المكتبة العامة: هي تلك المكتبة التي تكون مفتوحة للجميع وتقدم خدماتها للجمهور بالمجان دون تفريق في الجنس او العمر او العقيدة وتقوم على إنشائها جهات من اختصاصها إنشاء مثل هذه المكتبات بالهيئة العامة للكتاب والنشر والتوزيع وبعض الجهات الخاصة المهتمة بثقافة المجتمع إلا أن المعني بالدرجة الأولى هي الهيئة العامة للكتاب والذي يقع فتح وإنشاء مثل هذه المكتبات من صميم اختصاصها وليس هذا فقط ولكن توفير كامل الأثاث وتزويدها بجميع الوسائل والمعدات وتوفير الكادر المؤهل لإدارة هذه المكتبة.ولأن هذا العصر هو عصر التقدم العلمي عصر التكنولوجيا والمعلومات والعلم والمعرفة أصبح لابد من نشر الكتاب وتوسيع انتشاره والاهتمام بطباعته وإيصاله إلى العامة بأقل الأسعار.ويجب علينا ايضاً مراعاة هذا التنوع الثقافي الكبير الذي يزخر به العالم من حولنا لابد من احتواءه والالمام به حتى يمكننا مواكبة التطورات المتسارعة التي تمر من حولنا وإلا أصبحنا منعزلين ومنغلقين ولا ندري ماذا يحدث في العالم من حولنا.ان حتمية هذا العصر توجب علينا الجري وراء التسلح بالعلم والمعرفة ويأتي ذلك بالضرورة من خلال إيجاد المكتبات العامة ورفدها بكل مصادر المعلومات التي يزخر بها هذا العالم والسعي أيضاً لأثبات هويتنا وثقافتنا وموروثنا الثقافي العظيم.ان أهمية المكتبات العامة تأتي من أهمية الكتاب وأهمية الكتاب تأتي من أهمية مادته العلمية أو الثقافية أو غيرها والتي يكون الفرد منا في أمس الحاجة إليها وقد لا تكون لديه الإمكانيات لشراء الكتب واقتناءها، ومن هنا يأتي دور وأهمية وضرورة المكتبات العامة لأنها تكون فاتحة ذراعيها وابوابها للجميع لتزود بالمعلومات والقراءة والإطلاع والبحث والاستعارة وما إلى ذلك.ولأهمية العلم سعت الشعوب من قديم الزمان وبمختلف الحضارات لإيجاد وسيلة لحفظه وابتكرت طرق لإيصاله للناس ذلك بما كان في إمكانياتهم كحفظه فيما كان يسمى بلفاف البرداة والجلود والاخشاب حتى اخترع الورق واخترعت الطباعة وأصبح بالامكان طباعة الكتب والمواد العلمية باعداد هائلة وتوزيعها إلى أرجاء العالم بكميات كبيرة وسعوا أيضاً واهتموا بإنشاء المكتبات بمختلف أنواعها كمكتبات المساجد والمكتبات الخاصة ومكتبات الخلفاء والأمراء والمكتبات المدرسية والمكتبات العامة لما لها من أهمية في توعية وتثقيف ونشر الوعي بين الناس ولتحصينهم من الأوهام والمخاطر التي قد تسيطر عليهم جراء جهلهم وقلة معرفتهم إذاً يجب على الدولة تقديم الدعم والسعي وراء افتتاح المزيد من المكتبات النموذجية العامة حتى يتمكن المواطن من إيجاد مبتغاه في العلم والمعرفة وتوفير كافة الإمكانيات حتى تتوفر لدينا كم كبير من المكتبات العامة التي يجب ان تنتشر في جميع انحاء الجمهورية محافظات ومديريات ونواحي.يجب أن لا نكتفي بإنشاء مكتبة في كل محافظة لأن العلم والمعرفة مطلوبة للجميع ويجب ايضاً أن تكون مكتباتنا كبيرة وواسعة وملائمة لاستقبال كافة شرائح المجتمع بكافة اتجاهاتهم وأنه لمن دواعي الحزن ضآلة مكتباتنا العامة برغم مالها من أهمية وأهمية كبرى بل أنه من الضروري والحتمي أيضاً عن التفكير في بناء جامع أو مدرسة أو مستشفى في أي مدينة أو حي أو قرية يجب بناء مكتبة عامة.ولعلنا ندرك جميعاً أهمية مثل هكذا مكتبة لما لها من فائدة علينا وعلى أطفالنا وأسرنا وبالتالي على المجتمع والوطن بشكل عام.*بندر محمد علي دغيش كلية الآداب قسم مكتبات وعلم المعلومات