الرباط/طهران/14 أكتوبر/رويترز:قالت وزارة الخارجية المغربية أن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران يوم الجمعة في أعقاب احتجاج من الدول الإسلامية السنية على تصريحات لمسئولين إيرانيين تشكك في سيادة البحرين.وانتقد المغرب أيضا إيران بسبب جهودها لنشر مذهبها الشيعي في المغرب وهو تحرك قالت الوزارة أنها تعتبره يستهدف «الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي.»وأضافت الوزارة «المملكة المغربية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية ابتداء من اليوم (الجمعة) مع جمهورية إيران الإسلامية.»واستنكر علماء سنة في المغرب ودول أخرى ما يعتبرونه جهودا إيرانية لتحويل المسلمين السنة إلى المذهب الشيعي وحذروا من أن هذا المسعى يمكن أن يؤدي إلى صراع شبيه بالصراعات الدموية في الأغلب بين السنة والشيعة في العراق وباكستان.وبحسب تقارير إعلامية قال علي أكبر ناطق نوري مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الشهر الماضي أن إيران كان لها حق السيادة على البحرين.وردا على ذلك بعث العاهل المغربي الملك محمد برسالة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة يعبر فيها عن الدعم ويصف التصريحات الإيرانية بأنها « سخيفة» وتتناقض بشكل صارخ مع مبادئ وقواعد القانون الدولي.وتقول إيران أن علاقاتها مع البحرين تقوم على أساس الاحترام المتبادل وتنفي أي مطالب لها في البحرين التي يوجد بها عدد كبير من الشيعة.وكانت الرباط سحبت في 25 فبراير ممثلها في إيران احتجاجا على ما قال وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري انه «تعبيرات غير مقبولة» في حق المغرب جاءت في بيان بثته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.وذكرت وزارة الخارجية في البيان الذي بثته وكالة أنباء المغرب العربي أن المغرب طلب توضيحات من السلطات الإيرانية التي «سمحت لنفسها التعامل بطريقة متفردة وغير ودية ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب اثر تضامنه مع مملكة البحرين على غرار العديد من الدول بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد.»وأضاف البيان انه بعد انقضاء أسبوع «لم تتوصل المملكة بأي تفسير عن هذه التصرفات.»وقالت وزارة الخارجية أن هذا التصرف «مرفوض» واتهمت الممثلين الإيرانيين في المغرب بالسعي لتغيير «المقومات الدينية الجوهرية للمملكة» في إشارة إلى المسعى الإيراني المزعوم المدعوم من الدولة لنشر المذهب الشيعي في المغرب.والدين قضية حساسة للغاية في المغرب لان الملك محمد السادس هو الزعيم الإسلامي الوحيد الذي يجمع بين لقبي أمير المؤمنين وزعيم الدولة.وقالت الوزارة أن جهود إيران لنشر المذهب الشيعي يهدد الوحدة الإسلامية للمغرب وكيانه الذي بني على أساس المذهب السني المالكي المعتدل.وأضافت الوزارة أن»هذه الأعمال المدعمة تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة وتعارض قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي.»وكان للمغرب علاقات طيبة مع إيران في ظل الشاه إلى أن أطيح به في عام 1979. ولم يطبع المغرب علاقاته مع إيران بتبادل السفراء إلا في أواخر التسعينات.وكانت الحكومة تشعر بقلق دائما من دور إيران في العالم السني منذ الثورة الإسلامية الشيعية التي أطاحت بنظام الشاه في طهران.وتحذر شخصيات دينية مما تصفه بالخطر الذي يهدد الأمن الروحي للبلاد من خلال اعتناق المذهب الشيعي بين سكان المغرب البالغ عددهم 30 مليون نسمة.وتقول مصادر سياسية في المغرب أن عدد النشطين الشيعة عدة مئات ولكنهم يحققون تقدما مطردا بسبب شعبية الجماعات الإسلامية الراديكالية التي تدعمها إيران مثل حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية/حماس/ في غزة.من جهتها قالت إيران أنها تشعر بالدهشة من قرار المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإنها سترد على الأمر في بيان في وقت لاحق.وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر صحفي «بالنسبة لقرار الحكومة المغربية فانه قرارها لكن الإجراء يثير الدهشة.»