الله سبحانه وتعالى أعطى للإنسان نعماً كثيرة لا يستطيع الإنسان حصرها ومن هذه النعم الوالدان وبالأخص الأم التي تقاسي وتتألم أثناء الحمل لكن تعبها يزول برؤية طفلها ومن ثم يأتي تعب تربيته وتسهر عليه حين يمرض وتخاف عليه أكثر مما تخاف على نفسها والأب يعمل ويتعب ليوفر لأطفاله الراحة النفسية ويعطيهم الأمان ويعطيهم الإحساس بالسعادة والفرح وأنت بجوارهما لكن ماذا سيلقيان منك عند كبرهما هل ستهتم بهما كما اهتما بك وترعاهما أم تتخلى عنهما في كبرهما.هناك أناس يفضلون آباءهم على أنفسهم ويجعلون حياتهم كلها سعادة وهناك من يقول لقد عاشا حياتهما الان وجاء الوقت الذي أعيش فيه حياتي مع شريك أو شريكة حياتي وأطفالي وحينها سيرمي بوالديه إلى دار المسنين إلى دار يبقيان بها حتى يعيش هو براحة وهل سيعيش براحة حقاً؟؟وقد رمى بنعمة الله التي أنعم بها عليه ألم يأتِ الرسول الكريم ليتمم مكارم الأخلاق ألم يقل المصطفى "بروا بآبائكم تبركم أبناؤكم" ألم يقل إن عقوق الوالدين سبب في الدخول إلى جهنم فلماذا ترمي بهما إلى هناك إلا تعلم إن الوحدة قاتلة لهما إلا تعلم انه الموت بالنسبة لهما بأي وجه ستقابل الله عز وجل يوم القيامة عندما يسألك ماذا يسألك ماذا صنعت لوالديك؟؟أو لم يذكر الله الوالدين بالفرقان قال تعالى :" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" أو لم يقل أيضاً "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا" وهل جزاؤهما أن ترسلهما إلى دار المسنين. ألا تريد لهما أن يفرحا بوجودك بجوارهما وهل ترى سيعاملك أولادك مثلما تعامل والديك ليس الناس كلهم سواء فلماذا لا تكونون مثل هؤلاء لماذا لا تسعد لحياة أبويك وعندما يكونان في دار المسنين ويتقبلان الأمرألا يفترض بك زيارتهما دائماً أو هل صرنا جامدي القلوب وهذه قصة حقيقية، قبل ثلاث سنوات ولدان لهما أب وأم توفي أبوهما وبعد شهر أخذا أمهما إلى دار المسنين وقالا إنها توفيت ولم تعرف هذه القصة حتى أتى ابن جارتهما إلى دار المسنين ليعمل هناك ورآها وتعرف عليها وتأكد من بياناتها وذهب إليها وقال لها سأفضحهما بما فعلاه بك فلم تشأ الأم الحنونة الفضيحة لولديها وقالت لا تفضحهما لكن قل لهما أن يزوراني. هل تستحق هذه الأم أن ترمى هكذا لقد عاش الرسول دون أبويه لكن كان يوصي الناس بصلة الأرحام.لماذا يا أخي ترمي بسعدك وهناك في الدنيا؟!أو يعقل أنك يوم القيامة ستبحث عنهما فلن تجد عطفهما هناك.. تعقل يا أخي تعقل !![c1]الطالبة/ سحر عبدالله أحمدمدرسة نور الدين قاسم [/c]