من ضحايا السيول في باكسنان
إسلام أباد /14 أكتوبر/ رويترز: قال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن أسوأ سيول في تاريخ باكستان دمرت سبل حياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في الوقت الذي يتفاقم فيه الغضب من طريقة الحكومة التي لا تحظى بشعبية في مواجهة المحنة.ومن المرجح أن تتفاقم الكارثة التي بدأت قبل أسبوع تقريبا وأودت بحياة أكثر من 1400 شخص مع توقع هطول مزيد من الإمطار. ويمكن أن يؤدي تفشي إمراض تنتقل عبر المياه مثل الكوليرا إلى أزمة صحية.كما ألقت الكارثة من جديد بظلال من الشك على قيادة الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري الذي يواجه مشكلات عديدة من تمرد عنيد لطالبان وفقر واسع النطاق إلى انقطاع مزمنة في الكهرباء في الدولة المسلحة نوويا والحليفة للولايات المتحدة.ويسود تصور منذ فترة طويلة إن حكومات باكستان المدنية ينخرها الفساد وتفتقر للكفاءة إلى حد بعيد ما يجعل الجيش يتدخل في أوقات الأزمات.وتكافح السلطات الباكستانية لمساعدة ضحايا السيول الذين خسر كثير منهم منازلهم وموارد رزقهم واشتكوا من أن السلطات لم تحذرهم مسبقا من السيول.وقال امجد جمال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن ما يصل إلى 1.8 مليون شخص في حاجة ماسة للمياه والطعام والمأوى. وذكر أن بعض الأشخاص يتعرضون للدغ ثعابين المياه.ويتبدى الغضب في بلدات مثل تشارسادا. وشاهد مراسل رويترز أشخاصا يهاجمون شاحنات توزع إمدادات الإغاثة ما دفع الشرطة لضربهم بالهراوات.واتهمت بيستما بيبي (65 عاما) التي فقدت حفيديها في السيول عمال الإغاثة الحكوميين بالاكتفاء بمساعدة أصدقائهم أو أقاربهم. وقالت “اتيت إلى هنا في الخامسة صباحا. بذلت قصارى جهدي. توسلت وقاتلت ولم احصل على شيء. أنهم يعطونها(الإمدادات) لأهاليهم”.وتواجه إدارة زرداري سلسلة من الأزمات على مدى الأسابيع القليلة الماضية من حادث سقوط طائرة محلية على مشارف العاصمة هو الأسوأ على الإطلاق مرورا بتسرب تقارير بشأن مزاعم عن دعم إسلام أباد لطالبان الأفغانية التي تقاتل الولايات المتحدة إلى خلاف دبلوماسي مع بريطانيا.وخلال لقائه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس أمس الأول الاثنين طلب زرداري مساعدات دولية فورية.ونقل المتحدث باسم زرداري فرحة الله بابار عن زرداري قوله “نحن بحاجة إلى إعادة بناء البنية الأساسية التي دمرتها في البداية الحرب ضد التشدد والآن زادتها السيول تدميراً”.وأعلنت السفارة الأمريكية عن مساعدة إنسانية فورية قدرها عشرة ملايين دولار وتعهدت بتخصيص المزيد من الأموال عند الضرورة. وسيتبرع الاتحاد الأوروبي بثلاثين مليون يورو (39.5 مليون دولار) في حين ستقدم الصين عشرة ملايين يوان (1.5 مليون دولار).وقال امير خان هوتي رئيس وزراء اقليم خيبر بختون خوا مركز الازمة ان باكستان تقدر الدعم الذي تقدمه الدول لكن “يجب ان يكون اكبر لان الخسائر والاضرار بالغة الضخامة.”وتتوقع سلطات الأرصاد الجوية هطول المزيد من الأمطار الموسمية الغزيرة التي ضربت المنطقة الأسبوع الماضي.وقال المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) عبد السميع مالك أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص تضرروا من السيول بينهم 1.3 مليون شخص تضرروا بشدة وفقدوا منازلهم ومصادر رزقهم.وتدخلت مؤسسات خيرية أسلامية يشتبه في صلة بعضها بجماعات متشددة لتوفير المساعدات ما زاد الضغوط على الحكومة حتى تتولى زمام التعامل مع الأزمة. ولعبت الجماعات الإسلامية دورا رئيسيا في جهود الإغاثة بعد زلزال عام 2005 في كشمير.وتواجه الحكومة متشددين يحاولون كثيرا الاستفادة من نقص الخدمات المدنية لتجنيد الباكستانيين لحمل السلاح ضد الدولة.