تفشت قبالة ساحل الصومال
الإسماعيلية (مصر)/14 أكتوبر/يسري محمد: قال مسئولون حاليون وسابقون بقناة السويس إن تفشي أعمال القرصنة قبالة ساحل الصومال سينال من إيرادات القناة ما لم تكبح أنشطة القرصنة سريعا وإذا واصلت شركات الشحن تجنب الممر المائي الاستراتيجي. وقالت واحدة من كبرى الشركات الملاحية في العالم إن جانبا من أسطولها يتجنب القناة بسبب المخاوف من أعمال القرصنة جنوبي الممر المائي الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وقالت رابطة ناقلات رئيسية إن شركات أخرى كثيرة تحول مسار سفن. وقال مسؤول بقناة السويس طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام «القرصنة لم تؤثر حتى الآن على عائدات قناة السويس .. إننا نتابع الموقف باهتمام شديد .. قد يحدث تراجع فعلي بفعل النتائج المترتبة على أعمال القرصنة.» ويأتي تحرك بعض شركات الشحن لتجنب القناة في أعقاب استيلاء قراصنة صوماليين الأسبوع الماضي على ناقلة سعودية عملاقة محملة بما قيمته 100 مليون دولار من النفط وذلك في أضخم عملية خطف سفن على الإطلاق. وتحول ايه.بي مولر-مايرسك الدنمركية مسار جانب من أسطول ناقلاتها النفطية المكون من 50 ناقلة حول رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس وقالت رابطة انترتانكو إن شركات ناقلات أخرى كثيرة تفعل الشيء نفسه. وقالت فرونتلاين النرويجية التي تنقل جزءا كبيرا من نفط الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية إنها تدرس اتخاذ خطوة مماثلة. وتنقل شهريا عبر خليج عدن وقناة السويس ملايين الأطنان من النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز والسلع الجافة مثل الحبوب والحديد الخام والفحم فضلا عن بضائع الحاويات مثل الالكترونيات واللعب. وتراجعت بالفعل إيرادات القناة عن أعلى مستوياتها على الإطلاق في أغسطس لكن مسئولين يعزون التباطوء إلى الأزمة الاقتصادية العالمية ويقولون إن القرصنة لم تؤثر على الإيرادات بعد. وكانت القناة حققت 467.5 مليون دولار في أكتوبر تشرين الأول انخفاضا من 504.5 مليون دولار في أغسطس آب عندما استخدم القناة عدد قياسي بلغ 1993 سفينة. وقد توجه القرصنة ضربة أخرى إلى جهود مصر لجذب المزيد من السفن العملاقة بما في ذلك ناقلات نفط أضخم عبر قناة السويس عن طريق تعميق الغاطس في مشروع من المتوقع استكماله عام 2009. ويقول مسئولو القناعة إنه حال انجاز التوسع المزمع سيكون الممر المائي قادرا على جذب 64 في المائة من أسطول ناقلات النفط العالمي بحمولة كاملة. وتعتمد مصر على قناة السويس كمصدر رئيسي للعملة الصعبة. وقال جلال الديب عضو مجلس إدارة قناة السويس الأسبق «استمرار أعمال القرصنة على النحو التي هي عليه الآن سيؤثر تأثيرا سلبيا على أعداد السفن المارة وعائدات قناة السويس.»، وأضاف «بحمولات النفط المارة بالقناة ستتأثر مع بدء تعرض الناقلات للاختطاف بما يؤثر على إجمالي حركة عبور البضائع لأن النفط يمثل نحو 17 في المائة من إجمالي البضائع المارة بقناة السويس.»، لكن المسؤولين أحجموا عن التكهن إلى أي مدى قد تتأثر إيرادات القناة. وغالبا ما يرسل مالكو ناقلات النفط العملاقة سفنهم حول رأس الرجاء الصالح بسبب مشكلات السعة في قناة السويس حيث كثيرا ما تجنح السفن الضخمة. ولم تعبر الناقلة السعودية المختطفة المتجهة إلى الولايات المتحدة قناة السويس التي عادة ما تسلكها الناقلات المتجهة إلى أوروبا. وقال محمود عبد الوهاب المتحدث باسم القناة إن شركة الشحن لم تخطر القناة بأي إلغاءات وإن كانت القناة لا تتلقى عادة إخطارات كهذه. وقال «أصحاب السفن من حقهم تحديد الطريق الذي يرغبون في استخدامه .. لا يوجد لدى إدارة قناة السويس أي توقعات بشأن أعداد أو نوعية السفن التي ستتأثر بأعمال القرصنة وتقرر عدم استخدام قناة السويس.» ويقول بنك الاستثمار المجموعة المالية-هيرميس الذي مقره القاهرة إن القناة قد تحقق عائدات قياسية قدرها 6.1 مليار دولار في السنة المالية الحالية وذلك بزيادة 18 في المائة عن السنة المالية المنتهية في يونيو حزيران. لكن حتى قبل عملية خطف الناقلة في الأسبوع الماضي توقع هيرميس أوقاتا أصعب في المستقبل. وقال البنك إنه يتوقع تباطوء نمو إيرادات القناة إلى عشرة بالمائة في 2009-2010 وذلك تحت وطأة تراجع الطلب الأوروبي.