قضايا حياتية
ثمة أمور في واقعنا المعاش يجري التعامل معها بسلبية وعدم إعطائها القدر اللازم من الاهتمام والاعتبار من بعض الجهات المعنية مما يؤدي بها الى التفاقم والتسبب في التأثيرات التي تنعكس سلباً على الآخرين من المرتبطين أو ذو العلاقة المباشرة بها من فئات أو شرائح المواطنين في أوساط المجتمع.. وهنا لك العديد من مثل هذه الأمور التي تسود على أرض واقعنا المعاش، والتي لو أن التعامل معها يجري بصورة إيجابية وبقدر متفاعل من الاهتمام أو الاعتبار من قبل أي من الجهات المعنية بها، لما تفاقمت أو حدثت لها أي تأثيرات أو انعكاسات سلبية في أوساط فئات أو شرائح المواطنين المعنيين بها في المجتمع.. ولعل ما نحن بصدد التطرق إليه هنا في سياق التناول لهذه العجالة، هو مثال الأمر المتعلق بشريحة المواطنين المتقاعدين الذين أحيلوا إلى التقاعد بأحد الأجلين خلال السنوات الماضية بعد أن أفنوا الجزء الأكبر من سنوات أعمارهم في الخدمة العامة بمختلف المهن والوظائف التي كانوا يشغلونها وقضوا زهرات شبابهم يؤدوا واجباتهم المهنية كمصدر رزق وعيش لهم ولاسرهم التي يعيلونها، حتى وصلوا الى الإحالة القانونية للتقاعد التي بموجبها يتقاضون معاشاتهم التقاعدية من قبل الجهة المختصة "إدارة الضمان" وتصرف لهم عبر مراكز البريد، بمبالغ شهرية متفاوته، أي كانت صغيرة أم كبيرة هذه المبالغ فإنها لايمكن أن تفي بتغطية متطلبات الإنفاق الضروري عليهم وعلى أسرهم، في ظل ارتفاع الأسعار وتأثير الظروف الاقتصادية والمادية والمعيشية المعاشة شأنهم في ذلك شأن غيرهم من شرائح وفئات المجتمع.. وفي إطار هذا الأمر المتعلق بشريحة الموطنين " المتقاعدين" البالغ عددهم المئات، قديمهم وجديدهم وخاصة في محافظة عدن ، الذين تلازمهم في حياتهم التقاعدية، المعيشية والمادية العديد من الهموم التي يواجهونها ويتحملون مشاقتها وانعكاس تأثيرها عليهم، بكل صبر ولاحول ولاقوة لهم إزاءها اوتجاحها، لعل وعسى يأتيهم الفرج الذي ينتظرونه وتتهيء الظروف المناسبة، لدى صانعي القرار لوضع المعالجات اللازمة لمعاناتهم وهمومهم.أجل.. أقول، في إطار هذا الأمر المتعلق بهذه الشريحة من المواطنين "المتقاعدين" هناك من بين الهموم التي يواجهونها حالياً الهم ا لمرتبط بمستجدات التنفيذ لاستراتيجية الأجور والمرتبات والهيكل الجديد المتصل بها والذي تم تطبيقه والعمل به بالأثر الرجعي المعتمد تحديداً من شهر يوليو عام 2005م للموظفين والعاملين المندرجين في سلك الخدمة العامة الذينبيموجبه حصل بعضهم على فوارق الزيادات في مرتباتهم مبالغ متفاوته.. يتمثل هذا الهم المستجد لدى هؤلاء المواطنون "المتقاعدين" في عدم حصولهم على ما ينتظرونه من تطبيق لها تم تنفيذه، من إجراءات ومنح للزيادات وفوارقها بالأثر الرجعي المحدد لذلك لغيرهم من الموظفين والعاملين، وأسوة بهم، عليهم أيضاً.. وبفعل هذا الهم المستجد لعامة هؤلاء "المتقاعدين" المشفوع بترقبهم وانتظارهم، ظلوا طوال الشهور الماضية المرتبطة بتنفيذ استراتيجية وهيكل الأجور والمرتبات منذ منتصف العام الماضي 2005م وحتى الآن، يعيشوا على أمل حصولهم نصيبهم من مبالغ فوارق هذه الزيادات واضافتها الى مرتباتهم التقاعدية التي يستلمونها عبر مراكز البريد، وفي ظل هذا الترقب والانتظار المقترن، بما يتلقونه وتصل الى مسامعهم من وعود متتالية استلامهم لهذه المبالغ يتوجهون الى مراكز البريد لإستلام مرتباتهم مضافة إليها مبالغ الفوارق والزيادات الخاصة بكل منه، والمؤعودون بها، فلا يجدوا إلا خيبة الأمل، استلامهم مرتباتهم نفسها التقاعدية المعتادة.وهكذا ظل حالهم مع ما ينتظرونه على هذا المنوال، مرة تلو الأخرى ولا أثر لأي شيء من مبالغ هذه الفوارق والزيادات المنتظرة من قبلهم.. وهكذا فإنهم في حالهم هذا تسودهم باستمرار طوال مدة هذه الشهورة حالات من الإحباط والتذمر مصحوبة لديهم بتساؤلات وعلامات استفهام لايجدوا إجبابات عليها؟!فيما لم يكلف أحداً نفسه من الجهات المعنية في الخدمة المدنية أو إدارة الضمان تحديداً، المبادرة في التوضيح والحسم في موضوع هذه الفوارق والزيادات بالنسبة لهؤلاء المواطنين "المتقاعدين" وانتظارهم الطويل مدة الشهور الماضية وحتى الآن..فهل من مفيد بهذا الخصوص؟!نرجوا ونأمل ذلك.واللّه الموفق.مصطفى شاهر