خطة مصرية تتضمن إعادة تشكيل قوات الأمن في غزة تحت إشراف عربي
القاهرة/14اكتوبر/ محمد عبد اللاه :بدأ وزراء الخارجية العرب أمس الأربعاء اجتماعا طارئا لبحث وسائل إنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس «رأفة بالشعب الفلسطيني المنكوب» بحسب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.وقال الوزير السعودي الذي يرأس مجلس وزراء الخارجية العرب في كلمة في جلسة افتتاحية سبقت الاجتماع «استحكم الخلاف وتكرست الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وتعثرت جميع جهود المصالحة.»وأضاف «إننا مطالبون أمام شعوبنا بتحديد سبل الخلاص من هذه المحنة الفلسطينية رأفة بالشعب الفلسطيني المنكوب الذي يعاني ليس فقط من مساوئ الاحتلال وويلاته بل كتب له أيضا أن يتألم وهو يرى قادته منقسمين على أمرهم.»ومنذ حوالي 17 شهرا سيطرت حماس على قطاع غزة بعد أن طردت القوات الموالية للرئيس محمود عباس من القطاع. وتسيطر السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس على الضفة الغربية المحتلة.وتتبادل الحركتان الاتهامات باعتقال كل منهما لأنصار الأخرى في المنطقتين. وامتنعت حماس عن حضور اجتماع قيل انه حاسم لتحقيق المصالحة الفلسطينية كان مقررا عقده في القاهرة هذا الشهر في نطاق الوساطة المصرية.وكانت حماس تحتج بذلك على قول عباس إن المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم في الضفة الغربية مجرمون جنائيون.وقال مسؤول فلسطيني ان هدف اجتماع وزراء الخارجية العرب أيضا هو تفادي أزمة دستورية بشأن شرعية حكم عباس بعد التاسع من يناير كانون الثاني موعد انتهاء فترته الرئاسية الحالية.وقالت حماس إنها ستسحب اعترافها بشرعية الرئيس الفلسطيني إذا لم تقم مصالحة وطنية.وتقود مصر جهود المصالحة بين الفلسطينيين واقترحت تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية في قطاع غزة والضفة الغربية. ويقول فلسطينيون إن الخطة المصرية تتضمن أيضا إعادة تشكيل قوات الأمن في غزة تحت إشراف عربي.وإعادة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية مهمة للغاية لعباس في مجال نيل المصداقية كزعيم فلسطيني يستطيع أن يجري محادثات سلام ناجحة مع إسرائيل.وقال الأمير سعود الذي يرأس اجتماع وزراء الخارجية «من سخرية القدر» أن تطورات هي «مدعاة للتفاؤل» حدثت في وجود الانقسام الفلسطيني ومنها فوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية.وأضاف أن الحكومة الأمريكية المنتخبة تتجه إلى «بلورة سياسة جديدة تجاه المنطقة... (من بين أسسها) الاهتمام الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي المنتخب ومعاونوه بمبادرة السلام العربية.»وطرحت السعودية المبادرة العربية وأقرها مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بيروت عام 2002.وتدعو المبادرة إسرائيل إلى الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو حزيران عام 1967 والموافقة على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية والتوصل مع الفلسطينيين لحل عادل لمشكلة اللاجئنين.وتوافق الدول العربية في المقابل على تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته في الجلسة الافتتاحية إن الاجتماع سيناقش أيضا «الحصار (الاسرائيلي) الجائر» الذي يتعرض له قطاع غزة.