدعي أنهم رعاتها وحماتها ويسوقوها يقصرونها على أبناء جلدتهم فقط وكل من دار في فلكهم ورقص على مزمارهم . هذه الأنظمة هي هي التي تنتهك حريات الآخرين في عقر دورهم وتكبل أوطاناً بأسرها وتستعبد أخرى .هذه الأنظمة هي التي زجت بآلاف البشر في السجون والمعتقلات لمجرد الشك بانتمائهم للقاعدة .هذه الأنظمة التي تعتدي على كل من يخالفها الرأي في أي بقعة من الأرض وهذه الأنظمة هي التي ألقيت بسامي الحاج في المعتقل وحكمت علوني بالسجن بضع سنين واستدرجت شيخنا المؤبد وأوقعته في شباكها ظلماً وزوراً , وخططت لتوجيه ضربة عسكرية لقناة الجزيرة وتحاصر سوريا وتنوي افتراس إيران .هذه الأنظمة التي لا تحترم آراء شعوبها المناهضة للحرب والظلم والاعتداء والوحشية .هذه الأنظمة لا تعطي حق اللجوء إلا لمن علمت واستيقنت أنها ستستفيد منهم في تحقيق مآربها وليكونوا مخالب قطط – علموا بذلك أم لم يعلموا .إن اللاجئ إلى هذه الأنظمة لن يرى من الحرية إلا اذنها فهو حر في أن يأكل رغيف عيش وبصل أو بسباس أو حتى هامبورجر حر في أن ينام في الفندق او في الشارع , حر في هتك إستار حكومة بلاده – حر في كتابة المقالات والإدلاء بأي تصريح شرط ألا تتعارض مع سياسة الدولة المضيفة .« ويا غريب كن أديب » إن اللاجئ إلى هذه الأنظمـــة سيلبس ثوب الحرية الذي ستفصــله له على مقتضــى هواها ومصلحتهــا.[c1]إضاءة :[/c]- عز القبيلي بلاده .. ولو تجرع وباها- التغير الأفضل والأصوب والشرعي لا يأتي إلا من الداخل[c1]* كاتبة وشاعرة يمنية - تعزALKBILY @ HOTMAIL . COM[/c]
|
فكر
اللجوء السياسي .. ضرورة أم ترف ؟
أخبار متعلقة