شاهدت حلقة خاصة بعقوق الوالدين في برنامج (قبل أن تحاسبوا) تحكي قصة واقعية وليست من خيال مؤلف .. قصة حكاها رجل مسن يبلغ من العمر (68) عاماً والدموع تنهمر من عينيه.وقصته انه فقد بصره من سنوات عدة وهو في كامل صحته وحيويته ذلك الوقت.وكان لديه الكثير ليقدمه من خبرته وحكمته ولكن حكم عليه أبناؤه حكماً قاسياً .. فقد كبلوا يديه وحرموه من أن يعيش حياة طبيعية بينهم في آخر أيام حياته .. او صدوا عليه (أبواب الحياة) بعد أن فتحها لهم على مصاريعها، فسدوا عليه منافذ السعادة وجعلوه في صورة يرثى لها نزيلاً في دار للمسنين من تلك الدور التي انتشرت في مجتمعاتنا العربية بعد رحلة شقاء وغربة استمرت سنوات طويلة، وبعد أن ظن في تلك الرحلة الطويلة أن عطاءاته لابد أن تجد لها مكاناً، وأن ما يقدمه لإبنائه الصغار الضعفاء سيلقاه من أبنائه الذين تخرجوا وعملوا وتزوجوا .ولكنه فوجئ بالنهاية التي سطرها له ابناؤه ففي ارذل العمر وجد نفسه وحيداً. حتى شقته الذي كان يسكنها تملكها الأبن الأصغر بعد وفاة الأم ولم يجد الأب باباً مفتوحاً له بعد رحلة الشقاء والغربة والتضحية سوى دار العجزة ولا احد من أبنائه وجدت الرحمة طريقاً الى قلبه ليعرف حقوق والده عليه .إن قصة هذا الرجل المسن هي قصة أب يجد من أبنائه تجاهلاً واهمالاً ونكراناً وجحوداً فهو ينادي اطفال الأمس الذين شبوا وتنكروا له وتركوه يكابد وحشة النكران والجحود.لقد كان مشهداً اختصر الهدف والكلمات وجسد القضية ونقل بالصوت والصورة حجمها وأبعادها الإنسانية .. مشهداً مؤلماً يظل الإنسان منكراً لذاته معانياً يظن أنه يفعل الصواب وأنه يقدم أسمى أنواع التضحيات حيث يتغرب ويحرم نفسه من متع الحياة لكي يقدم لأبنائه الحياة الكريمة، وعندما لا يبقى لديه ما يعطيه يركن جانباً ويترك يد الأيام تتلاعب به يقوم حياته فلا يجد أي خطأ سوى ظنه أن ما فعله هو الصواب.
أبناء يجرمون في حق آبائهم
أخبار متعلقة