من البديهي ان الاركان الاساسية لقوام الاغنية هي الكلمة واللحن والاداء فمتى ما وجد التكافؤ الابداعي لكل ركن من هذه الاركان السالفة الذكر نحصل على اغنية مشبعة بالقيمة الفنية والابداعية والتي ستسهم الى حد كبير بسمو وارتقاء الحس الفني والوجداني لدى المستمع وخير شاهد على هذا ما شهدته مدينة عدن من حراك فني وابداعي في فترة الخمسينات والستينات من القرن المنصرم لما احتوته تلك النتاجات الابداعية من صدق المشاعر والتي ترجمها صانعوها بحالات الوفاء والنبل وعمق المحبة بين شعراء وملحني ومطربي تلك الفترة مثال تلك الحالات والتي نحن بصدد الحديث عنها والتي اعتبرها من وجهة نظري من بين اعمق وازهى هذه الحالات والتي قلما سيجود الزمان علينا بمثلها باعتباري شاهد عيان على وجودها والتي ربطت الراحل الاستاذ الفنان الكبير شريف ناجي والشاعر الاستاذ الكبير احمد سيف ثابت والتي امتدت الى زهاء ثلاثين عاماً منذ منتصف السبعينات وحتى رحيلهما .ونستطيع القول ان الراحلين اشتركا في الكثير من الهموم والقضايا الابداعية والتي كانت واضحة وجلية في الكثير من الاعمال الغنائية التي قام بتقديمها الفنان الكبير شريف ناجي رحمه الله وكانت باكورة هذه الاعمال اغنية ( حنين ) والتي قام الفنان شريف ناجي بتسجيلها في اذاعة الكويت عام 1979م والتي قام بزيارتها بمعية الاستاذ الشاعر احمد سيف ثابت والتي استطاع من خلالها الاثنان اعطاءنا وصفاً صادقاً وحقيقياً لما يختلج في نفسيهما من مشاعر الحنين والتلهف للقاء الاحبة في ارض الوطن وتمكن الفنان شريف ناجي من توصيل هذه المشاعر بروعة وصدق متناه والتي يقول مطلعها :وتزداد الصورة المراد توصيلها وضوحاً في المقطع الثاني والتي يشرح فيها الشاعر احمد سيف ثابت ويشكو حالته التي وصل اليها بسبب هجره وابتعاده وشوقه الحار لرؤية محبوبه والذي اعياه الشوق وانهكه لعدم اللقاء بمن يحب والتي يقول فيه :حيث قام الفنان شريف ناجي بتسجيل هذه الاغنية الرائعة مرة اخرى وفي نفس العام في اذاعة عدن ضمن باقة جميلة من الاغاني البديعة .ثم توالت بعد ذلك الزيارات الفنية المشتركة للاثنان في بداية الثمانينات الى دول الخليج العربي كدولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وكانا من خلالها يمثلان بحق بلادهما بكل امانه واخلاص وتوالت كذلك الاعمال الغنائية المتعددة بينهما مثال الحبايب / الصبر / مش يقع ياناس / ما فضه إلا قديمي / لا تعاتب في السويعات الهنية / اللي شكى وعد عرقوب / الاصحاب / اللي تناسى صحابه / بعض الناس عشرتهم فيها نكد / باتركك / بعد حبه / كفى مابي / ما غبت عن ناظري / القلب المشطور .وآخر هذه الاعمال الغنائية هي اغنية " يوم الخميس " والتي قام الفنان الكبير شريف ناجي بتلحينها في منتصف التسعينات من القرن الماضي ولم يستطع تقديمها بسبب تدهور حالته الصحية والتي يقول مطلعها :والمتابع للعلاقة الوطيدة التي جمعت الفنان الكبير شريف ناجي والاستاذ الكبير احمد سيف ثابت سيجد تعدد اوجه الشبه في ظروف رحيلهما وماعاناه الاثنان من صنوف الاهمال والتجاهل اثناء مرضهما وما تميزا به من تسامي بالمشاعر والابتعاد عن ملذات الدنيا واغراءاتها وتفاعلهم الدائم مع هموم المبدع اليمني وقضاياه وإسهامهم الفني الكبير في شتى المواضيع الاجتماعية والثقافية والوطنية .* احمد الله انني كنت على صلة دائمة منذ الطفولة بالمبدع الكبير احمد سيف ثابت من خلال زياراته المتكرره لوالدي الفنان الكبير الراحل شريف ناجي بمنزله واجدها فرصة سانحه لمناشدة الجهات المختصة في قيادة وزارة الثقافة والتي يقف على رأسها الاستاذ والفنان المثقف خالد الرويشان والذي كما عهدناه لا يألوا جهداً في رعاية ودعم المبدعين في شتى المجالات والذي سيكون من خلاله عزاؤنا الوحيد في رعاية اسرته وبالحفاظ على ما خلفه من اعمال فنية وطباعتها بشكل يليق بمكانة الرجل الفنية والثقافية وهو ابسط ما يمكن عمله بعد رحيله .