أيام قليلة وتبدأ المراكز الصيفية فعالياتها في كافة المحافظات، خاصة بعد ان انتهى عام دراسي بكل ما فيه من أشياء مفيدة للتلاميذ والطلاب.. ها نحن نلج العطلة الصيفية، وهي ثقيلة على أبناء المحافظات الساحلية لجوها اللافح ورطوبتها المتعبة، لكنها صحة كما يقولون، لان الحر أفضل بكثير من البرد وفي ذلك قول متداول منذ القدم: (كل علة وأبوها البرد).. على انه لابد من الاشارة الى ان الحر (الحمى) يؤذي البعض ويمرضهم، وهذه هي سنة الله في الخلق، ولكل رغبته وحياته وله ما يريد ان يتكيف معه والعكس!.اقول ان العطلة الصيفية قد هلت ولابد من مواجهتها بالافعال الملموسة وليس بالكلام والخطب والمهرجانات التي ربما تكون عاملاً مؤثرا ومحفزا لانجاز مهام مرسومة لابد لها من ان تنجز لتحقيق مكاسب للاجيال على الدوام. أما ان يسيطر هذا او ذاك على الميزانية لشفطها هو ولجنته الفنية أو اصحابه الكرام فهذا ما لا يمكن السكوت عنه، الا اذا سكت المسؤولون عن هذه المناشط والداعمون لها، ولا اعتقد ذلك.وفي عدن دائما ما نجد هذه المناشط تضمحل وتتناقص بسبب سيطرة البعض على المراكز الصيفية من ناحية ولاسناد هذه المهام لمكاتب الشباب والرياضة على حساب مكاتب التربية والتعليم التي لها عشرات السنين في صناعة ورواج وانتشار هذه المخيمات والمراكز في محافظات الوطن او في الدول العربية والاجنبية، لكن ما العمل والحال ان اصحاب الشأن قد تخلوا.. واقصد هنا التربية التي سكتت، وكان لهذا السكوت ثمن غال هو الفشل في احسن الاحوال، وتذهب جهود الطلبة والشباب ادراج الرياح لان القائمين عليها لا يهمهم الا المال والصرف الحرام.وكأنني بذلك اتذكر مقولة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور التربوي والاكاديمي المحنك ورجل المواقف الوطنية والصريح جدا، عندما كان نائبا لوزير التربية والتعليم حينما قال: لقد سكتنا عن تعيينات المعلمين وسلمنا رقابنا للخدمة المدنية وكمبيوترها الذي يختار ويفاضل، ومن ثم يأتينا احيانا اناس لا ثقافة لهم ولا شخصية ولا هم يحزنون ويقولون لك هذا معلم وعنده درجة وظيفية واختاره الكمبيوتر.. طبعا كلام الدكتور حبتور ليس كما ورد حرفيا، بل ضميناً أو بمعنى اقرب الى ما سردناه، والحصيلة ان السكوت يورث الندم، والساكت عن الحق شيطان اخرس كما قالوا قديما!.لذلك ينبغي على الاكالين واللهافين ان يعوا ان الوطن والجيل يتطلبان منا ان نخلص النيات ونشمر السواعد وان نصرف الاموال بسخاء وفي محلها ولمن يستحقونها لانهم يديرون عجلة ودفة القيادة في الميدان اولا وفي قيادة المكاتب والمدارس والمعاهد.. وهلم جرا.ولذلك.. وكون الاخ وزير الشباب والرياضة متواجداً هذه الايام في عدن لمتابعة استعدادات خليجي 20 نرى انه لابد من عقد لقاء يضم القيادات التربوية (الانشطة المدرسية ـ الاعلام التربوي) برعاية من مكتب التربية في المحافظة وطرح القضايا على الوزير لاعلان ان التربية ليست الا جهة تقدم الخبراء والطلاب والمدارس والمنشآت، أما الموازنة والقيادة فهي لمكتب الشباب والرياضة.
أخبار متعلقة