قال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق:”إن العرب لا يقرؤون وإن قرؤوا لا يفهمون” واستشهد في قوله هذا أن عدوان إسرائيل على الدول العربية يوم 5 حزيران سنة 1967م كان منشوراً في شكل سيناريو .. في أحد الكتب الإسرائيلية.. وهو أيضاً ما تقوم به أمريكا اليوم تطبيقاً لأفلام هوليود من حروب على العراق وأفغانستان، وغيرها، وقيل أيضا إن أمة اقرأ لا تقرأ .. فهل أنت ممن ينطبق عليهم القول هذا..؟!إن حبك للقراءة، هو نوع من أنواع المقاومة العامة ضد الجهل ومخططات الأعداء كما هو ضد الفقر والمرض من خلال المعرفة التي تكتسبها .. والحقيقة إن الفوائد كثيرة وكبيرة لا تحصى ولا تعد .. ناهيك عن أن ما تقرأه يكون شخصيتك ويوسع مدار كك وثقافتك العامة والخاصة وتصبح إنساناً مهماً وعنصراً مفيداً في المجتمع، ودعني أقول لك أن كنت محباً للقراءة، ولكنك لا تعرف كيف تقرأ فسأقول لك: إذا وقع كتاب بين يديك فاقرأ أولاً المقدمة وهي ستعطيك فكرة عن محتويات الكتاب من وحدات وفصول، وعناوين عامة لها، ثم اقرأ الخاتمة في نهاية الكتاب، وهناك ستجد خلاصة ما تقدم به .. في عدة جمل موضوعية موجزة جامعة، عندها ستقرر القراءة - بعد استثمارك أهمية مضمون الكتاب وقيمة ماهو مكتوب فيه، ودعني أيضاً أدلك على القراءة السريعة لفقرات صفحات الكتاب .. إبحث عن الجمل الموضوعية أولاً فستجد في كل فقرة جملة واحدة أو جملتين موضوعيتين فقط، ضع تحتها خط بالقلم ومر في عجالة .. بنظرك فقط على الشرح والاستدلال والأمثلة والاستقراء والاستنباط - الخ فستجد أيضاً أنك قد حددت في كل صفحة جملتين أو ثلاث جمل في أغلب الأحيان هي الخلاصة الموضوعية لما يريده الكاتب في كل صفحة وإذا كان الكتاب مكون (على سبيل المثال) من (120) صفحة فملخصة الموضوعي هي تلك الجمل (400 سطر تقريباً) أي ما يساوي 20 صفحة (فلو سكاب) أوراق الرسائل العادية - (أما الكتابة فعملية عكسة لما تقرأ) تبدأ بتكوين الجمل الموضوعية، ومنها تكون الفقرات بإضافة الاستدلال والشرح والأمثلة ولاستقراء والاستنباط وصولاً إلى النتائج .. وأخيراً تضع الخلاصة لما كتبت كخاتمة .. ثم أكتب المقدمة المناسبة والتي تبين الإجابة الموجزة عما يريد كتابته .. المهم أن تمارس القراءة كسلوك حسن بشكل دائم وفي وقت محدد ولو نصف ساعة يومياً، ومع الزمن تتكون لديك عادة القراءة ثم تصبح هذه العملية قوة عادة لا تستطيع التوقف عنها .. ولكي تثق بما أقوله لك ويزداد إيمانك بهذه الطريقة أقول لك أن الأديب العربي الكبير عباس محمود العقاد درس إلى النصف السادس الابتدائي ولكنه مارس القراءة .. فأصبح هو من هو المعروف بعد ذلك برئيس جامعة القاهرة في عصرها الذهبي .. وانظر إلى مؤلفاته (العبقريات .. وغيرها) ومن يضاهيه فيما وصل إليه من علم وثقافة كل ذلك بفضل القراءة، والقراءة المستمرة .. والأمثلة كثيرة من الشرق والغرب، انظر إلى أديسون صاحب الألق مخترع والمشهور بمخترع المصباح الكهربائي، وهو أيضاً ترك الدراسة في وقت مبكر من المرحلة الابتدائية وراح يبيع الصحف في محطات القطارات ولكنه لم يتخلى يوماً عن القراءة، وكان ينام في ورشة ميكانيك وأثناء تأهبه للنوم يظل يقرأ ويمارس هواياته العملية في الكهربائية وحيث يجد الفرصة يقرأ .. كما أن الأديب العربي الكبير الجاحظ (في العصر العباسي) كان صبي صياد في نهر دجلة ولم يحظى بالتعليم ولكنه كان يذهب إلى وراق في بغداد بعد إنهاء عمله كصياد وفي وقت راحته يساعد ذلك الوراق مقابل أن ينام في مستودع عمل خط الكتب وتجميعها، وكان يجد الفرصة ليلاً للقراءة لأنه يحب القراءة .. واستمرار هكذا حتى بلغ مبلغاً كبيراً في العلم والمعرفة وأضحى مؤلفا للعديد من الكتب منها البخلاء والحيوان هذا ما وصل إلينا في عصرنا هذا ولكن مؤلفاته كانت مكتبة كبيرة حتى أنه مات داخل مكتبته نتيجة سقوط تلك الكتب عليه وهو نائم .. فهل ستكون قارئاً محباً للقراءة حتى الموت؟! أرجوا أن تكون كذلك، تكذب موشي ديان وأمثاله .. وأرجو أن تنفذ أول أمر من الله تعالى “اقرأ” قال تعالى: اقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم” وثق أن الله سيكرمك ويساعدك على القراءة .. وسيساعدك على أن تكون قادراً على الإشعاع بالقلم - فا لعلم نور والجهل ظلام..فإن كنت مسئولا أو قاضياً أقرأ ما يصل إليك باهتمام حتى لا تمر عليك مظلمة فتظلم دون دراية فتصبح ظالماً، وأن كنت من أصحاب الرأي العام فأقرأ .. فلربما تجد ما بين يديك رغم بساطته .. حلاً لمشكلة أقرأ وأحب القراءة .. وتمثل بكل ما تقرأه في ثقافتك في صورة سلوك يومي حسن بمصداقية دون نسيان عندها ستكون من الناجحين.
|
اتجاهات
أحب القراءة .. واجعلها ثقافة سلوك حسن
أخبار متعلقة