تجربة إطلاق صاروخ إيراني متوسط المدى من طراز “سجيل2”
واشنطن/متابعات : أجرى مندوبو الدول الكبرى اجتماعا مغلقا في مقر البعثة الصينية بالأمم المتحدة لمناقشة فرض عقوبات جديدة على إيران، وذلك في وقت رحبت فيه واشنطن بالوساطة التركية بأزمة برنامج طهران النووي، في حين كشف تقرير عسكري أميركي عن أن إيران قد تصبح قادرة على ضرب أميركا بصواريخ عابرة للقارات بحلول عام 2015. ويجتمع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) إضافة إلى ألمانيا بشكل شبه يومي منذ الأربعاء الماضي، لكنهم أوضحوا أنهم لن يعلقوا على مناقشاتهم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي قريب من المحادثات -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن الجانب الروسي قدم عروضا وصفها بالبناءة نوعا ما أثناء مناقشة مسودة العقوبات المقترحة على إيران، لكن الجانب الصيني لم يعلق حتى الآن على المسودة، ولا يُعرف إذا ما استمر على موقفه في اجتماع أمس. وتشمل حزمة العقوبات المقترحة من واشنطن وحلفائها الأوروبيين حظرا كاملا على الأسلحة، ومنع استثمارات جديدة في قطاع الطاقة الإيراني، والتشديد على النقل والتمويل. كما تستهدف العقوبات المصالح التجارية للحرس الثوري الإيراني وفق المصدر الدبلوماسي. وتوقع هذا المصدر أسابيع من المناقشات الصعبة بين القوى الكبرى قبل نقل مسودة العقوبات إلى كامل أعضاء مجلس الأمن الـ15. وفرض مجلس الأمن ثلاث حزم من العقوبات على إيران على خلفية رفضها برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يرى فيه الغرب غطاء لبرنامج تسلح نووي، رغم تأكيد طهران مرارا أن برنامجها سلمي. وقد عرضت تركيا -العضو غير الدائم بمجلس الأمن- مجددا أمس الأول الثلاثاء وساطتها لحل قضية تبادل الوقود النووي بين إيران والدول الغربية، وهو تطور لاقى ترحيبا من جانب واشنطن التي أعربت أيضا عن شكوكها في رغبة إيران الجادة في المشاركة بفاعلية في المحادثات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركي فيليب كراولي إنه «من أجل القيام بدور وساطة يجب أن يكون هناك بلد مثل إيران سيشارك بالفعل بجدية، وهذا لم يتوفر طوال الأشهر العديدة الماضية». وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني في طهران أمس قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن أنقرة مستعدة لعمل دور الوسيط في قضية تبادل اليورانيوم كدولة ثالثة، معربا عن أمله بأن تؤدي بلاده دورا مثمرا في هذا السياق، ومشددا على حل ملف طهران النووي عبر المفاوضات والدبلوماسية. أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي فأشار إلى أن بلاده تتشاور بشكل منتظم مع أنقرة بخصوص برنامجها النووي، لكنه لم يوضح ردا للعرض التركي الأخير. كما أعرب عن استعداد بلاده لمناقشة صفقة تبادل الوقود النووي «إذا توفرت إرادة جادة لدى الأطراف الدولية». وكانت إيران قد أوقفت مسودة اتفاق عرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية على طهران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتقضي بنقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا لزيادة تخصيبه، ثم فرنسا لتحويله إلى وقود نووي يستعمل لتشغيل مفاعل طبي بحثي. من جانبه قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريح لقناة «آر.تي.أل» الألمانية أمس إن بلاده تنتج حاليا اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % لمفاعل طهران البحثي. ورغم ذلك التطور لم يغلق نجاد باب تبادل اليورانيوم، لكنه قال إن ذلك يجب أن يتم دون شروط. وفي جلسة استماع بمجلس الشيوخ كشف جيمس ميلر نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي عن أن إيران ربما تطور صواريخ بالستية عابرة باستطاعتها ضرب الولايات المتحدة بحلول العام 2015. وأشار ميلر إلى أن إيران ستتمكن من تطوير هذا النوع من الصواريخ بمساعدة أجنبية. وكشف المسؤول الأميركي عن هذه المعلومات في تقرير لوزارة الدفاع الأميركية بشأن الجيش الإيراني صدر هذا الشهر. ويقول التقرير إن «برنامج إيران النووي ورغبتها في الحفاظ على إمكانية تطوير أسلحة نووية جزء أساسي من إستراتيجية الردع لديها». وكان الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الأركان الأميركي قال في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي إن بإمكان إيران تخصيب يورانيوم لتصنيع قنبلة نووية خلال عام، لكنها لن تستطيع تركيبها بسلاح صالح للاستعمال قبل ثلاثة إلى خمسة أعوام. ويبحث مستشارو الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما مجموعة كبيرة من الخيارات للحد من البرنامج النووي الإيراني، بينها توجيه ضربات عسكرية إذا أخفقت الدبلوماسية والعقوبات.