الزواج عبر الصور . . نصيب أم خدعة ؟!
لقاءات / هبة حسن الصوفي يقولون إن النصيب غلاب ولكن يكون هذا النصيب فيه شيء من الخداع والتزيف أو المبالغة في بعض الأحيان. وظاهرة الزواج عبر الصور قد لا تكون ظاهرة بحد ذاتها ، ولكنها موجودة بالاعتماد على الصور بحيث يعجب العريس “ بالعروس “ أو العكس من خلال الصور فيقدم على الزواج وكما هو معروف هذه الصور قد تأتي عبر ( الخاطبة) أو أحد أصدقاء أو أقارب الطرفين. وقد يلجأ البعض إلى الزواج عبر الصور لأسباب عديدة منها بعد المسافة بين الطرفين أو تأخر النصيب للرجل أو المرأة ما يجعلهما يلجآن إلى تلك الأساليب التقليدية القديمة والمتعارف عليها. وهناك قصص و روايات حدثت ولا تزال تحدث حول تلك المواضيع ومن المستغرب أننا أصبحنا في زمن التطور والسرعة ولكن هناك بعض الأفراد يفضلون تلك العادة القديمة والتقليدية التي أصبحت توقع كثيراً من الشباب في المشاكل. [c1]الصورة الجميلة تحولت إلى وحش كاسر [/c]والغريب في ذلك كيف تستطيع فتاة متعلمة على قدر من الوعي أن تقبل الزواج من شخص لا تعرف عنه شيئاً سوى صورته الصامته والعكس ايضاً أولئك الشباب الذين قد خاضوا تجارب عديدة كيف لهم أن يقبلوا الارتباط بفتيات لا يعلمون عن طباعهن شيئاً سوى صور لفتيات في قمة الجمال تأتي إليهم ضمن مجموعة صور . ومن هذه الظاهرة تكاثرت ظاهرة الطلاق في الأشهر الأولى للزواج عند البعض ويقع إلقاء اللوم أما على ( الخاطبة) أو على أحد الأقارب.، وإليكم بعض القصص التي سردها بعض الأشخاص ممن وقع عليهم ظلم ( الزواج عبر الصور) وندع هذه المجموعة تتحدث لنرى فماذا قالوا ؟ « عبير .ب.ع » موظفة في أحد المرافق الحكومية قالت : كنت اعمل منذ ثلاثة أعوام في مرفقي ولم يكن في بالي الإرتباط أو الزواج بأي شخص ولكنني انتقلت من مرفقي إلى مرفق أخر في محافظة أخرى لكي أكمل مهمتي العملية وهناك تعرفت على صديقة واقترحت علي أن أتزوج بأخيها.. وأعطتني صورته فشاهدتها فقبلت به لأنه كان شاباً وسيماً متعلماً وفضلت الارتباط بغربتي وأكون حياتي الأسرية بشكل طبيعي بدلاً من غربتي ومعيشي لوحدي ولكنني كنت مخطئة جداً باختياري وإحساسي فيه وقد خدعت بوسامته وحتى وجهه ولكن مع الأسف لم تستمر تلك الصورة الجميلة حتى تحولت إلى وحش كاسر ولم يمض على زواجنا أكثر من شهرين فوقعت بين فكيه باسم النصيب . [c1]قررت السفر لأرى صاحبة الصورة الجميلة [/c]هناك قصة أخرى « نادر. س.م » مهندس كمبيوتر قال تورطت في علاقة حب مع فتاة من خارج الوطن طبعاً من خلال « الشات» وطلبت منها إرسال صورتها عبر( الايميل) وهي لم تتأخر طبعاً وقد شاهدت صورتها فأذهلتني بجمالها وقررت السفر لرؤيتها ولكنني صدمت عندما قابلتها فصورتها الحقيقية لا تمت بصلة للصورة التي وصلت عبر الايميل ولا أعيب في خلق الله بقولي ( حاشى لله ) فهي كانت ذات يوم إنسانة أحببتها ولكن خدعت بشكلها ولا أنكر بان جمال الوجه هو الدافع الرئيسي لإعجاب أي رجل بفتاة فحاولت الانسحاب بهدوء قبل أن أقع في خدعة الصورة. [c1]تجربة ايجابية [/c]ولكن « سمير حمدي» طالب جامعي كانت له تجربة ايجابية في هذا الخصوص وقال « الزواج عبر الصور ليس موضوعاً فاشلاً كما يقولون عنه فقد وقعت عيني على صورة فتاة فائقة الجمال وجدتها في البوم صور شقيقتي وهي صديقتها في الثانوية فطلبت من أختي دعوتها لأي مناسبة في المنزل حتى اقتنع بما رأته عيناي في البوم الصور ووجدتها كما تمنيت تحمل كل مواصفات فتاة أحلامي. [c1]الصورة مدخل للتعارف [/c]وهناك بالطبع قصص وروايات وحكايات كثيرة نسمع عنها فمنها التي تكلل بالنجاح ومنها العكس. ولكن لنا وقفة مع د . علي أمين استشاري الطب النفسي حيث كان له تحليل وتعليل عن هذا الموضوع. ومن وجهة نظره قال : لا يمكن أن يقرر أو يتم الزواج بناء على الصور ولكن قد تكون الصور مدخلاً إلى التعرف من الطرف الأخر وقد ينتهي هذا التعارف بالزواج أو عدمه. وأياً كانت الظروف فإن ( الزواج ) لا يجوز أن يتم إلا عن طريق المعرفة الوثيقة والتفاهم والانسجام بين الطرفين في نواحٍ كثيرة قد تشمل الجوانب الاجتماعية والعلمية والثقافية والمادية وهذه المعرفة والانسجام والتوافق لا تتم إلا من خلال الاحتكاك من قرب وهو ما تتيحه الصور قطعاً «. أما فيما يتعلق بنجاح الزواج عن طريق الصور أو عدمه فكلها أشياء في علم الغيب والصدفة وحدها هي التي تلعب دوراً في هذا الموضوع. وفي ما يختص بالعوامل والأسباب التي تقود بعض الأشخاص إلى الزواج عن طريق الصور فهذه مسألة تتعلق بالمستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي للفرد وفي الغالب لا يلجأ المتعلمون والمثقفون إلى هذا النوع من الزواج .