أوضحوا في أحديثهم.. الأسباب والوقاية و العلاج
لقاءات / ابتسام العسيري الإسهال ، التهاب الرئة ، نزلات البرد الشديدة ، أكثر الأمراض التي يعاني منها أغلب الناس في محافظة عدن وغيرها من المحافظات اليمنية.. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية استقبلت عدد من المستشفيات والمراكز الصحية ولازالت تستقبل أعدادا كبيرة من المصابين بهذه الأمراض التي متى ما ساءت حالة المريض بأحدها تكون نهايته الموت .للتعرف على طبيعة هذه الأمراض وما هية العلاقة بينها وسبب ظهورها في الوقت نفسه ، وكيف يتم علاجها والوقاية منها ، التقينا عددا من الأطباء الذين أفادونا بالحصيلة التالية : [c1]الإسهال والتهاب الرئة [/c]تعرف الدكتورة أنهار عبد الوارث من المركز الوطني للثقيف والإعلام الصحي الإسهال بأنه عبارة عن براز مائع أو مائي يحدث أكثر من ثلاث مرات يوميا ويستمر ليوم أو يومين ، وعادة ما ينتهي من دون علاج أي ينتهي تلقائيا ، إلا أن الإسهال طويل الامد يمكن أن يكون مؤشرا على وجود مشكلة كبيرة ، مضيفة «يعتبر الإسهال من الأسباب الرئيسية للوفاة خصوصا بين اللاجئين في الحروب ، وفي الحالات الطارئة يعتبر مسؤولا عن نسبة كبيرة من الأمراض التي تنتشر في وقت الحروب أو الصراعات» . وأوضحت د. انهار عبد الوارث أن أهم مسببات الإسهال هي البكتيريا أو الكائنات وحيدة الخلية أو الفيروسات، كما يمكن أن تسبب هذه الكائنات الحية الدقيقة أعراض أخرى مثل الحمى والقيء . من جانبه أوضح د. الطيب سليمان اختصاصي أمراض صدرية أن التهابات الرئة سببها الإصابة البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية الحاصلة في كلتا الرئتين أو إحداهما ، وتحدث الإصابة في بعض الحالات نتيجة لاستنشاق قطرات صغيرة تحتوي على الجراثيم المسببة للمرض. فعندما يسعل، أو يعطس شخص حامل للمرض، تنتقل هذه الجراثيم إلى الهواء ، مضيفا « أحيانا أخرى تحدث الإصابة عندما يدخل شيء من البكتريا، أو الفيروسات الموجودة أصلا في الفم، الحلق، أو الأنف عن غير قصد إلى الرئتين. وأوضح « تزداد احتمالية الإصابة بالمرض عند الأشخاص الذين عانوا من إصابة فيروسية منذ فترة قريبة، والمصابين بمرض رئوي، أو مرض في القلب، أو جلطات، أو نوبات عصبية، أو مشاكل في البلع ،و منذ أن تدخل الجراثيم إلى الرئة، فإنها تستقر في الحويصلات الهوائية، وتتكاثر بسرعة، ثم ما تلبث أن تمتلئ المنطقة المصابة بالسوائل والقيح فيما يحاول الجسم الدفاع عن نفسه.. والعلاج طويل .[c1]فيروس ( أنفكشن ) [/c]د. كلارا البرس طبيبة أطفال في مستشفى باصهيب قالت : « ازداد انتشار أمراض الاسهالات والتهابات الصدر والحلق والحنجرة خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر» ، مشيرة إلى أن عدد الحالات التي يتم استقبالها يوميا ( 4 - 6 ) حالات ، وفي أحيان كثيرة نستقبل أكثر من (20) حالة بين الأطفال . وأوضحت أن أعراض الإصابة التي نصادفها يوميا ( قيء - إسهال - فقدان للسوائل ) و( سعال - حمى) وأرجعت انتشار هذه الأمراض إلى انتشارفيروسات معدية وبكتيريا ( سايمونيلا ) بسبب الأكل غير النظيف، وتلوث الجو. من جانبه أوضح د. عمر عبد الملك مدير قسم الطوارئ في مستشفى باصهيب أن انتشار نزلات البرد والالتهاب الرئوي و الاسهالات التي نصادفها كثيرا هذه الأيام مرجعه إلى فيروسات معدية وبكتيريا بعضها يصيب الجهاز التنفسي والحلق والحنجرة ، والبعض الآخر يصيب المعدة ، وفي أحيان كثيرة الفيروس ذاته يسبب كل هذه الأمراض ، ومن أسبابها التغيير المناخي، وتلوث الهواء بهذه الفيروسات والبكتيريا.وبالنسبة للعلاج أوضح د. عمر عبد الملك أن معظم الحالات يتم علاجها عن طريق الوريد في حالات الاسهال والقيء لأن المريض في هذه الحالة يكون قد فقد سوائل كثيرة وغالبا ما يصاب بالتهاب بالحلق والحنجرة ما يجعل تناول الطعام أو العلاج أمرا صعبا بواسطتهما، وقد تطول فترة المرض بسبب قلة التغذية وضعف المناعة . وشدد د. عمر على أهمية النظافة التي تعد من العوامل الأساسية في الوقاية من هذه الأمراض ، والحرص على تجنب الشخص المصاب والحرص على التدفئة ، كما تعتبر التغذية عاملا مهما في الوقاية والعلاج .ونبه إلى أن نظافة الشوارع وصحة البيئة تلعب دورا كبيرا في الوقاية من الامراض ، فكما نلاحظ أن هناك بعض المجاري تطفح ولا يتم التحرك السريع من قبل القائمين عليها لإصلاحها ، فنجد الأطفال يلعبون في مياهها أو يدوسونها بأقدامهم وعن طريق ذلك تنتقل عدوى الكثير من الأمراض .وتشاركه الرأي د. هناء السقاف مديرة مكتب الترصد والأوبئة في محافظة عدن التي شددت على أهمية دور القائمين في مكتب صحة البيئة الذين يناط بهم زيارة الأماكن المكتظة بالسكان التي تعتبر بيئة خصبة لانتشار الأوبئة مثل منطقة البساتين ، كما نبهت إلى أهمية نظافة مجاري المياه خلف العمارات ، وضرر تراكم القمامة ، لافتة إلى أن صحة البيئة هي العامل الأساسي في مكافحة انتشار الأمراض المعدية .