هناك مخاوف عديدة معروفة وغير معروفة نعاني منها خلال حياتنا، وبالرغم من أن بعضها يمر دون أعراض طارئة إلا أن العديد منها يظهر بوضوح علينا، مثل تسارع دقات القلب، والعرق المفرط، واللهاث، والقشعريرة وغيرها، ولكن لسوء الحظ، بعضنا قد يعاني من أعراض أكثر وضوحا تتمثل في الاحمرار الشديد للوجه خصوصا منطقة الخدين، حيث يتوهجان بلون احمر قان مع سريان موجة من الدفء المزعج سببها تسارع الدورة الدموية بلا شك.وتعرف هذه الحالة باسم الاحمرار المفرط للخدود، أو ما يعرف بمتلازمة “ الخجل المفرط”. وهي حالة مرضية أصعب من حالة الخجل الطبيعي التي تصيب الجميع أحيانا. وتصيب هذه الحالة الأشخاص الذين يتمتعون بحساسية مفرطة اتجاه آراء الآخرين أو المصابين بنظام عصبي شديد النشاط وبالتالي يميلون للخجل بسهولة في أي موقف تقريبا يتعلق بهم. يعود سبب الخجل المفرط أو “ Erythrophobia”، بشكل عام إلى قلة الثقة بالنفس والحساسية المفرطة اتجاه آراء الآخرين فيهم. وغالبا ما يتحول مثل هؤلاء الأشخاص إلى مكتئبين وقلقين وانعزاليين خوفا من أن تكشف وجوههم خجلهم أو توترهم الشديد.ويعرف الشخص المصاب بهذه الحالة أكثر من أي شخص أخر لون بشرته الحقيقي في أي وقت. وبالرغم من أن هذه الحالة لا تعني بالمطلق أن السبب هو نوع البشرة السيئ ولكنه تغير قد يطال جميع أنواع وألوان البشرة في أي وقت. وقد يعاني الشخص المصاب بهذه الحالة من حالة نفسية سيئة تشبه حالة المصاب بحب الشباب، وقد يتطور الأمر ليصبح خوفا من الإصابة بالخجل المفرط. قد يؤدّي الخوف من الخجل المفرط إلى تشكيلة من المخاوف المرضية الاجتماعية بالإضافة إلى الكآبة والقلق. إذا اخفق الشخص في البحث عن أيّ مساعدة، فقد تتدهور الحالة إلى الكآبة، و يمكن أن تولد أفكاراً انتحارية أيضا. على أية حال، فقط أولئك الذين عانوا من نفس الخوف يمكن أن يفهم المشكلة كليا. وأكثر الناس الذين لا يواجهون الخجل المفرط يستمرّون في التغافل عن هذه المشكلة. على أية حال، تتوفر طرق علاجية كثيرة لحل هذه المشكلة سواء عن طريق المساعدة النفسية أو الدوائية.
متلازمة الخجل المفرط
أخبار متعلقة