منسق الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية بالبرنامج اليمني الألماني لـ(14 أكتوير ):
صنعاء /بشير الحزمي يعتبر الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية احد الخدمات التي تقوم علي المجتمع والتي تهدف إلي تزويد أفراد المجتمع بالمعلومات حول تنظيم الأسرة، ورعاية الحوامل والولادة الآمنة والمشورة والتوزيع للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة.. ويعتبر البرنامج اليمني الألماني للصحة الإنجابية هو السباق في تقديم هذه الخدمة لأفراد المجتمع اليمني ،واعتمادها كنشاط يضاف إلى أنشطته المنفذة في اليمن ،حيث بداء البرنامج بتقديمها كتجربة في بعض المحافظات كخطوه أولى وذلك من خلال عدد من المتطوعين المختارين من داخل مجتمعاتهم والذي قام بتدريبهم في دورات تدريبية قصيرة لتمكينهم من القيام بهذا الأمر.صحيفة14اكتوبر.. ولكي تسلط مزيداً من الضوء علي هذا الموضوع تلتقي بالأخ/عبد القوي علي حسان - منسق الترويج المجتمعي للصحة الانجابية بالبرنامج اليمني الألماني للصحة الانجابية والذي تحدث حول هذا الموضوع وقال :-أن الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية هو خدمة مرتكزة على المجتمع، وتهدف إلى توفير المعلومات، المشورة والسلعة للمجتمع في أماكن إقامتهم بدلاً من أن نطلب منهم السفر إلى المرفق الصحي والذي غالباً ما يكون بعيد عن القرية. وبتوفير الخدمة في القرية، فإن بعض العوائق كوقت الانتظار وتكاليف السفر ستزول. بالإضافة إلى أن الشعور بالفارق الأكاديمي بين أفراد المجتمع والعاملين الصحيين هو عامل أخر في عدم تشجيع استخدام الخدمات الصحية، حيث أن هذا سيزول أيضا،والخدمات المرتكزة على المجتمع تساهم في ضمان توفير مشورة و عناية مناسبة تقدم لأفراد المجتمع عبر متطوعين مختارين من قبل مجتمعاتهم. هؤلاء المتطوعون هم من يذهبون إلى المستفيدين لتقديم المشورة من الجيران، الزملاء، الأقارب وكذلك الأصدقاء. وبحكم سكنهم بالقرب من المستفيدين فإنهم يعرفونهم جيداً، كما أن بإمكانهم الوصول إلى هؤلاء الناس الذين إما لا تتوفر لهم الخدمات التقليدية أو أن الوصول إليها صعب.ومثل هذه الخدمات المرتكزة على المجتمع تُكمَل خدمات صحية مألوفة خاصة في تلك المناطق التي قد لا يحتاج الناس فيها للكادر الصحي أو أن الكادر الصحي غير متوفر. كما انه في المناطق الريفية أو تلك التي لا يوجد فيها إلا القليل من الرعاية الصحية، يساهم هؤلاء المتطوعون في زيادة القبول على الخدمات الصحية وكذا ممارسة تنظيم الأسرة.[c1]الصحة تتبني سياسة التوزيع المجتمعي لوسائل تنظيم الأسرة :[/c]وأضاف منسق الترويج المجتمعي بالقول ..إن وزارة الصحة العامة والسكان تتبني سياسة التوزيع المجتمعي للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة كسياسة لزيادة العرض والطلب لوسائل تنظيم الأسرة الحديثة وكذلك للتقليل من الحاجة غير الملباة للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة في الخطة الخمسية الثالثة، ولأنه لا توجد هناك تجارب عملية من هذا النوع في اليمن، في حين أن التثقيف الصحي المرتكز على المجتمع استخدم بشكل واسع في عديد من القضايا الصحية، إلا أن التوزيع المجتمعي للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة ما يزال غير مألوف، فقد طلب قطاع السكان في وزارة الصحة العامة والسكان من البرنامج اليمني الألماني للصحة الإنجابية استكشاف سبل تنفيذ ذلك ضمن إطار تجربة استرشادية.[c1]تجربة استرشادية :[/c]وقال بأنه ومن اجل ذلك فقد قام البرنامج اليمني الألماني بتنفيذ تجربة استرشادية لإثبات جدوى التوزيع المجتمعي للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة في اليمن. نُفذت التجربة في 17 قرية في خمس محافظات من أصل سبع محافظات يعمل فيها البرنامج اليمني الألماني للصحة الإنجابية، هذه المحافظات هي: صنعاء، حجه، اب، أبين، المحويت. [c1]طريقة تنفيذ الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية :[/c]وعن طريقة تنفيذ الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية في القرى المختارة وهي محافظات ( صنعاء، حجة، المحويت، اب و أبين )قال ..لقد تمت عملية اختيار المتطوعين في كل قرية بعناية كبيرة من قبل المجتمع بعد القيام بتقديم فكرة التوزيع المجتمعي للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة إليهم بشكل جيد. وهؤلاء المتطوعون هم أفراد معروفون في المجتمع، ويحضون بتقدير مجتمعاتهم لأنهم ذو شخصيات جيدة وقادرين على التواصل بشكل فعال. هؤلاء المتطوعون تم تدريبهم لفترة قصيرة لتمكينهم من: رفع الوعي وتقديم المعلومات حول تنظيم الأسرة، القيام بالمشورة، توزيع الواقي الذكري لكل المستفيدين من ذوي الحاجة وكذلك تقديم الأقراص لهؤلاء الذين تم القيام بالمشورة معهم من قبل المرفق الصحي ثم أحيلوا إلى عامل الترويج المجتمعي لتوزيع الوسائل لهم بشكل منتظم و كذلك تقديم النصح والمشورة حول قضايا تنظيم الأسرة و من مهام المتطوع أيضا إحالة المستفيدين إلى المرفق الصحي. بالإضافة إلى ذلك يقوم المتطوعون بالترويج للولادة النظيفة الآمنة وتوزيع (علبة أدوات الولادة النظيفة في المنزل) المعدة من قبل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان، برنامج الأمم المتحدة للسكان، وكذلك اليونيسيف والقيام بتوجيه النصائح للأمهات الحوامل وأزواجهن فيما يتعلق بالإعداد للولادة (الإحالة إلى رعاية الحوامل، ضرورة حضور مولدات من ذوات المهارة، كيفية التواصل مع القابلة المدربة) وكذلك الاستعداد للحالات الطارئة (علامات لأي مضاعفات، الاستعداد للإحالة)،وقدتم ربط المتطوعين بأقرب مرفق صحي إلى المجتمع. حيث يقوم الطاقم في هذا المرفق الصحي بتزويدهم بأدوات ووسائل تنظيم الأسرة و دعمهم، ويقوم المتطوعون كذلك بإحالة الحالات التي تولدت لديهم القناعة بتنظيم الأسرة (الأقراص، الحقن، أو اللولب) إلى المرفق الصحي. فإذا تولدت الرغبة عند المستفيدين الجدد باستخدام الواقي الذكري فبإمكانهم الحصول عليه من قبل المتطوعين، ولكن إذا رغب الشخص باستخدام الأقراص فسيتم إحالته إلى المرفق الصحي لإجراء المزيد من الاستقصاأت وبمجرد أن يقوم الكادر الصحي المؤهل في المرفق الصحي بوصف الأقراص لهذا الشخص حينها لا يلزم على هذا الشخص التردد على المرفق الصحي بشكل شهري للحصول على الوسيلة، بل يمكنه الحصول عليها من قبل المتطوعين داخل قريته،ومن الضروري أن يكون المرفق الصحي معد بالإمكانيات اللازمة و الطاقم المؤهل لتقديم خدمات تنظيم الأسرة، كما يجب أن يمتلك الطاقم الدافع اللازم لدعم وتزويد المتطوعين بالأدوات اللازمة (وسائل تنظيم الأسرة)، كما يجب تدريب الطاقم الصحي لأن يكون ذو توجه مجتمعي حتى يكون قادرا على دعم المتطوعين،حيث وأنه إذا توفرت هذه الخدمة في المجتمع فان الأزواج سيكونوا أكثر وعياً بخدمات تنظيم الأسرة، و عليه فإن انتشار وسائل تنظيم الأسرة سيزداد و تبني ممارسات صحية من قبل الفئات المستهدفة سيتعزز.[c1]خطوات تنفيذ التجربة الاسترشادية :[/c]وحول أهم الخطوات المتبعة لتنفيذ التجربة الاسترشادية قال بأن هناك سلسلة من الخطوات التي تم إتباعها لتنفيذ هذه التجربة وهي تتمثل في الآتي:- اولاً : تقديم الفكرة للسلطات الصحية في المحافظات المستهدفة من قبل البرنامج. ثانياً : التواصل مع منظمات المجتمع المدني في تلك المحافظات والتي كانت لدى سلطاتها الصحية الرغبة في تقديم هذه التجربة الاسترشادية لاختيار المواقع المناسبة طبقاً للمعايير المتبعة في اختيار القرى وهي أن لا يكون من الصعب الوصول إليها، أن تقع ضمن زمام سكاني لمرفق صحي فعال يقدم خدمات صحة إنجابية، أن لا يوجد فيها صراعات حادة، أن يكون المجتمع فيها منظماً وداعماً للأنشطة التطوعية. ثالثاً : القيام بزيارة للمواقع قبل عملية الاختيار مع فرق من (مكتب الصحة بالمحافظة ، مكتب الصحة في المديرية، البرنامج اليمني الألماني للصحة الإنجابية و منظمات المجتمع المدني) للاجتماع مع: أ) طاقم العمل في المرفق الصحي القريب من القرية قبل اختيارها، ب) قادة المجتمع مثل المشايخ، أعضاء المجالس المحلية، ,أعضاء الجمعيات المحلية في القرية (رجال ونساء) وذلك للقيام بعرض فكرة التوزيع المجتمعي للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة وللتحقق من أن القرية لديها الرغبة في تبني هذه التجربة. بالإضافة إلى ذلك فقد تم الاستفادة من هذه الزيارات للتحقق من ما إذا كان الاختيار قد تم بناءً على المعايير المتفق عليها.رابعاً : وبشكل موازي لذلك، فقد عقدت بعض ورش العمل في عواصم المحافظات بحضور الميسرين المحتملين لمشروع الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية (موظفي الصحة، السلطات الصحية، أعضاء الجمعيات المحلية بالقرية) لتبادل المعلومات والملاحظات التي استخلصت أثناء زيارات المواقع والوصول إلى اتفاق نهائي حول المواقع التي سيتم استهدافها. خامساً: تدريب الميسرين على طرق التعامل مع النزاعات عند اختيار المتطوعين في القرى وكذلك طرق تحريك المجتمع حول التوزيع المجتمعي للوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة. ومن هذه الطرق إطلاع كل الأطراف المشاركة على مفهوم الترويج المجتمعي ومعايير اختيار المتطوعين حيث قد يحدث أن تثير عملية اختيار المتطوعين نزاع في القرية و في نفس التدريب تم تزويد كل المشاركين بالأدوات التي تمكنهم من الترويج للمشروع والتعامل مع أي نزاع محتمل. سادساً: قام الميسرون المدربون بعقد اجتماعات في القرى لتقديم فكرة الترويج المجتمعي و تسهيل عملية اختيار المتطوعين طبقاً للمعايير المتبعة، وقد شارك في الاجتماع رجال الدين وقادة المجتمع و أفراد من المجتمع. و قام أفراد الفريق من الإناث بالجلوس مع نساء القرية لنفس الغرض. تم تقديم فكرة التوزيع المجتمعي و طريقة تنفيذه، ثم طلب من الحاضرين اقتراح مواصفات الشخص الذي قد يقوم بالترويج لتنظيم الأسرة و توزيع الوسائل، وبعد أن سرد الحاضرون عدد من الصفات التي يجب أن يتحلي بها من قد يقوم بهذه المهمة، بعد ذلك سأل الفريق الحاضرين هل مثل هولاء الأشخاص موجودون في القرية ¸هل لديهم الرغبة في القيام بهذه المهمة بشكل طوعي، ثم تمت عملية الاختيار للمتطوعين علي ضوء المعايير المتبعة والمحددة وهي أن يكون على الأقل لديه القدرة على القراءة والكتابة، يحظى بالاحترام من قبل المجتمع،يعيش ويعمل في القرية ذاتها، لديه الرغبة للعمل بشكل طوعي،لديه قدرة على التواصل مع الآخرين، يتميز بعلاقات جيدة مع المجتمع .سابعاً: بعد الانتهاء من عملية الإعداد لتنفيذ هذه التجربة على ارض الواقع، فقد كان من الضروري تحديد نقطة اتصال بوزارة الصحة العامة والسكان لمتابعة تنفيذ هذه التجربة ورفع تقارير عن التقدم الذي تم تحقيقه إلى المجموعة الفنية للصحة الإنجابية. ثامناً: تم تدريب المتطوعين والعاملين في المرافق الصحية ذات العلاقة. شمل هذا التدريب استخدام الأدوات المصممة لهذه التجربة- تذاكر الإحالة، الورق القلاب المعد من قبل إدارة الصحة الإنجابية في وزارة الصحة العامة والسكان تاسعاً: تم ربط عملية تدريب الكادر الصحي في المرافق الصحية المعنية بتجربة التوزيع المجتمعي حول نظام الإمداد بوسائل تنظيم الأسرة مع تدريب المتطوعين.عاشراً: تم تزويد المتطوعين بوسائل تنظيم الأسرة من خلال الزيارات التي قام بها مسئولي المرافق الصحية المعنية. كما تم توثيق ما تم استخدامه من وسائل تنظيم الأسرة ضمن تقرير الاستهلاك للمرفق الصحي. [c1]إشراف وتقييم دقيقان :[/c]وحول عملية الإشراف والتقييم التي تتم لهذه التجربة وقياس مستوى النجاح والنتائج المحققة قال بأنه وأثناء التجربة كان هناك إشراف وتقييم دقيقان من قبل البرنامج والوزارة ومكتب الصحة بالمحافظة المعنية وكذلك طاقم الصحي القريب من القرية التي تُنفذ فيها التجربة. في كل الزيارات التي قام بها فريق الإشراف والتقييم تم مقابلة المتطوعين وكذلك أفراد من المجتمع سواء كانوا مستخدمين للوسائل أو غير مستخدمين. [c1]نتائج ايجابية :[/c]وأشار إلى أن النتيجة ايجابية جدا، حيث وصلت نسبة مستخدمي الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة إلى 18% مقارنة بنتائج مسح صحة الأسرة 2003 والتي أظهرت أن نسبة شيوع استخدام الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة في الريف هو 9.2%، إضافة إلى أن نصف النساء الحوامل تقريبا في قرى التجربة طلبن الحصول على علبة الولادة المنزلية النظيفة،كما وأنه لم يحدث وأن شعر المستهدفين أو السلطات المحلية أو قادة المجتمع بالحرج كما كان يُعتقد قبل التجربة، بل على العكس، إمام المسجد في إحدى القرى التي نُفذت فيها التجربة يعمل كمتطوع في قريته وكذلك السلطات الصحية المحلية وقادة المجتمع كانوا داعمين طوال مرحلة التجربة وأوصوا بضرورة تعميم الترويج للصحة الإنجابية والتوسع فيه ليغطي مجتمعات أكثر،إضافة إلي ذلك انه وبعد التجربة بدأت وزارة الصحة العامة والسكان بتوسيع الترويج المجتمعي للصحة الإنجابية في 20 قرية في محافظة الحديدة.[c1]تعميم الترويج وتوسيعه :[/c]وعن مدى إمكانية تعميم هذه التجربة لتشمل بقية المحافظات قال إنه ولغرض تعميم وتوسيع الترويج ليشمل مجتمعات أكثر وليساهم في زيادة نسبة استخدام الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة، فقد تم تشكيل ثم تدريب فريق تدريبي داعم للترويج المجتمعي على مستوى المحافظة. هذا الفريق مكون من ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من مكتب الصحة في المحافظة والثالث من منظمات المجتمع المدني. وأضاف بأن الترويج المجتمعي يجب أن لا يكون حكرا على السلطات الصحية في تنفيذه بل يجب أن تتكاتف جهود مختلف القطاعات ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذه.[c1]متطلبات نجاح واستمرار التجربه :[/c]وعن أهم المتطلبات الأساسية لنجاح واستمرار هذه الخدمة قال انه ومن أجل ذلك فمن الضروري توفير دعم منتظم و مزيد من التدريب من قبل مدربين ذوي مهارات جيدة في التعامل مع المجتمع والبرامج الصحية المجتمعية، الاعتراف بمثل هذه الخدمات كجزء من النظام الصحي النمطي، العمل على تأمين التعاون مع المرافق الصحية القريبة بحيث يحال إليها المستفيدين بسهولة، العمل على التعريف بهذه الخدمات من خلال الدعم والتشجيع من جانب الجهات الحكومية والقطاعات المختلفة.