دورة تدريبية لمكافحة الإيدز
يعتبر مرض نقص المناعة المكتسب الأيدز من أكثر أمراض العصر إنتشاراً وأشدها فتكاً حيث بلغ عدد المصابين بها حتى نهاية عام 2004م حسب الاحصائية المتوفرة لدينا حوالي 39.4 مليون شخص بينما بلغ عدد الاصابات الجديدة خلال عام 2004م4.9 مليون شخص من مختلف الفئات العمرية وبلغ عدد اجمالي الوفيات منذ عام 1981-2003م (20) مليون شخص وتتركز الاصابة بهذا المرض في الدول النامية.وفي اليمن بلغ عدد الحالات المكتشفة في النصف الاول من عام 2005م 121 حالة مقارنة بعام 2004م حيث وصل الى 1593 حالة.ولمعرفة مدى خطورة هذا المرض وكيفية مكافحته نظمت جمعية المرأة للتنمية المستديمة وجمعية المرأة للتوعية الصحية والارشاد النفسي وبتمويل من منظمة التعاون الدولي للتنمية دورة تدريبية خاصة بإعداد مدربين لمكافحة مرض الأيدز.وتناولت هذه الدورة العديد من أوراق العمل الهامة منها الورقة التي اعدتها الدكتورة شفيقة علي نعمان رئيسة جمعية المرأة للتوعية الصحية والارشاد النفسي واحتوت الورقة الاولى حول مكافحة مرض متلازمة نقص المناعة البشري وتناولت فيها تاريخ انتشار فيروس نقص المناعة البشري ومراحل مرض متلازمة نقص المناعة البشرية وتعتبر البلدان الواقعة جنوب الصحراء الافريقية هي اكثر البلدان تاثيراً بوباء الايدز حيث وصلت تقديرات الاصابة به في تلك البلدان الى 24.5 مليون شخص وجنوب شرق آسيا ستة ملايين حالة.وتطرقت الورقة ايضاً الى كيفية انتقال هذا الفيروس ومراحله وكيفية الوقاية منه باعتبار ان طرق العدوى التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي وعن طريق الدم واستخدام الابر والادوات الاخرى الثاقبة للجلد او عن طريق الام وانتقاله للجنين واثناء الحمل او زراعة الاعضاء من متبرعين مصابين بالمرض ،وتنقسم مراحل انتشار العدوى الى اربع مراحل منها فترة الحضانة وتتراوح من ثلاثة اشهر الى عدة سنوات يتعرض خلالها المريض الى عدة اعراض وتستمر هذه الاعراض لمدة اربعة اسابيع وهي فترة تحول المرض إلى المرحلة الكموت وفي هذه المرحلة تظهر أعراض تضخم الغدد، وينتقل المرض إلى المرحلة الثالثة التي تتميز بنقص الوزن عند المريض وفقدان الشهية والعديد من الأعراض الأخرى المصاحبة لهذا المرض ومراحل تطوره ويصل المرض إلى ذروته في المرحلة الرابعة وهي أسوأ المراحل حيث تظهر العلامات السابقة بصورة أشد وضوحاً مع ظهور الأورام الخبيثة وتصيب أكبر كمية ممكنه من خلايا الجهاز المناعي فيصبح ضعيف جداً.. وبالرغم من خطورة هذا المرض الفتاك إلا أن هناك العديد من طرق الوقاية من العدوى بفيروس نقص المناعة البشري وهي عن طريق العلاج الوقائي الذي يعطي من أجل منع حدوث العدوى ويدعى » Antiroviral« الذي يساعد على التقليل من خطورة وإنتقال العدوى بنسبة (81) ويجب على الحكومة الإسهام في توفر هذا العلاج الوقائي نظراً لصعوبة توفره لدى الأشخاص المصابين بالإضافة إلى تعقيم الأدوات المستخدمة في الحقن وأدوات طبيب الأسنان والإبر الصينية وغيرها من الأشياء التي تعد من الاستخدام الشخصي والنظافة الجنسية وعدم المشاركة باستخدام الادوات الشخصية للمصاب بالإضافة إلى التوعية الصحية عن الفيروس والمرض بكافة وسائل الإعلام واستخدام لغة الحوار مع الأبناء لتجنبهم الظروف البيئية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات باعتبارها من أهم أسباب الإصابة بالفيروس وحثهم على ممارسة الهوايات المختلفة.وأكدت الورقة الثانية التي أعدها الدكتور نبيل عبد الرب مدير برنامج مكافحة أمراض الأيدز بعدن أن الأسلوب المثالي في الطب لتشخيص وعلاج الأمراض المنقولة جنسياً هو التشخيص المخبري الدقيق ومعدات المختبرات الدقيقة والمعقدة وما تتطلبه من عاملين مهره وهذه الميزة غير متوفرة على نطاق واسع في عدد من مدن البلدان النامية ويجب أن يكون المختبر قادراً على زراعة الجراثيم والتعرف عليها وقادراً على إجراء الفحوصات المصلية ولكن ما نراه أن عدد كبير من المرضى يلتمسون معالجة الأمراض المنقولة جنسياً من وحدات الرعاية الصحية الأولية حيث لا تتاح الإمكانات المتخصصة في تشخيص هذه الأنواع من الأمراض.. وحول معالجة الحالات على اساس المتلازمات كبديل اشار الدكتور نبيل عبدالرب ان لها مزايا ايجابية وهي عبارة عن عديد من الخدمات في آن واحد ويعتبر علاج فعال وسريع ويمكن التعرف على الامراض المنقولة جنسياً على اساس المتلازمات سهل لمقدمي الخدمة في مراكز الرعاية الصحية الاولية وهذه الخدمة تساعد على عدم انتقال العدوى بين افراد المجتمع واسلوب العلاج فيه لايحتاج الى اختصاصيين ولا الى تدريب غالٍ وشملت الورقة الاخيرة التي اعدها الاخ نبيل مقبل رئيس وحدة فحوصات الايدز في المختبر المركزي بعدن حول عملية الارشاد النفسي والخطوات المتصلة على تغيير السلوك بهدف تحسين حياة المسترشد ومساعدته على فهم داته ومواقفه في الحاضر والمستقبل ويهتم الارشاد بدرجة كبيرة بالجوانب الصحية والوقاية من الاصابة بالعدوى ومساعدة المصابين بها ومساندة القائمين على رعاية المرضى واعطاء المعلومات الصحيحة والمبسطة عن المرضى وتخفيف معاناتهم النفسية والاجتماعية وتشجيع المرضى لمجابهة المرض وتمكينه من استخدام وسائل الدعم البيئية وتعزيز ثقته بنفسه وادماجهم كافراد منتجين في البيئة الاجتماعية والاقتصادية.