البرادعي في طهران قريبا ومفتشوه يزورون ناتانز وأصفهان
واشنطن/ اف ب: ذكرت مجلة "نيويوركر" الاميركية ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تخطط لعملية قصف واسعة ضد اهداف في ايران تستخدم فيها قنابل نووية مخترقة للتحصينات لتدمير مرافق ايران النووية التي يشتبه انها تستخدم لانتاج اسلحة نووية. وذكرت المجلة في عددها الذي سيصدر في 17 ابريل نقلا عن مستشار بارز في البنتاغون طلب عدم الكشف عن هويته قوله ان الادارة الاميركية الحالية "تعتقد ان الوسيلة الوحيدة لحل المشكلة هي تغيير هيكل السلطة في ايران وهذا يعني الحرب".وقال هيرش ان مسؤولين سابقين في الاستخبارات يصفون عملية التخطيط بانها "هائلة" و"نشطة" و "عملياتية". وذكر مسؤول سابق في وزارة الدفاع ان التخطيط العسكري يستند الى الاعتقاد بان "حملة قصف مستمرة على ايران ستذل قيادتها الدينية وتدفع الشعب الى القيام بانتفاضة للاطاحة بالحكومة", حسب المجلة. وقد بدأ الرئيس الاميركي في الاسابيع الاخيرة سلسلة من المحادثات حول الخطط المتعلقة بايران شارك فيها عدد من كبار اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بمن فيهم ديموقراطي واحد على الاقل. وقال هيرش ان من بين الخيارات التي تجري دراستها احتمال استخدام اسلحة نووية تكتيكية لاختراق الحصون مثل سلاح " بي61-11" لضمان تدمير منشأة نطنز التي تضم اجهزة طرد مركزي. غير ان مسؤول البنتاغون البارز السابق قال ان الاهتمام باللجوء الى الخيار النووي اثار مشاعر الاستياء داخل الجيش حتى ان بعض الضباط تحدثوا عن احتمال تقديم استقالاتهم بعد فشل محاولاتهم استبعاد الخيار النووي من خطط الحرب التي يجري وضعها. ونقلت المجلة عن مستشار البنتاغون قوله "تنتشر مشاعر استياء قوية جدا داخل صفوف الجيش تجاه استخدام اسلحة نووية ضد دول اخرى". وحذر المستشار من ان قصف ايران سيترتب عليه ردود فعل من بينها شن هجمات على المرافق الاميركية والمواطنين الاميركيين في انحاء العالم. ونقلت المجلة عن المستشار قوله "اذا نفذنا تلك الخطط, فان القسم الجنوبي من العراق سيشتعل كالشمعة"على صعيد اخر يصل اليوم الاحد أو غدا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى إيران في زيارة قال إنه يأمل أن تسمح له بـ"إعداد تقرير إيجابي" سيرفع نهاية أبريل الجاري إلى مجلسي الحكام والأمن في آن معا بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال مسؤولون في الوكالة الذرية إن الزيارة تهدف إلى الحصول على "أقصى درجة من التعاون والشفافية من قبل إيران". وكان البرادعي قال في وقت سابق في إسبانيا "رأينا أمورا في إيران علينا توضيحها قبل التمكن من القول إننا نعتبر أن كل الأنشطة (النووية) هي لأهداف سلمية بحتة.. لكننا لم نر أي دليل يشير إلى أن مواد نووية استخدمت لتطوير أسلحة نووية". وتأتي زيارة البرادعي في حين يبدأ اليوم مفتشون من الوكالة زيارة منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم ومنشأة أصفهان لتحويله في وسط إيران. غير أن إيران شددت على أن المهمة التي تدوم خمسة أيام، "روتينية في إطار معاهدة الحظر النووي، وليست مرتبطة بإعلان مجلس الأمن". ويرى مراقبون أن إبداء إيران بعض الليونة من قبيل القبول ببعض إجراءات الرقابة من شأنه أن يعمق خلافات الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن, وتعزيز قناعة الصين وروسيا الرافضتين بأن لا داعي لفرض عقوبات على إيران في الوقت الراهن. وتأتي الزيارة في وقت صعدت فيه إيران مناوراتها, عارضة الواحدة تلو الأخرى ما صنعته مصانعها العسكرية من صواريخ وطائرات وطوربيدات في مياه الخليج التي تمخرها البوارج والسفن الحربية الأميركية, في إشارة إلى أنها جاهزة للمواجهة إن تحتم الأمر.