نيروبي / 14 أكتوبر / رويترزأكدت منظمة ملاحية إقليمية أن قراصنة صوماليين خطفوا يوم أمس الخميس سفينة شحن هولندية في أحدث عمليات القرصنة قبالة الصومال رغم وجود سفن حربية أمريكية لحراسة المنطقة. وقال اندرو موانجورا منسق برنامج مساعدة الملاحين في شرق أفريقيا ومقره كينيا لرويترز «قيل إن الطاقم بخير. سمعنا أن هناك ما بين ثمانية و18 من أفراد الطاقم.» وأوضح أن السفينة واسمها (ماراثون) وتبلغ حمولتها 2575 طنا كانت متجهة غربا عبر خليج عدن عندما خطفت. وفي حادث آخر من الحوادث شبه اليومية قالت البحرية الأمريكية أن قراصنة على متن زورقين أطلقوا نيران أسلحة صغيرة على واحدة من سفن الإمدادات التابعة لها قبالة ساحل الصومال. لكن السفينة لويس آند كلارك تمكنت من الفرار من الزورقين بعد مطاردة استمرت نحو ساعة أمس الأول الأربعاء. وكان نشاط القراصنة الصوماليين محموما في الأسابيع الأخيرة على الرغم من انتشار لم يسبق له مثيل لقطع بحرية أجنبية يهدف إلى ردع الجماعات المسلحة التي تجوب المحيط الهندي وخليج عدن. وأكدت مصادر قضائية باسبانيا أن الجيش ألقى القبض على سبعة قراصنة بتهمة محاولة خطف سفينة بنمية وأنهم قد تتم محاكمتهم في اسبانيا. وبدأ قاض نظر الأدلة التي قدمتها وزارة الدفاع الاسبانية. وأفرج القراصنة عن سفينة شحن مملوكة للإمارات العربية أمس الأول الأربعاء واحتجزوا سفينة ترفع علم انتيجوا وباربودا في اليوم السابق.كما ذكرت جماعات محلية لمراقبة القرصنة والمكتب الملاحي الدولي ومقره لندن أن القراصنة يحتجزون نحو 20 سفينة على متنها قرابة 300 رهينة. ووفقا لأحدث أرقام صدرت عن المكتب الملاحي الدولي أن القراصنة نفذوا 109 هجمات في خليج عدن وقبالة ساحل الصومال حتى الآن هذا العام مقابل 22 بين يناير كانون الثاني ومايو أيار من عام 2008 الماضي. ونفذت 28 عملية خطف ناجحة حتى الآن في عام 2009 ارتفاعا من ثمانية في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2008. غير أن العام الماضي يعد الأسوأ حيث شهد ازديادا قياسيا في القرصنة الصومالية إذ تم احتجاز 42 سفينة. ويقول محللون إن وجود عشرات السفن الحربية من الولايات المتحدة وأوروبا والصين واليابان وغيرها لم يحقق إلا نجاحا محدودا إذ أدى إلى تحرير بعض السفن لكنه دفع القراصنة أيضا إلى توسيع نطاق عملياتهم. لكن جميع المحللين يتفقون أن الحل الوحيد الطويل المدى هو تحقيق السلام على البر في الصومال الذي يعاني صراعا أهليا منذ عام 1991. وفي إقليم بلاد بنط الشمالي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي والذي يعتبر معقلا للعديد من قراصنة البحر خرج مئات الأشخاص في مسيرة احتجاجية منددين بالقرصنة في جاروي عاصمة الإقليم. وحث المحتجون وهم يرددون شعارات ويلوحون بلافتات السكان المحليين على التصدي للقراصنة وعدم الانخراط في أنشطة تجارية معهم. وأشار أحد المحتجين ويدعى عبديار حمود إلى أن القراصنة عطلوا مسار حياتهم وعلاقاتهم بالدول الأخرى. وطالب حمود سكان بلاد بنط والصومال بأكمله بعدم تقديم العون لهم. وتساءل عن المكان الذي يمكن للقراصنة أن يحيوا فيه إذا أوقف السكان أي تعاملات تجارية معهم بعدم بيع أي قميص أو تقديم كوب شاي أو تأجير غرفة لهم في فندق مجيبا إنهم لن يجدوا أي مكان يذهبوا إليه. وقال عبد الرحمن محمد فارول رئيس بلاد بنط الانفصالية في كلمة إن أعمال القرصنة تشوه سمعة الإقليم. وأضاف «لطخت القرصنة اسم بلاد بنط وعلينا أن نحاربهم في جبهة واحدة. أنا سعيد للغاية وأنا أرى عامة الناس تعارضهم. وأطالبكم (القراصنة) بالإفراج عن السفن والرهائن التي تخطفونها بلا قيد أو شرط.»