عندما اثيرت قضية الحجاب في عواصم اوروبية أخذتني الحمية وحاولت أن اكون نصيراً للحجاب وأن العن الرافضين له في فرنسا وبريطانيا وهولندا فما استطعت...أنا على قناعة تامة بأن الذي يزور روما يجب أن يعيش كأهل روما, فكيف بالذي ذهب طلباً للاقامة والعمل والعيش هناك كمواطن غربي من اصل عربي؟؟هؤلاء يحملون معهم تقاليدهم وعاداتهم ونمط حياتهم وعقدهم الى الدول الغربية, خصوصا بالنسبة لقضية المرأة وحقوقها وهي القضية التي ما زالت تشغلنا في الوقت الذي أصبح فيه الفضاء متاحاً امام البشر...فالذي اختار العمل والاقامة والعيش في دولة اوروبية يجب ان يترك خلفه الجزيرة العربية او يخرجها من نفسه, لأن المجتمعات الغربية تتعامل مع المرأة باعتبارها انسانا كامل الحقوق والواجبات, وان من حقها ان ترى الشمس, وان تفتح نوافذ عقلها للنور, على عكس ما يحدث في مجتمعات الرجل المريض...فعندما ذهبت في يوم مضى الى روما بهدف الاقامة والعمل في صحيفة عربية هناك احترمت تقاليد وعادات وقانون تلك البلاد ومجتمعها... فأكلت «السباكيتي» وشربت قهوة «الاكسبريسو» ولبست ثيابا من صناعة ايطالية ولو انها من «سوق الاحد» في روما... وحاولت تعلم اللغة الايطالية, وكذلك صار عندي شغف بمتابعة مباريات كرة القدم خصوصا مباريات فريق «يوفينتوس»!!صحيح أنني حملت معي ثوابِتي واعتزازي بعروبتي وقوميتي ولغتي والدفاع عن قضايانا الوطنية والقومية, ولكنني لم احاول فرض اي رأي او عادة او تقليد او معتقد عليهم, وكان لدي الخيار الدائم, وهو الاستعداد للمغادرة في اللحظة التي لم اقبل فيها نمط حياتهم... واريد هنا الاشارة الى ان جدتي, وبعدها والدتي, كانتا ترتديان غطاء الرأس وترتديان «الملاية الصفدية المقصّبة» ولكنهما لم تغطيا وجهيهما بالحجاب او البرقع الذي يحجب نور الشمس عن عيونهما...لذلك اعتقد ان الذين ذهبوا الى روما وباريس ولندن, ولم يحسنوا التعامل مع قضايا المرأة انسانيا وسلوكيا ولم يحترموا ذكاءها, واصروا على حجبها عن دورها في العمل والقول وممارسة حقوقها كإنسان وكائن حي تحت مسميات روحية وحجج دينية سيواجهون المشكلات وسترفضهم المجتمعات الغربية, وعليهم العودة الى المجتمعات المتخلفة التي لا تزال مشغولة بمناقشة ابسط حقوق المرأة, على حساب قضايا مصيرية مهمة...[c1]* عن/ صحيفة «الرعب اليوم» الأردنية[/c]
|
اتجاهات
مبرقعات في باريس!!
أخبار متعلقة