شخصيات سياسية ورجال الثقافة والفكر:
[c1]الرئيس علي عبد الله صالح حمل فكر قائد تستقي منه الأجيال[/c]صنعاء / متابعات:كانت جامعة ذمار ساحة لاطروحات كثيرة ومتعددة حول فكر الرئيس علي عبدالله صالح وإنجازاته خلال الندوة التي نظمتها الجامعة بالتنسيق مع صحيفة 26سبتمبر بحضور كوكبة من أبرز السياسيين والمثقفين والأكاديميين في اليمن والذين اجمعوا على ان 17يوليو 1978مثل فاصلاً بين مرحلة الفوضى والانقسامات والتشرذم والانفلات الأمني ومرحلة جديدة تنفس فيها اليمنيون نسائم الحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار .وحفلت أوراق العمل التي طرحت خلال الندوة التي عقدت السبت الماضي بتنوع فكري ثري ومتعدد الاتجاهات في محاولات لقراءة فكر الرئيس علي عبدالله صالح خلال مايقارب ثلاثة عقود من تولية قيادة اليمن .
[c1]أول وثيقة حوار للرئيس :[/c]القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد قال ان فكر الرئيس علي عبدالله صالح لخصه الميثاق الوطني الذي استوعب المعطيات المحلية الإقليمية والدولية , مؤكدا ان الميثاق الوطني الذي كان عصارة فكر الرئيس من انجح النظريات الإسلامية والوطنية والعربية والأممية الذي شارك فيه كل أبناء اليمن وفي طليعتهم المثقفون والسياسيون فكان أول وثيقة للحوار تسجل للرئيس علي عبدالله صالح وعنوان مرحلة جديدة لليمن..وأضاف الوزير الهتار ان الحوار في فكر الرئيس احتل المرتبة الأولى لأنه اختار الصعود الى سدة الحكم عبر الديمقراطية في وقت كان يستطيع ان يصعد إليها على صهوة دبابة او مدفع , ومن ثم شكل لجان الحوار الوطني وكللت أعمالها بالميثاق الوطني وقيام المؤتمر الشعبي العام , وتلتها تشكيل لجان الوحدة للتقريب بين وجهات النظر بين شطري اليمن آنذاك , فحرصه على تشكيل لجنة حوار في عام 93م للحيلولة دون وقوع حرب 94م , حتى تشكيل لجنة الحوار الفكري التي أقيمت بعد عدد من الدراسات لحوار الشباب المغرر بهم العائدين من أفغانستان وكذا ممن لديهم قناعات فكرية مخالفة لإجماع جمهور العلماء المسلمين .[c1]إصرار على الحوار :[/c]وأعتبر القاضي الهتار إن تجربة الحوار في اليمن مع المتطرفين الارهابين شكلت نموذج نهجا جديدا لمراجع الحوار العالمي التي كانت لا تعترف بالحوار مع المتطرفين , وأصبح هناك الكثير من الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع .مؤكدا إن المشكلة الفكرية لا يمكن معالجتها إلا بالحوار وهو ما أصر عليه الرئيس علي عبدالله صالح رغم الصعوبات والعراقيل والمخاوف التي أثيرت حول الحوار مع المتطرفين .لافتا إلى ان الحوار مع المتطرفين كان له بعد خارجي بشن اليمن حربا ضد ثقافة الإرهاب ونشر ثقافة الحوار .
[c1]فكر قائد وليس رئيس :[/c]لكن الدكتور قاسم سلام أمين عام حزب البعث العربي القومي كان له وجهة نظر أخرى , عندما طالب من الباحثين والمهتمين إثراء موضوع فكر القائد علي عبدالله صالح أكثر من مناقشة فكر الرئيس , لان فكر القائد سيبقى تجربة حية تستفيد منها الأجيال فيما الرئيس قد يذهب .وقال قاسم سلام انه عايش تجربة الرئيس علي عبدالله صالح , وقال ان الأخ الرئيس جاء في مرحلة كانت من اخطر المراحل التي مرت فيها اليمن .وأضاف سلام ان 17يوليو مثل عيد ميلاد تجربة جديدة في اليمن جاءت لتنفذ أهداف ثورة 26سبتمبر الوطنية والسياسية والإنسانية .موضحا ان فكرة الحوار التي التقطها الرئيس صالح من الدين الإسلامي وطبقها ممارسة فعلية في الواقع العملي وليس في الحقائق الخمس التي تضمنها الميثاق الوطني .[c1]ضرورة لليمن والأمة :[/c]مؤكدا ان الرئيس علي عبدالله صالح لايمثل ضرورة مهمة لليمن بل ضرورة للأمة التي تفتقد إلى قائد وان الرئيس مثل حلقة من حلقات التوازن الموضوعية وأنه نهج الحوار مع الآخرين كأخ وصديق محاورا من الطراز الأول فكان يقهر التحديات بابتسامه ويعالج الغضب بموضوعية .لافتا الى ان الرئيس لم ينتهج الحوار على المستوى الداخلي بل مارسه خارجيا من خلال دعواته المستمرة للحوار بين الفرقاء في الصومال وكذلك بين الفصائل الفلسطينية وحتى مع اريتريا التي احتلت الجزر اليمنية .[c1]ترويض الأسود :[/c]وقال قاسم سلام إن الرئيس علي عبدالله استطاع في الواقع الدولي إن يروض الأسود في سبيل مصلحة اليمن , معتبرا إن عقلية الحوار التي اتبعها الرئيس صالح جاءت من المعاناة التي عايشها منذ طفولته .من جهته أشار الدكتور على الغفاري إلى ان الرئيس علي عبدالله صالح استطاع ان يختط نهج جديداً للسياسة الخارجية المنفتحة على الآخرين والتي من خلالها وُضعت اليمن بثقل على الخارطة العالمية والإقليمية .[c1]نجاح خارجي :[/c]وقال إن سياسة الرئيس صالح نجحت في استقطاب المانحين الدوليين لدعم التنمية في اليمن وكان نجاح مؤتمري المانحين في لندن والاستثمار بصنعاء خير دليل على ذلك.مشيرا إلى ان الرئيس علي عبدالله قدم عدداً من المبادرات لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وكذا مقترح بالية الجديدة لانعقاد القمة العربية وإصلاح الجامعة العربية وإقامة اتحاد عربي .وأضاف الغفاري ان آخر مبادرات الرئيس صالح كانت خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ومطالبته للرئيس بوش بالعمل على تحقيق ما وعد به في إقامة الدولة الفلسطينية قبل مغادرته البيت الأبيض.[c1]اللبنات الأولى للاقتصاد الوطني :[/c]فيما قال الدكتور محمد العاضي عضو مجلس الشورى أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء ان الرئيس علي عبدالله صالح كان وحدويا من الطراز الأول وكانت الوحدة اليمنية في فكره وتوجهاته منذ سبعينيات القرن الماضي .مشيرا إلى إن الرئيس صالح وضع اللبنات الأولى للاقتصاد اليمني ومشاريع تنموية من خلال مجموعة من المشاريع مثل استكشاف النفط و كذا إعلانه للتنمية الزراعية الشاملة وإنجاز سد مارب .وأضاف الدكتور العاضي ان الرئيس توجه توجهاته الاقتصادية بقيادة الإصلاحات المالية والإدراية منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم من خلال استراتيجية جديدة للخدمة المدنية وإعادة هيكلة الأجهزة الإدارية للدولة بالإضافة إلى مكافحة الفساد وحماية المال العام .
[c1]مهارة وحنكة :[/c]وكان الدكتور احمد الأصبحي قد قدم مداخلة حول نهج الحوار الذي اختطه الرئيس علي عبدالله صالح للتعامل مع كافة القضايا التي واجهته , مؤكدا انه استطاع إن يجتاز باليمن وبمهارة وحنكة كبيرتين كافة الصعوبات والوصول بها إلى شاطئ الأمان .[c1]التنمية البشرية :[/c]ومن وجهة نظر أخرى ركز الدكتور عصام عبدالعزيز سلام أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء على موضوع التنمية البشرية التي أولاها الرئيس علي عبدالله صالح اهتمامه الكبير , وقال إن الرئيس صالح عمل على بناء الإنسان اليمني اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وكان همه الأول والأخير تحقيق التنمية البشرية .وأضاف إن الرئيس صالح يسعى خلال هذه المرحلة للدخول باليمن إلى مرحلة جديدة وتحقيق النهضة التنموية .معتبرا إن ثقة الدول المانحة ودول الجوار في الشراكة التنموية مع اليمن جاءت من ثقتهم بصدق توجهات فخامة رئيس الجمهورية نحو الإصلاحات وتحقيق التنمية وبناء عهد جديد لليمن .[c1]من اسعد الكامل إلى الرئيس الصالح :[/c]وكان الدكتور عادل الالوسي و الدكتور صادق الحلو أستاذا التاريخ بجامعة ذمار قد قاما بتقديم قراءة لدراسة مقارنة بين الملك الحميري اليمني اسعد الكامل الذي حكم اليمن في نهاية القرن الرابع و بداية القرن الخامس وبين عهد الرئيس علي عبدالله صالح , وتقديم مقارنات لما حققته اليمن خلال العهدين من توحيد للأرض اليمنية وبسط النفوذ على كامل التربة الوطنية وتعامله مع الثقافات والأديان الأخرى , والتأكيد على إن الوحدة اليمنية ارتبط تحقيقها على مر الزمن بوجود قائد عظيم , وان الوحدة اليمنية كانت احد مرتكزات الازدهار في اليمن .التطور الثقافي الذي شهدته اليمن في عهد الرئيس علي عبدالله صالح كان محور ورقة عمل هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة , والذي أكد إن اليمن شهدت نهضة ثقافية من خلال اهتمام فخامته بالأدباء والمثقفين اليمنيين الذي كانوا أول رسل للوحدة اليمنية التي كان يسعى إليها بكل جهد رئيس الجمهورية .


