نافذة
قرار حكيم ومتأخر لقيادة وزارة الإعلام بتكريم الصحفيين وتشكيل لجان لاقتراح معايير هذا التكريم وذلك تقديرا وعرفانا من الدولة لهذه الفئة المبدعة التي ظلمت كثيراً ولفتة كريمة من فخامة الأخ الرئيس للصحفيين والإعلاميين من الرعيل الأول ممن رحلوا عنا وكرسوا أقلامهم وصحفهم في مساندة ونصر الثورة والجمهورية والكفاح المسلح ضد المستعمر وزجوا بسجون الاحتلال بسبب مقالاتهم التحريضية وخاصة في الصحف الأهلية الصادرة آنذاك.هناك صحفيون وإعلاميون من الرعيل الثاني الذين تحملوا الراية بعد قيام الجمهورية وتحقيق الاستقلال الناجز في وسائل الإعلام الرسمية في كل من الشطرين سابقاً .. قدموا خدمات جليلة للوطن وناضلوا بظروف بسيطة ومعقدة بمقالاتهم وكتاباتهم وانتقاداتهم كل ما يهم الوطن والمواطن والنضال نحو تحقيق وتنفيذ أهداف الثورة اليمنية .. فمنهم من أكلته الصراعات السياسية ورحل مبكراً ومنهم من بلغ أحد الأجلين وخرج بمعاش زهيد ومنهم من يصارع المرض منتظراً قدره المحتوم.أما الجيل الثالث من الصحفيين باعتقادي هم جيل الشباب أي جيل 22 مايو 1990م الذي شهد قيام الجمهورية اليمنية اتخذ منحا الديمقراطية والرأي والرأي الآخر وقيام الأحزاب كمنهج لها، وظهرت العشرات من الصحف الأهلية والحزبية والمئات من الصحفيين والكتاب الذين استفادوا من مناخات الحرية وعصر الانفتاح وظهور الفضائيات والتكنولوجيا وما زالوا يشقون طريقهم وصولا إلى المجهول في هذه المهنة.والحقيقة وفي عجالة أن ما يربط كل هذه الأجيال من الصحافيين والإعلاميين هو الرابط المشترك في الولاء للوطن والإبداع رغم تدني المستوى المعيشي لهم والذي لا يليق بمكانتهم وإبداعاتهم باعتبارهم صفوة المجتمع ولسان حاله.فالتكريم الحقيقي باعتقادي الشخصي هو إعادة الاعتبار للصحافيين والإعلاميين بإطلاق وتفعيل كادرهم الصحفي باعتبارهم منتسبي السلطة الرابعة الهم السياسي للدولة بعد مجالس الشورى والنواب والقضاء الذين تحسنت أوضاعهم المعيشية ووصلت درجات وظيفتهم إلى وزراء بينما سيظل الصحفيون والإعلاميون الخفراء دوما المدافعين عن هيئة وسياسة الدولة وعين المجتمع ولا حول ولا قوة.