الشيخ/ حسن عبد الله الشيخ نقصد بالدواعي الاسباب التي من خلالها نحكم على صحة الفعل او بطلانه اعتمادا على شرعية السبب او عدم شرعيته وشرعية الاسباب ليست محصورة في صراحة النصوص او وضوحها للدلاله على اعتبارها بل هناك المقاصد الشرعية، والقواعد الفقهية والمصالح المرسلة التي تحدد طبيعة الحكم على الأشياء وجودا وعدما وصحة وفساداً وعندما يقدم ذووا الاختصاص وتصوراتهم حول مستجدما فان واجب الفقية الماهر والداعية الفاهم تكييف الحكم الفقهي وفقا لتلك القواعد وتلك التصورات سواء كان الموضوع سياسياً او اقتصادياً وبهذا نثبت صلاحية شرع الله لكل زمان ومكان عندما ننزله الى مستوى الواقع معالجا للمشاكل الحياتية المستجده والافسوف نبقى عالة على ادبيات واحكام جاهزة تأتينا من هنا او هناك من غير ضابط او قيد ونبقى ايضا نتغنى بصلاحية دين الله وكمالة دون أن نكلف انفسنا الامعان في مقاصده ومضامينة والاستنباط منها ما يتواءم مع حياتنا ومستجدات واقعنا ونعود الي دواعي تنظيم الفسل اوالاسرة والتي نبينها على النحو التالي:-1-عندما يصبح تكرار الحمل يشكل خطراً حقيقيا على المراة بشهادة الكثير من الاطباء سواء كان بسبب تكرار العمليات القيصرية لاخراج الجنين او بسبب مرض طارئ الم بها فهنا يجوز منح الحمل كلية كما تقدم مع مراعاة الضوابط المذكورة اذ الحفاظ على الام مع تحقيق حياتها، اولى من الحرص على المولود مع ان حياته غير حقيقية والنزوع الي التعقيم المؤقت اولى من التعقيم الدائم.2-اذا كانت المرأة ضعيفة البنية والتقوى على الحمل المبكر فيؤجل الحمل حتى تقوى على تحمله، وتحديد التأجيل يخضع لرؤية الاطباء المعتبرين اذ سلامة الام اولى من الاستعجال في الإنجاب3-اذا كان تكرار الولادة يسبب ضعفا او انهاكا للمراة يؤدي الي اعتلال صحتها وضعف بنيتها وإنهيار قواها فهنا يجوز تنظيم الولادة وتحديد فترات زمنية متباعدة للانجاب حسب ما يقرره الاطباء فلاضرر ولاضرار والله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وشريعة الله بنيت على السماحة فلا يكلف الله نفسا الاوسعها 4-اذا كان القصد من تباعد الولادة إرضاع المولد لمدة عامين كاملين حتى تتاح الفرصة لتربيته والتفرغ له فهنا من حقه وهو تحقيق لقوله تعالى ((والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)) فربما يؤثر الحمل على الإرضاع ويذهب حق المولود الأول وقد يكون الوالدان في حالة عسر لايستطيعان استئجار من يرضعه كما ان الرضاعة الصناعية اليوم لا تؤدي الاغراض التي تؤدي الاغراض التي تؤديها الرضاعة من الام فالجنين يرضع من لبن امة العطف والحنان والرحمة والشفقة والخلق والسلوك كما تجد الام الراحة النفسية ومتعة الامومة وهي ترضع وليدها. لا عبرة بما جلبته علينا المدينة الحديثة من انماط تتعامل الي أمهات من خلالها مع الابناء طلبا للرشاقة والجمال والبعد عن الامتهان والابتذال والركون الي الراحة والعجز والاتكال وفي تحقيق مدة الرضاعة ومدة الحمل فرصة للمراة وفترة مناسبة للمباعدة بين الولادة وقد حدد الله مدة الحمل بأقل مدة سته اشهر في قولة تعالي (( وحملة وفصاله ثلاثون شهراً))5-اذا كان المولود السابق ضعيفا او هزيلا او اعترته امراض مزمنة او مؤثرة جعلته بحاجة الي الرعاية او العناية فمن حقه ان يحصل عليها ومن واجب الابوين ان يرعياه ولو بتأخير الحمل اذا المولود الجديد سيشكل ائثا امام الوفاء بحور الاول كما يشكل عبئا ثقيلا على الابوين خاصة الام لامن الناحية المادية فحسب بل من ناحية الرعاية والعناية بالاول المحتاج إليها وكم من اسر تعاني من هذا الامر دون ان تهتدي الي استخدام الوسائل المانعة للحمل تحقيقا لهذا المقصد الشرعي وان طالت الفترة ولو باعدنا بين حمل وآخر.6-اذا كان الحمل يحمل داء خطيرا بتقرير الاطباء الثقات ربما يكون معديا بسبب امراض اعترت الام فيمكن استخدام الموانع حتى تصح الام ويذهب واصابها من الامراض حفاظا على صحتها وصحة الجنين والعبرة بتحقيق الغرض وان طالت المدة.هذا بعض الدواعي الشرعية التي قد لا يكون فيها خلاف بين العلماء او ليست مثل خلاف كونها مقيدة بالضوابط الشرعية ومصلحة القول بها ظاهرة وواضحة للام وللمولود وللاسرة.[c1]* وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة[/c]
دواعي تنظيم النسل والأسرة
أخبار متعلقة