منال أمين : “عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك - عش بالإيمان - عش بالأمل - عش بالحب - عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة” .. مقولة مشهورة للدكتور/ إبراهيم الفقي تعرف بكل بساطة دور وأهمية التنمية البشرية في المجتمع التي لها دور مهم في رفع مستوى تنمية الفرد وإكسابه معارف ومهارات وخبرات شخصية في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأيضا الفكرية والعلمية والثقافية بأقل وقت وأقل مجهود من أجل الاستقرار والنجاح.لقد لوحظ في السنوات الأخيرة بروز أهمية التنمية البشرية في المجتمع اليمني وذلك من خلال ظهور مراكز خاصة بالتنمية البشرية في مختلف محافظات الجمهورية وإقامة دورات توعوية حول أهمية العقل البشري وقيمة الإنسان وتطويره وتغذيته فكرياً وثقافياً لمواجهة التحديات والصعوبات التي يمر بها في الحياة، وذلك من أجل إنعاش المهارات القيادية لدى الفرد والتعرف على التفكير الإبداعي الذي يخلق نوعاً من التغيير الايجابي لديه وللمجتمع بشكل عام..حيث تستخدم أساليب حديثة في النقاش والحوار ومعرفة فنون التفوق في مهارات الاتصال اللامحدود والتفاوض والإرشاد الأسري والاجتماعي والاقتصادي والتطوير الشخصي والتنموي الذاتي .. إلخ، من أجل أن تصل إلى إشباع الحاجات الأساسية لدى الفرد من خلال رفع المستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة لديه، لأن الله عز وجل ميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى بالعقل ونصت الديانات السماوية جميعها على أن الإنسان جعله الله خليفة في أرضه ليعمرها بالخير والصلاح لذلك فإن الركن الرئيسي في عملية التنمية هو الإنسان الذي يعتبر محرك الحياة في مجتمعه وقائدها ومطورها ومجددها.إن من أهم ما يشغل الناس هذا العصر تقنيات التنمية البشرية التي فرضت نفسها في الخطاب الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم بأسره وخاصة منذ التسعينيات وذلك بعد عصر الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، وتشمل التقنيات التي تستخدمها التنمية البشرية مجموعة من المكونات والمضامين والعوامل والمداخلات والسياقات المجتمعة التي تساعد في تطوير القدرات البشرية في المجتمع ومن أهمها عوامل الإنتاج في المؤسسات والشركات الحكومية أو الخاصة التي تهدف عن طريق الاهتمام بتطوير الهياكل والبنية التحتية في المؤسسة للانتفاع بمختلف القدرات البشرية لدى كل عامل من عمالها والتي تتيح لهم المشاركة في تطوير المؤسسة، بالإضافة إلى معرفة السياسة الاقتصادية للعصر وكيفية إنشاء علاقات التركيب المجتمعي بين مختلف شرائحه ومعرفة النقاط الأساسية لمصادر السلطة والثروة ومعايير تملكها وتوزيعها ودراسة القيم الثقافية المرتبطة بالفكر الديني والاقتصادية والقيم الحافزة للعمل والإنماء والهوية والوعي بهدف التطوير والتجديد المستمر.التنمية البشرية ليست فقط تكوين القدرات البشرية في تطوير المعرفة والمهارات في العقل البشري، بل تمتد إلى أبعد من ذلك حيث تساهم في الانتفاع بهذا العقل في مجال العمل من خلال توفر فرص الإبداع في كافة مجالات الحياة للتطوير الذاتي أولاً ثم لتطوير المجتمع المحيط بك والاستمتاع باحترام الذات من خلال المساهمة الفاعلة في النشاطات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية .. التنمية البشرية تساهم في تطوير ذاتك من خلال تغيير الأشياء السلبية في حياتك إلى إيجابية بكل سهولة وتحديد الأهداف المراد تحقيقها ببساطة، ومن الجميل أن يكون هناك علاقة تقوم على الثقة والاعتماد المتبادل بين الدولة وأفراد المجتمع وبين تلك المراكز التي تعنى بتنمية القدرات البشرية، كما تقوم العلاقة على المساندة والتعاون المشترك بين كافة شرائح المجتمع للنهوض بالدولة إلى مستوى يطمح كل إنسان الوصول إليه في كافة المجالات .. لأن نفسية الإنسان عبارة عن عالم عجيب ومتناقض يتغير في كل لحظة فهو لا يعرف أنه يستطيع تغيير حياته كيفما يشاء وبكل سهولة فقط بأن يقوي إيمانه بالله وينمي عزيمته وإرادته ويحدد هدفه وينطلق، لكن هناك من يرى الدنيا عبارة عن صخب ولعب ومتعة فيضيع مع زحمة الحياة لا يعرف هدفه المراد تحقيقه في الحياة وهناك من يراها عابسة في وجهه متشائم طول حياته يلوم كل الناس من حوله في عدم تحقيق أبسط أمنياته.. لكن لا يعرفون أن الحياة لا تضحك للناس ولا تبكي للناس بل الإنسان هو الذي يضحك ويبكي على الحياة لأن حكمة الحياة هي “يوم لك ويوم عليك”، ففي كل لحظة يموت شخص ويولد آخر، يموت إنجاز ويولد إنجاز جديد قد يكون أصلح وأحسن من الذي قبله لأن طبيعة الإنسان أن يجرب كل شيء في الحياة والعزيمة والقوة لا تعرف كلمة (لا استطيع) فالمبدأ العام لتحقيق الأهداف (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس) و (لا يوجد نجاح لا يسبقه فشل).
قدرات التنمية البشرية في تطوير الفرد والمجتمع
أخبار متعلقة