في كلمة بلادنا بالمؤتمر الدولي للاتحاد البرلماني الدولي ألقاها البركاني:
بانكوك / سبأ:دانت الجمهورية اليمنية الاعتداءات السافرة لجيش الكيان الصهيوني على القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيه، وإنتهاك قدسيتها أمام مرأى ومسمع من العالم.جاء ذلك خلال كلمة رئيس وفد اليمن البرلماني سلطان سعيد البركاني أمس ضمن أعمال المؤتمر الثاني والعشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا في العاصمة التايلاندية بانكوك.وأشار البركاني الى ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، من أحداث وتداعيات ساخنة, بفعل السياسة العدوانية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والحصار المستمر على حياته اليومية واستمرار تشريد واعتقال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في مقدمتهم أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني الذين يفترض أن يكونوا طليقي الحرية.وقال: «إنه لعار على البرلمانيين الإسرائيليين أن يتواجدوا في هذه القاعة ويدعوا الحرية والديمقراطية وحكومتهم تعتقل البرلمانيين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها، فأية حرية أو ديمقراطية أو حقوق للإنسان يتحدث عنها الصهاينة وهم يغتصبون الأرض و ينتهكون الحقوق ويعيثون في الأرض فساداً.وأكد أن هذا الوضع يستدعي وقفة جادة ومسؤولة من قبل الجميع حتى ترضخ إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي، وتلتزم بقرارات الشرعية الدولية ، وبمبادرات السلام ذات الصلة بالقضية الفلسطينية, وبتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط وجعلها منطقة خالية من كافة الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.وعلى الصعيد الوطني، قال البركاني: إن الوحدة اليمنية مثلت بمضمونها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني والتاريخي احد أهم أحداث ومنجزات القرن العشرين التي انتصر لها الشعب اليمني بإرادته الحرة في ظل قيادة الزعيم الوحدوي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.وأضاف: لقد تعرضت الجمهورية اليمنية خلال الأعوام العشرين الماضية وهي تمضي نحو المستقبل لبعض الصعوبات والتحديات استهدفت العودة بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية خطوات إلى الوراء.لكنه أكد ان وحدة اليمن تترسخ كل يوم، لأنها تمثل ضمير الإنسان اليمني وتشكل مصدر تنمية قدراته ومرتكز ازدهار حياته في الحاضر والمستقبل، وتعد قاعدة أساسية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. مبيناً أن الشعب اليمني قد تصدى مع قواته المسلحة والأمن بكل بسالة لكل مخططات الخارجين على الدستور والقانون، وفي مقدمتهم عناصر تنظيم القاعدة الإرهابيون من خلال مختلف الوسائل الدستورية والقانونية و توجيه الضربات الاستباقية المركزة للقضاء على مخططاتهم التدميرية.ولفت الى إن الإرهاب ظاهرة مستجدة على مجتمعاتنا ليس لها دين ولا مبادئ ولاقيم ولا وطن عدا الإضرار بمصالح الناس وأمنهم واستقرارهم وتنميتهم، ولذلك علينا توحيد الجهود لتجفيف منابع هذه الظاهرة والتفكير في الوقت ذاته بكيفية معالجة أسبابها.وأشار الى أن اليمن تواجه أعباء إضافية تتمثل في تدفق اللاجئين من القرن الأفريقي الذين يزيد عددهم على مليون شخص، ويتزايد هذا الرقم بصورة يومية، وعلى الرغم من ذلك تتحمل اليمن مسؤوليتها الإنسانية تجاه هؤلاء اللاجئين، منوهاً الى أن اليمن تطالب في هذا الصدد المجتمع الدولي بأن يتحمل هو الآخر مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية تجاه هذه الظاهرة و يعمل على دعم اليمن للتخفيف من معاناته في هذا الاتجاه، وتمكينه من الإيفاء بالمتطلبات الأساسية الإنسانية للاجئين، ليس هذا فحسب، بل أيضا البحث والتعاون من أجل معالجة الأسباب التي تؤدي إلى بروز هذه الظاهرة وتفاقمها.ونوه الى ما تواجهه اليمن من تحديات أعمال القرصنة الجارية في البحر العربي أمام السواحل الصومالية وخليج عدن الأمر الذي يؤثر سلبا على حركة الملاحة الدولية والحركة التجارية في هذا الممر المائي المهم، فضلا عن الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن شحة الموارد وتزايد نسبة السكان في الجمهورية اليمنية بصورة لافتة.وأضاف: لا شك في أن الجهود التي تبذل من قبل الحكومة اليمنية في مختلف المجالات لمواجهة تلك التحديات ومواصلة عملية الإصلاحات في المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية والمالية، قد بدأت منذ وقت مبكر نحو توسيع قاعدة الممارسة الديمقراطية و التعددية الحزبية والسياسية وحرية الرأي والتفكير وإقامة الحكم الرشيد.وأشار الى أن هذا التوجه للدولة اليمنية يحظى بدعم وتعاون أشقاء وأصدقاء اليمن من المانحين و ندعوهم إلى تعزيز هذا الدعم والتضامن الصادق.وأردف البركاني قائلا : إن الشعار الذي ينعقد اجتماعنا في ظله : (البرلمانات هي قلب حل النزاعات السياسية والإدارة الجيدة) يمثل جوهر مهماتنا لمرحلة إستراتيجية طويلة من الزمن, تستدعي من الجميع بذل جهود مضاعفة, ورسم سياسات سليمة وإجراءات عملية ومدروسة لتحقيقها، مستدركاً بالقول: ولكن الواقع المعاش يتطلب تحديد الأولويات الملحة لمعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الراهنة. ولفت إلى أن مناطق عديدة من العالم تشهد حروبا و توترات وعدم استقرار في أوضاعها الداخلية, وتزايد أعمال الإرهاب وارتكاب الجريمة المنظمة،وكلها أفعال مخالفة للقوانين وتضر بمصالح الشعوب والدول على حد سواء.وأكد أنه تقع عليهم كبرلمانيين مسؤولية الإسهام في البحث عن أسباب تلك الظواهر لمساعدة الحكومات على إيجاد طرق معالجتها.. مشيراَ الى ان الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة وانخفاض نسبة التعليم, مع شحة موارد التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى العديد من البلدان، وتأثير نظام العولمة والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، واختلال توازن النمو والتقدم الاقتصادي والعلمي، لعبت دورا سلبيا في إذكاء تلك الظواهر.وبين انه لابد من التأكيد على أهمية الارتقاء بأشكال التعاون, في سبيل إيجاد المعالجات اللازمة لتلك العوامل, ومنها التسريع في انجاز المهمات والأهداف التنموية للألفية، ونثق بأن الدول الشقيقة والصديقة ، ذات القدرة الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي ستؤدي دورها المأمول منها في هذا المنحى، بما يعزز من التكافل والتضامن والأخوة والصداقة بين الشعوب.