فيما إسرائيل تقصف غزة لليوم الثالث وتقتل (310) فلسطينيين
غزة / 14 أكتوبر / رويترز:قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم أمس الاثنين في اليوم الثالث من هجوم هو الأقوى منذ عشرات السنين وأوقع أكثر من 300 قتيل فلسطيني كثير منهم مدنيون. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك للبرلمان «نحن في حرب شاملة ضد حماس وأمثالها» مستخدما تعبيرا ردده من قبل في الحديث عن صراع إسرائيل الطويل مع أعدائها الإسلاميين. وفي توسيع لأهداف تشمل حكومة حماس قالت مصادر فلسطينية إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت اليوم مبنى وزارة الداخلية التي يتبعها 13 ألفا من قوات امن حماس. وكان قد تم إخلاء المبنى ولم تقع خسائر في الأرواح. وتحدت حماس أقوى هجوم يستهدف النشطاء الفلسطينيين منذ حرب عام 1967 بشن هجمات صاروخية على إسرائيل أسفرت عن سقوط قتيل في مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل هو الثاني منذ يوم السبت الماضي. وتقول إسرائيل إن الهدف من الهجوم هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية التي تصاعدت بعد انتهاء التهدئة التي توسطت فيها مصر واستمرت ستة أشهر حتى 19 ديسمبر كانون الأول. وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن ما لا يقل عن 57 مدنيا فلسطينيا قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ يوم السبت الماضي. واستندت منظمة الإغاثة في الرقم الذي أعلنته والذي وصفه المتحدث باسمها بأنه «متحفظ ومن المؤكد أنه سيرتفع» إلى زيارات قام بها مسؤولون في المنظمة إلى المستشفيات والمراكز الطبية في غزة. وقدر مسعفون فلسطينيون عدد القتلى في غزة بما يصل إلى 310 فلسطينيين غالبيتهم من حماس. وذكرت حماس أن 180 من أعضائها قتلوا وأن بقية القتلى ويزيد عددهم عن 300 مدنيون ومن بينهم 16 امرأة وبعض الأطفال. وأعلنت إسرائيل المناطق المحيطة بقطاع غزة «منطقة عسكرية مغلقة» مبررة ذلك بخطر إطلاق صواريخ فلسطينية وأمرت الصحفيين الذين كانوا يتابعون احتشاد القوات المدرعة بمغادرة المنطقة. وقال متحدث باسم الجيش لمراسلة رويترز بعد أن اعترضت على أمر من الشرطة العسكرية بمغادرة المنطقة «عليك أن تذهبي.»
ومن الممكن أن يساعد إبعاد الإعلام إسرائيل في التكتم على استعداداتها لهجوم بري محتمل يستهدف حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من الغارات الجوية التي أشاعت الفوضى وحولت بعض المنازل إلى أنقاض وجعلت المستشفيات غير قادرة على استيعاب القتلى والجرحى. وبقى أغلب سكان القطاع الذي ترتفع فيه الكثافة السكانية داخل منازلهم في غرف بعيدة عن النوافذ التي يمكن ان تتحطم في انفجارات تسببها الضربات الجوية التي تستهدف منشآت تابعة لحماس. بينما هرع سكان جنوب إسرائيل للمخابئ مع إطلاق صافرات الإنذار التي تنذر بوقوع هجمات صاروخية. وقالت أم حسن وهي أم لسبعة من الأبناء «لا يمكن أبدا أن نترك الأطفال وحدهم. إنهم يرتعدون كلما وقع انفجار سواء بالليل أو النهار. كلنا لم ننم تقريبا.» وسوت غارة جوية إسرائيلية مبنى في قلب حي سكني في غزة بالأرض وتصاعدت سحابة من الغبار في الهواء واهتزت المساكن المجاورة وأصيب خمسة. ولم يتضح على الفور سبب استهداف المبنى الذي كان خاليا فيما يبدو. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إن إسرائيل ستواصل حملتها «إلى أن تتهيأ أجواء أمنية جديدة في الجنوب (إسرائيل) وإلى أن تتوقف حالة الرعب والخوف التي يعيشها السكان هناك جراء الهجمات الصاروخية المستمرة.» وصرح المتحدث العسكري الإسرائيلي افي بناياهو بان هجوم غزة قد «يستغرق أياما كثيرة.» وارتفعت أسعار النفط العالمية 5.6 في المائة إلى نحو 40 دولارا للبرميل أمس وقال محللون إن الصراع بين حماس وإسرائيل ذكر التجار بمخاطر الجغرافيا السياسية التي تتهدد إمدادات النفط الخام من منطقة الشرق الأوسط. وفيما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه هجوم «إرهابي» طعن فلسطيني ثلاثة إسرائيليين أحدهم حالته خطيرة في مستوطنة كريات سيفر في الضفة الغربية المحتلة قبل أن يطلق عليه أحد المارة الرصاص ويلقى القبض عليه.
وحث فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الفصائل الفلسطينية على استخدام كل السبل المتاحة لحماية الشعب الفلسطيني بما في ذلك « العمليات الاستشهادية» في إشارة إلى التفجيرات الانتحارية داخل إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000 . وأثارت الهجمات الإسرائيلية غضب العرب في شتى أنحاء الشرق الأوسط حيث قام محتجون بإحراق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية للحث على رد أقوى من جانب زعمائهم على هجوم إسرائيل على غزة. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن إسرائيل « تحاول أن تبذل كل جهدها لاستهداف الإرهابيين فقط ومقار حماس وأماكنها ولكن للأسف في الحرب مثل أي حرب أحيانا ما يدفع المدنيون أيضا الثمن.» وأعلن أحمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام إن المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة مع إسرائيل علقت بسبب الهجمات التي تستهدف غزة. ولم تحرز المفاوضات التي أجريت على مدى العام المنصرم تقدما يذكر. وقال قريع «ما فيش مفاوضات.. لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات والعدوان قائم.» ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف لكل أشكال العنف ولكن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي أمامها بضعة أسابيع في السلطة فقط حملت حماس مسؤولية العمل على استئناف التهدئة. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط خلال زيارة لتركيا إن على إسرائيل أن توقف قتل الفلسطينيين ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. ونفى مسؤول إسرائيلي رفيع أي تلميح بأن إسرائيل قامت بهذه العملية في هذا التوقيت لأنها تعتقد أن الفرص المتاحة أمامها بدأت تتلاشى مع استعداد بوش لمغادرة البيت الأبيض وتأهب باراك اوباما الرئيس المنتخب لخلافته. وقال المسؤول في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقبلة «لماذا يربط كل شيء بالولايات المتحدة. التاريخ الأهم لإسرائيل هو 10 فبراير.» ومضى المسؤول يقول «لم يكن من الممكن من الناحية السياسية أن يظل الزعماء في إسرائيل مكتوفي الأيدي والسماح لحماس بمواصلة إطلاق الصواريخ.» ومن ناحية ثانية قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين انه سيدعو إلى اجتماع تشارك فيه كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي لبحث توحيد الجهود من اجل مواجهة ما يجري في غزة.وقال عباس في بداية اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مكتبه مخصص لبحث الأوضاع في غزة «اليوم (أمس الاثنين) سندعو كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد وغيرها لنتشاور في الأمر. نحن الآن يجب أن تكون اليد واحدة والجهد واحد من اجل وقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة.»وأضاف «ندين بكل معاني الإدانة الهجوم الكاسح الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة ونطالب العالم اجمع بأن يوقف هذا العدوان ونحن طالبنا ونطالب على كل المستويات العربية والدولية أن يتوقف هذا العدوان فورا وان تعود التهدئة إلى قطاع غزة حتى لا تزيد معاناة أهلنا. الوضع في منتهى الخطورة.»ودعا عباس العالم إلى تقديم مساعدات طبية وإنسانية إلى قطاع غزة.وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام أحمد قريع إن المحادثات التي تجرى بدعم أمريكي مع إسرائيل علقت مستشهدا بالهجوم الدموي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة.وتابع للصحفيين انه ليست هناك مفاوضات ومن غير الممكن أن تجرى مفاوضات في الوقت الذي يجرى فيه شن هجمات على الفلسطينيين.ومن ناحيتها قالت وزارة الخارجية السنغالية يوم أمس الاثنين إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس) أبدى استعداده لتوقيع اتفاق تهدئة في غزة يشمل إنهاء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والحصار الإسرائيلي للقطاع.وقال إن اقتراح التهدئة طرح في اتصال هاتفي أجراه الرئيس السنغالي عبد الله واد مع مشعل في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي. وواد هو الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها 56 دولة.وذكرت الوزارة في بيان «أبدى زعيم حماس استعداده للتوقيع على مثل هذا الاتفاق في مكان يحدد بموافقة الجانبين.»وتابعت أن واد اقترح «تهدئه حاسمة بين إسرائيل وحماس من خلال التوقيع على اتفاق يقضي بان تلتزم حماس بوقف فوري لإطلاق النار مقابل وقف إطلاق نار فوري من جانب إسرائيل يصاحبه رفع الحصار عن غزة.»ولم يذكر البيان مزيدا من التفاصيل .وفي بيان منفصل أدان واد الغارات الجوية الإسرائيلية ووصفها بأنها «غير مقبولة».وتابع «يطالب القائم بأعمال رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي إسرائيل بان توقف القصف الجوي على الفور والامتناع عن شن أي هجمات على الأراضي الفلسطينية.»وعلى الصعيد نفسه أعطت إسرائيل أوامرها للصحفيين بالخروج من المناطق المتاخمة لحدود قطاع غزة يوم أمس الاثنين معلنة أنها «منطقة عسكرية مغلقة» بينما دخل الهجوم الذي تشنه على قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يومه الثالث.وأشار متحدث عسكري إسرائيلي إلى أن الدافع وراء الإجراء الذي يطبق بين كيلومترين وأربعة كيلومترات من غزة هو خطر إطلاق فلسطينيين صواريخ للثأر للهجوم على القطاع.ولكن إبعاد الإعلام الدولي عن هذه النقاط قد يساعد إسرائيل على الحفاظ على عنصر المفاجأة إذا شنت هجوما بريا. ومثل هذا الإغلاق عادة ما يطبق على المدنيين الذين لا يقيمون في المنطقة المغلقة.وفي مسقط افتتح قادة الدول العربية الخليجية قمة اقتصادية تستمر يومين يوم أمس الاثنين لكن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة ستهيمن على أولى جلسات القمة.ويركز الاجتماع السنوي لرؤساء دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أساسي على الموافقة على اتفاقية خطط لها منذ وقت طويل قد تجعل الدول الأعضاء في المجلس أقرب إلى إصدار عملة موحدة قبل انتهاء مهلة وضعها المجلس عام 2010 لتحقيق الوحدة النقدية بين أعضائه.لكن من المؤكد أن يوجه قادة المجلس الذين من المقرر أن يناقشوا أيضا موقع تأسيس بنك مركزي لهم انتباههم في بادئ الأمر إلى سفك الدماء في غزة.وقال مسؤول عماني من مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول لرويترز إن أزمة غزة ستهيمن على أولى الجلسات ثم تناقش قضايا الوحدة الجمركية والوحدة النقدية اليوم الثلاثاء.وقتل أكثر من 300 فلسطيني في ثلاثة أيام من الهجمات على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن 57 على الأقل من القتلى مدنيون.ووصف الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر الهجمات بأنها وحشية وغير مبررة.ونقلت وكالة الأنباء القطرية عنه قوله لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في اتصال هاتفي ان العرب يشعرون أن إسرائيل ليس لديها نية لتحقيق السلام.ويناقش اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم غد الأربعاء عقد قمة عربية طارئة حول غزة لكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال انه لن تكون هناك فائدة من وراء حضور قمة عربية لإصدار بيانات مما يشير إلى أن الرياض لا تؤيد عقد مثل هذه القمة.وزادت الغارات الإسرائيلية من الانقسامات في العالم العربي بين الإسلاميين الذين يحظون بالشعبية ونظم الحكم الشمولي التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة.