الزواج تنظيم حكيم لربط علاقات الناس ، وضبطها وتسييرها في مسارها النافع ، بعيدا عن الألآم والمآسي والمشاكل التي قد تضر بحياة المجتمع أو بسلمه الاجتماعي ، وبما يؤدي إلى زرع المحبة والوئام والتعاون بين الأسر والقرى والمدائن والقبائل وأعرف من المعروف يمكن أن يقال بهدف هذا الفعل الواعي للإنسان والمنظم بشرع الله المتمثل بكتابه الكريم وسنة نبيه العظيم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم .ومع ذلك فقد ظل الزواج والفقركأظهر ظاهرة على سطح الحياة على طرفي نقيض ، فأفرز الفقر العجز عن الزواج لدى طائفة كبيرة من الناس وضاعف من حالات الطلاق ورمي طوابير من الأطفال إلى قارعة الطريق للتسول ، والعمل في الأعمال الوضيعة ، ومن ذلك البغاء كأسوأ ظاهرة في كثير من البلدان بما فيها العربية والإسلامية .ومن جهة ثانية ، الفقر لا يدخر جهدا في الإفساد على مختلف الصعد ، فأنتج لنا أصناف من الزواج غير المقبولة ، ومن تلك الزيجات الكفرية المتمثلة ب” الزواج المثلي “ و” المتعة “ الذي يسموه عندنا بالزواج السياحي ، يأخذ فيه ولي المرأة وهي في الغالب طفلة ما شاء من المال مقابل هذا الزواج ، ثم يرمي بابنته بسبب الفقر والجهل كثمرة من ثماره إلى جحيم الحياة الزوجية فتبقى ما شاءت لها المقادير مجرد وسيلة للمتعة ، ثم يرمي بها طالبها كما يرمي مصاب أنفلونزا الخنازير بأوراق “ الكلينكس “ إلى جحيم لا يعلم بأولها وآخرها سوى علام الغيوب .وبهذا نعلم حقيقة مقولة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عندما قال “ لو كان الفقر رجلا لقتلته “ ذلك أن الفقر هو سبب وعلة كل البلايا والمآسي والمصائب . وقد علم أعداء هذه الأمة من أين تضرب ، وكيف تضرب ، وها هو الفقر ينخر في كل المجتمعات ، وهاهي مساحة العفاف تضيق شيئا فشيئا ، مع اتساع الوعي الاستهلاكي للناس الذي غدا يتضافر مع الفقر لينتج مزيدا من العنوسة ، ومزيدا من اندحار ظلال الأسرة .. فما هو الحل يا ترى .. ؟ لقد بلغ السيل الزبا.. وفاض الكيل ..
|
ومجتمع
الزواج والفقر
أخبار متعلقة