شاهد على ملاحم النضال المشترك ومقاومة الاحتلال
[c1]*[/c] منذ الأسبوع الأول تجاوب الناس والحامية في وادي عين مع الثورة وعامل الإمام عندما شعر بتأييد الحامية العسكرية والمواطنين انسحب مع معاونيه إلى عدن ثم إلى إمارة بيحان.[c1]*[/c] ثم تشكيل خلايا سرية في إمارة بيحان ومنطقة "عين" لمواجهة أعداء الثورة [c1]*[/c] اصبحت "حريب" رأس حربه للتأمر ومقراً لتجمع المرتزقة وعززت بقوة عسكرية من جيش الليوي والبطاريات البريطانية في الجزء الثالث من ندوة "الثورة اليمنية .. الانطلاق ، التطور وآفاق المستقبل " بعنوان "واحدية الثورة في مقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال " التي نظمتها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة "62 سبتمبر" قدم الاخ العميد أحمد علي محسن محافظ المحويت ورقة عمل تضمنت شهادته عن الاوضاع التي كانت سائدة في مدينة حريب وإمارة بيحان في الأيام الاولى لثورة 62سبتمبر والنضال المشترك بين ابناء الشعب اليمني لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تعرضت لها ومقاومة الاحتلال في منطقة بيحان والجبهات الوطنية التي تم تشكيلها حتى تحقق الانتصار للثورة اليمنية وجلاء الاستعمار .[c1]يقول العميد أحمد علي محسن :[/c]في البداية لابد من إعطاء لمحة عن الوضع في الاسبوع الاول من بداية ثورة سبتمبر 2691م في مدينة حريب . هذه المدينة الأهلة بالسكان والتجارة وتعتبر أقرب النقاط اثناء التشطير الى إمارة بيحان آنذاك.فقد كان الوضع هادئاً في هذه المدينة الذي لا يفصل بيننا وبينها سوى أقل من كيلومتر واحد ونحن في الجزء الجنوبي ضمن إمارة بيحان (وادي عين) والناس والحامية في المدينة تجاوبوا تجاوباً منقطع النظير مع الثورة ولم يحصل أي شيء في تلك الايام القليلة عدا أن عامل الامام في المدينة عندما شعر بتأييد الحامية العسكرية والمواطنين انسحب الى عين ثم الى إمارة بيحان ومعه بعض معاونيه وهم قلة .في نفس الاسبوع وصلت الى إمارة بيحان مجموعة من البريطانيين بصورة علنية وواضحة وعقدوا اجتماعات مع حاكم بيحان الشريف حسين الهبيلي وابنه الامير صالح ومنهم من عاد الى عدن ومنهم من مكث في إمارة بيحان وخلال 84 ساعة من عودتهم الى عدن وصلت كميات من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر نقلتها طائرات نقل عسكرية بريطانية مع عدد من سيارات الجيب نوع(لندروفر) حجم صغير ووصلت الى منطقة (الشقة) الواقعة جنوب غرب عسيلان .التي نزلت فيها الطائرات بكل سهولة . كانت البداية نوع من التستر لنزول هذه الطائرات في هذا المكان بالذات لأن ما تحمله من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والسيارات الجديدة تعتبر جديدة على المنطقة ولأن المكان قريب من مسقط رأس حاكم بيحان الشريف الهيبلي (النقوب).هذا ما بدا واستمر بصورة متدفقة الجانب الثاني اضافة الى عامل القرب الجغرافي في كون حاكم بيحان كان على صلة وعلاقة بالكثير من الشخصيات في المنطقة الشرقية نتيجة لهروب الكثير منهم في الانتفاضات السابقة في حكم المملكة المتوكلية على فترات متتابعة بل إن البعض من هؤلاء الشخصيات سكن في النقوب حتى قيام الثورة والبعض عاد الى صنعاء نتيجة لبعض التصالح مع النظام آنذاك أي أن حاكم إمارة بيحان كان من أذكى الشخصيات في إمارات الجنوب حينها.وزاده نفوذاً علاقته بهذه الشخصيات التي ربطت علاقات معه منذ وقت طويل فكان من السهل دعوتهم فما هي إلاّ بضعة أيام حتى وصلت الكثير من الشخصيات التي استدعيت بطرق مختلفة من المناطق الشرقية الى الإمارة وعقد اجتماع عاجل وتوجهوا بعد الاجتماع كل الى جهته التي حددت له على سبيل المثال :تم احضار أحد الامراء ويدعى الحسن ابن الحسن من عدن الى إمارة بيحان وطلب نقله نقله الى مدينة حريب هذه المدينة التي لا تستطيع أن تحتمل هذا التأمر الذي يطبخ في إمارة بيحان وعقب وصوله الى المدينة مكث مفروضاً على المدينة وأهلها بنفوذ الهيبلي وبريطانيا والمال الضخم والاسلحة(نسيت أن أذكر في هذه العجالة بأنه الى جانب الاسلحة والسيارات التي وصلت هناك كمية صناديق تحتوي على مبالغ مالية من (الريال والمارياتريزا ) وهي العملة التي كانت تتعامل بها اليمن . نتج عن هذه التحركات والتجهيزات والتأمر ما حصل في مأرب عندما قتل الشهيد علي عبدالمغني وآخرين عندما كان في طريقه لإنقاذ حامية مأرب ومقتل الشهيد الاحمدي في أبلح على مشارف مدينة حريب عندما كان متوجهاً الى هذه المدينة لانقاذها من التأمر وكان القتلة ممن حضروا الاجتماع في إمارة بيحان والكل يعرفهم ولا داعي للتفنيذ . فقد كان جيش الاحمدي في طريقه الى حريب مكوناً من قبائل : التيوس- الظهرة قيفة - المجانحة - والبعض القيل من قبيلة مراد ولم يكن معه قوة تحميه وقد غدر به نتيجة للتواطؤ من بعض المتأمرين النافذين في الجيش القبلي الذي معه.[c1]مجموعة الجمهوريين[/c]وبعد أن قتل الاحمدي ومنطقتنا على مقربة من مكان الحادث ، استطاع نفر من المؤيدين للثورة الانسحاب الى الوراء حتى وصلوا الى منطقة (العبدية) وتجمعوا في ذلك المكان ووصل اليهم من صنعاء الشيخ أحمد عبدربه العواضي وكون مجموعة الجمهوريين وبعد فترة وجيزة انتقل من العبدية الى ابلح وتمركز في منطقة عراش مع مجموعة من مختلف القبائل وأغلبهم تجمعوا مع الشيخ العواضي ومنهم الكثير من ابناء بيحان ومن ال الواحدي وباكازم ولأن فترة البقاء طالت في منطقة عراش الواقعة 21كم جنوب حريب وكون الاتصالات اليومية كانت شبه مقطوعة بين مجموعة الجمهوريين المقاتلين وصنعاء وبدأ يرسل المقاتلين الى عراش وبعض الامكانيات القليلة المتمثلةفي الذخيرة والمواد الغذائية التي يتم احضارها من صنعاء وظلت الحالة على هذا المنوال فترة طويلة.وعندما شعرت بريطانيا بتجمع الجمهوريين على مشارف حريب والتي اصبحت رأس حربة للتأمر ومقراً لتجمع المرتزقة بدأت بإرسال قوة عسكرية الى إمارة بيحان بل ودفعتها الى وادي عين وهي عبارة عن مئات من أفراد جيش الليوي وأربع بطاريات مدفعية بريطانية وتمركزت في شعب مقبل وذلك مقابل القوة الجمهورية التي في عراش وبعد الصدمة التي تعرض لها كل وطني والتي احبطت كل الوطنيين آنذاك بدأت الاتصالات مع العواضي ومجموعته وكان الغرض من الاتصال هي أن يصمد ويثبت في مواقعه رغم أن الاتصالات اليومية قبل وصول الاستاذ محمد عبده نعمان من صنعاء كانت معدومة وأذكر أن كثيراً من العناصر في جيش الليوي كان يدفع ببقاء هذه القوة بل وصل الحد الى استعدادهم الى إرسال بعض الذخائر الخفيفة الى منطقة عراش حيث تتمركز القوة وعندما تسربت بعض المعلومات حول هذه الاتصالات صدرت الاوامر الى الجيش بضرب عراش بالمدفعية وكانت المنطقة متقاربة وتم الضرب وكان الضرب بمدافع الهاون التي لم تؤثر على الجمهوريين أما بطاريات المدفعية والتي كان يقوم بالمسح لها بريطانيون فقد كانت اصاباتها مؤثرة.ونتيجة لذلك تم ترتيب هجوم على بطاريات المدفعية في منطقة (التمرة في مقبل) من قبل مجموعة مختلفة من الجنوبيين الذين انتقلوا الى العبدية ومن الاخوة الجمهوريين وكانت معركة عنيفة استشهد على أثرها الشهيد علي صالح شاجرة العياشي وأحمد محمد الملجمي الاول جنوبي والثاني شمالي وهذا دليل على بداية التحام الثورة على مستوى الساحة اليمنية حيثما وجد من يدعمها وبالمقابل قتل بعض الجنود البريطانيين واصيبوا .وهذه المعركة وهذه التسربات في الاتصالات مع الثورة جعل البريطانيين يسحبون البطاريات من مقبل الخلف وكنت أمثل وهمزة الوصل في هذه الاتصالات لأنني كنت مسئولاً عن احضار الجمال لنقل هؤلاء العساكر وقد استعنت بشخصين ينقلوا الرسائل الى الشيخ العواضي وهم: عيضة ناجع صاحب شقير وعلي أحمد ناصر ابن صوفي وهذا الاخير ما زال على قيد الحياة وأقول بكل صدق وأمانة حسبما أذكر بأن الاتصالات ظلت مستمرة حتى دخلت الثورة الى مدينة حريب بعد بعض المعارك التي حصلت في الطريق بين عراش وحريب التي استشهد فيها بعض الجمهوريين ودخلوا الى حريب رافعين علم الجمهورية العربية اليمنية.ما أريد أن أقوله في هذه المقدمة بأن بريطانيا وانطلاقاً من المستعمرة في عدن اضافة الى عداء حاكم بيحان لكل ما ينتمي الى الثورة كانا أول من طعن الثورة في الاسبوع الاول قبل أن يحصل أي استفزاز من الثورة أو التدخل من أية دولة أخرى وكانت بريطانيا كانت على موعد للتدخل في هذا الوقت ونقلت جميع الاسلحة والامكانيات والدليل على ذلك سرعة إرسالها للذخائر والاسلحة والامكانيات لإجهاض أية محاولة للثورة في المنطقة الشرقية وذلك ليسهل عليها مد التأمر الى مشارف صنعاء واجهاض الثورة قبل أن يقوى عودها في المنطقة.[c1]مخاوف الامير[/c]وقد نقل الباحث الامريكي جون وليامز ال جود في أطروحة الدكتوراة التي قدمها الى جامعة تكساس عام 2991م بعنوان سنوات بريطانيا العشر الاخيرة في الجنوب العربي وترجم المركز العربي للدراسات الاستراتيجية اجزاءاً منها في الفصل السابع نص محادثة جرت في 92 أغسطس 3691م بين أمير بيحان ونيجل فيشر وزير الدولة لشؤون المستعمرات عبر خلالها الامير عن مخاوف كبيرة وشكوك تجاه امكانية صمود الاتحاد الفيدرالي أمام هجمات انصار الجمهورية في المحميات وأشار الباحث الى ذكاء أمير بيحان..لقد أخترت هذه الكلمات الصادقة وهي رؤوس أقلام مما حصل لأن كثيراً من الكتاب الذين تناولوا بداية ثورة 62 سبتمبر لم يذكروا باستفاضة ما حصل في إمارة بيحان وأن بريطانيا وحاكم بيحان كانا الحربة الاولى التي وجهت الطعنة للثورة اليمنية.عندما سقطت مدينة حريب في أيدي المتأمرين الذين عقدوا الصفقة في بيحان في الاسابيع الاولى للثورة واصبحت قاعدة للتأمر على الثورة تستقبل السلاح والذخائر والفلوس والسيارات من بريطانيا وتنقلها الى أماكن متعددة في المناطق الشرقية على المرتزقة .انتقلت مئات الاسر من أهل مدينة حريب الى وادي عين مسقط رأس الشاهد ولم يبق إلاّ المرتزقة يتحركون فيها ويتأمرون ضد الجمهورية.وبعد لجوء مواطني حريب الى عين توزعوا على الاسر بكل ترحاب وذلك لعدة أسباب منها:أولاً : المنطقة واحدة.ثانياً : إن هؤلاء الناس كانوا مناصرين للثورة في صنعاء وقد استقبلوا لدى المواطنين في عين بكل ترحاب وظلوا في عين فترة طويلة جداً ومنهم كثير من الشباب المناضلين الذين كانوا ضمن الخلايا التي سوف نورد تفاصيل عنها لاحقاً..وكون الجمهوريون قد أنتصروا بدخولهم مدينة حريب عن طريق العبدية - أبلح وطردوا فلول الملكيين منها وتم رفع راية الجمهورية العربية اليمنية على الدور الرسمية والشعبية عاد الكثير من الاسر من منطقة عين الى مساكنهم في حريب مستقبلين قوات الجمهورية المحررة بكل ترحاب والتي نظفت المدينة الاستراتيجية آنذاك من فلول الملكيين وقد أستقبلهم في المدينة العواضي والاستاذ / محمد عبده نعمان بعد دخولهم منتصرين رافعي راية الثورة اليمنية.[c1]تشكيل خلايا المقاومة[/c]وفي أثناء وجود بعض هؤلاء الشباب المناضلين في عين واحتكاكنا بهم كان لابد من تشكيل خلايا سرية لمواجهة أعداء الثورة في إمارة بيحان ومنطقة عين والتي انتقلت قوى الملكيين بعد تحرير حريب إليها وكان هؤلاء الشباب من مدينة حريب تربطهم علاقات تجارية وسياسية ببعض الثوار في صنعاء.وقد بدأ تشكيل خلية عين في غاية السرية نتيجة لقوة نفوذ أمير بيحان وذكائه وكانت على النحو التالي :الشهيد أحمد محمد الدفيعة من الافرح وادي عين ، الشهيد سعيد عبدالله العولقي من عطوة وادي عين، محمد داؤود الشاجري من مدينة حريب ، الاستاذ عبدالقادر أحمد الحبشي مدير مدارس وادي عين ، عبدالرزاق مهدي تاجر من حريب ، عوض عبدالله المصري من مدينة حريب ، عبدالله عمر الدفيعة الغانمي - من الافرح وادي عين ، زحمد علي محسن من وادي عين.هذه الخلية كانت خلية قيادية يرأسها الشهيد أحمد محمد الدفيعة انبثقت عن هذه الخلية خلايا صغيرة بعد فترة إختبار لا تقل عن ستة أشهر من ضمن اعضائها.الخلية الاولى :أحمد صالح شاجر من الأمن شقيق الشهيد مقبل ، علي زين الله الواقزي الاحول من الامن ، علي السوادي من الامن ، مساعد علي مقبل من تمرة ، صالح علي برقوص من تمرة ، محمد أحمد صالح مقبل من تمرة ، الشهيد أحمد علي هشلة من الحجب ، صالح شولان الاسلمي من عطوة .الخلية الثانية:1- عبدالله الوهبي الاسلمي من عطوة ، محمد عبدالله بن علي الفقير ، الشهيد حسين علي بن هشلة ، المساعد الصحي صالح عبدالله الاحول ، عبدالله علي أحمد الاحول ، الشهيد أحمد ناصر حسين .وكانت هذه الخلايا من عناصر مستقلة وغير منظمة في الجبهة القومية وإن لم يكن مستبعداً وجود خلايا منظمة لها.وفي عسيلان شكلت خلية سرية قيادية عرفت منها في وقت لاحق:صالح ناصران ، علي بن ناصر حصيان ، أحمد الرمادي ، حسين الهقل ، علي الطيارة الحارثي ، الشهيد حيدر بن علي بن منصر وأخرين ..[c1]خلية بيحان القصاب:[/c]عرفت منها: الشهيد أحمد عبدالقادر سيف ، الشهيد عبدالقادر سيف ، الشهيد علي عبدالرب لصور من قوات الأمن إشارة ، محمد عبدالقادر الرملي ، صالح أحمد الفاطمي ، عبدالقادر محمد جبر ، عبدالعزيز محمد الباكري ، علي حسين الزهماء ، مبارك حسين الزعبة ، محمد قاسم أحمد الفقير ، صالح محمد مطهر وآخرين لا أعرفهم.بعد إكتمال هذه الخلايا كان لسجن بعض أفرادها منهم كاتب هذه السطور بين فترة وأخرى من قبل أمير بيحان الهبيلي ولم يلبثوا سوى فترة بسيطة حتى يتم اطلاقهم بعدها لعدم اختراق الخلايا ، وظلت هذه الخلايا الثلاث على إرتباط مستمر فيما بينها.[c1]بداية العمل العسكري[/c]خلية عين: يقوم رئيسها الشهيد الدفيعة بالتنسيق مع خلية بيحان وعسيلان بينما اعضاؤها الاخرون لا يعرفون شيئاً وقد تم إحضار بعض الاسلحة منها المتفجرات و (تي . إن . تي) وألغام مضادة للأفراد وقابل يدوية من صنعاء أو من مأرب حيث حملت على جملين بمساعدة أحد الاشخاص من قبائل ال عقيل في حريب.أورد الباحث الامريكي جون وليامز ال جود في بداية الفصل الثامن نقلاً عن برقية أرسلها تريف سكس المندوب السامي في عدن الى ساندس وزير المستعمرات حينذاك بتاريخ 31 ديسمبر 3691م أن قنابل يدوية من ذات النوع الذي رمي عليه في خورمكسر يجري تهريبها عبر الحدود اليمنية الى أراضي الاتحاد .الجمل الاول وصل الى مدينة حريب ونقل حمولته العضو عبدالرزاق مهدي الى الافرح في منطقة عين على سيارة وسلمه للشهيد الدفيعة رئيس الخلية وبدأ تدريب بعض أفراد الخلية وكنت أنا منهم وذلك على استعمال هذه الاسلحة الغريبة آنذاك.والجمل الثاني الى بيحان عسيلان ومعه أحد اعضاء خلية عسيلان الذي وشى بزملائه نتيجة لإتفاق بينه وبين نائب أمير بيحان الذي سوف نورد تفاصيله وتم تخزين هذه الكمية في بيحان عسيلان (جو جعيره) بمعرفته وهو يعرف أفراد الخلية في عسيلان كاملة ويعرف الدفيعة من مجموعة عين فقط.وكان التنسيق قد تم بينه وبين نائب أمير بيحان حتى وصول هذه الكميات وفي الوقت المحدد تحركت قوة الى عسيلان وقبض عليه للتمويه وكأنه ضغط عليه وقادهم الى مكان الاسلحة التي هي عبارة عن (ألغام - متفجرات- قنابل) وكان الدفيعة يتواجد في بيحان فتم القبض عليه فوراً ومن حسن حظنا بأن أحد عمال الاشارة في وادي عين وهو عضو في خلية بيحان ألتقط الخبر عن طريق الاجهزة وأبلغ العضو عبدالله عمر الدفعية بما حصل ولأن عبدالله عمر يعرف بكمية الاسلحة ومكان إخفائها تحرك فوراً ونقلها مع اثنتين من النساء وما زالوا جميعاً على قيد الحياة ونقلها بالتفتيش إلاّ أن الكمية كانت قد أخفيت وعادوا الى بيحان خائبين.تم تعذيب الشهيد الدفيعة تعذيباً قاسياً كونهم متأكدين من صحة المعلومات ولم يدل باسم أي شخص من خلية عين أو المتعاونين أو السلاح وكل المواطنين يعرفون التعذيب الذي تعرض له من قبل أمير بيحان.ثم نقلوه إلى رأس مربط في عدن لمزيد من التعذيب بعد ان اعتقلوا جميع اعضاء خلية عسيلان ونقلوا العضو الخائن معه بغرض التمويه وحتى يعود إلى صنعاء لمزيد من العمالة.وفي اثناء نقلهم من مطار عدن إلى سجن رأس مربط قفز العضو المشار عليه من السيارة وهرب وكأنه يشكل بطولة خارقة انتهت هذه الرواية ولكن كيف عرفت بهذه التفاصيل، عندما اسقطنا امارة بيحان وتم الاستيلاء على الوثائق وجدنا صوراً من عدد ضخم من المذكرات بقلم سكرتير امارة بيحان السيد عبدالله المؤيد مرسلة إلى أمير بيحان الذي كان يومها في أوروبا يوضح فيها كل تفاصيل الصفقة التي عقدت مع ذلك العضو من الألف إلى الياء تفاصيل اخرى لا أذكرها لان الوثيقة انتقلت من شخص إلى آخر واستقرت لدى صالح ناصر كونه اكثر من تعرض مع الدفعية للتعذيب .وفي عين تم القبض على الشهيد سعيد عبدالله العولقي للشك في نشاطه الوطني وأحمد طاسان الشريفي وظلا مسجونين مع اخرين وكانوا يتعقبون علاقتهم مع الدفيعة خارج الخلية ولكنهم لم يكونوا في الخلية عدا العولقي .[c1]عمليات فدائية :[/c]وعلى الرغم مما تعرضت له خلية عسيلان من خيانة وقبض على افرادها جميعاً على الشهيد أحمد الدفعية رئيس خلية عين إلا أن العمليات العسكرية استمرت من قبل خليتي عين وبيحان فقد ترأست أنا خلية عين وظلت الخلية مكتملة بكل اعضائها وقد تم القيام بعمليات عسكرية عديدة اذكر منها :[c1]*[/c] تفجير عشرات القنابل على مقرات الحاكم العسكري في عين وقام بتنفيذ جزء منها محمد عبدالله العوذلي عامل لاسلكي في عين ، علي عبدالله الاصور احد اعضاء خلية بيحان وهو عامل لاسلكي ايضاً ومحمد عبدالقادر الرملي عامل لاسلكي ـ أنذاك ـ وأحمد صالح شاجرة وأحمد علي محسن وعلي محسن الأحمر الاحمري من مقبل الشمال.[c1]*[/c] القيام بعملية نوعية ضد المرتزقة وهم من منطقة رداع الذين قاموا بخطف المذيع عبدالرحمن دينيش والذي كان خطابه الإعلامي مركزاً على شريف بيحان فعند عودة هؤلاء المرتزقة من بيحان بعد استلام الجائزة تعرضوا لالقاء قنبلة عليهم في منزل شخص يدعى جابر العطير في منطقة الحجب وادي عين إلا أن احداًمنهم لم يمت .[c1]*[/c] القاء قنبلة على سينما معسكر بيحان التي كان يرتادها البريطانيون وانفجرت ونتج عنها مقتل ستة بريطانيين واصابة اخرين وكان لهذا الحدث اثره الكبير وانتشر على العالم حيث اذيع في اذاعة لندن والقاهرة واذاعات اخرى واشير بأن هذه القنبلة سلمت لاحد اعضاء العناصر الوطنية في جيش الليوي واذكر ان اسمه الحداد صف ضابط وذلك من قبل الشهيد احمد الدفعية قبل القاء القبض عليه[c1]*[/c] قنبلة سلمت لعبد القادر الزهماء وفجرت في بيحان .[c1]*[/c] الهجوم على إدارة حاكم بيحان بالبوازيكوقد قام به الشهيد عبدربه سالم المذب ، والشهيد عبدالله مسعد العمري .[c1]*[/c] قام العضو القيادي عبدالقادر الحبشي وعن طريقه سلمت لعنصر من الحرجة وتم تفجيرها .[c1]*[/c] قام العضو القيادي في خلية بيحان عبدالعزيز محمد الباكري بمحاولة وضع لغم فردي لمكتب حاكم بيحان إلا ان اللغم انفجر اثناء المحاولة ونتج عنه بتر يدي العضو واصابة احد عينيه ومازال على قيد الحياة والاثار ظاهرة عليه وقد سهل له الدخول إلى مكتب الحاكم نتيجة للعلاقة الاسرية التي تربطه به ولم يدل بأية معلومات عن زملائه في الخلية بعد الحادث .[c1]*[/c] سلمت قنبلة يدوية لاحد العناصر الوطنية في جيش الليوي في معسكر عين وقذفها في السينما التي يرتادها البريطانيون خاصة وقتل عدد منهم واصيب آخرون وهذا الحدث ايضاً تناقلته وكالات الانباء حينها منها اذاعة لندن والقاهرة.[c1]*[/c] قنبلة تم تفجيرها في منزل حاكم العلياء من قبل صالح محمد مطهر اثناء ماكان الحاكم في اجتماع مع المندوبين الساميين واحد وزراء حكومة الاتحاد .[c1]*[/c] نسف جزء من مقر حاكم وادي عين بالديناميت " تي ـ ان ـ تي " قام بها كاتب هذه السطور وهو اعضاء خلية عين .ونتيجة لاستمرار الانفجارات التي القيت على مقر حاكم عين ولعدم اكتشاف المنفذين صدرت اوامر بمنع التجول من بعد صلاة المغرب إلى صباح اليوم التالي ، كما تم حجز كل العناصر الذين يحملون السلاح في القرية سواء كانوا في الحرس الاميري أو الحرس الخاص الذي شكل لمقاومة الثورة وكذلك حجز البعض من القرية ولم يبق إلا الاطفال والنساء حيث تم حجز ما يقارب خمسين شخصاً من القرية ونقلهم إلى بيحان ووضع البعض منهم في السجن والبعض الآخر توقفوا في امارة بيحان التي يفصل بينها وبين منطقة عين 25 كيلو متر .ونتيجة لان بعض افراد خلية عين لم يكونوا من الحجب ولم يعتقلوا ضمن المعتقلين فقد ظلوا يواصلون عملهم مع الاعضاء من حريب وكان مهمتهم نقل القنابل من حريب إلى بيحان وتسليمها لبعض العناصر من خلية بيحان أو العناصر الوطنية من جيش الليوي الذي تم التنسيق معهم .[c1]دور القطاع الطلابي[/c]مثل القطاع الطلابي عنصراُ اساسياً في تركيبة النسيج الاجتماعي للشعب اليمني سواء في شمال الوطن أو جنوبه ، وبمثل ماكان للحركة الطلابية دوراً حيوياً وفعالاً في تأجيج مشاعر الشعب والتهيئة لقيام الثورة المجيدة 26 سبتمبر وسقوط النظام الامامي إلى الابد في شمال الوطن كان هناك دوراً حيوياً للقطاع الطلابي في جنوب الوطن على مستوى مدينة عدن الباسلة وبقية مناطق جنوب الوطن الاخرى ساعدت جنباً إلى جنب مع العمل الفدائي البطولي والرفض الشعبي العام للاحتلال وكان لمنطقة بيحان دور مشهود في ذلك يعرفه الكثيرون لاسباب عدة منها :[c1]*[/c] تواصل المنطقة بحدود شمال الوطن وخاصة مدينة حريب والبيضاء التي شهدت معارك ضارية للدفاع عن الثورة والجمهورية .[c1]*[/c] كون بيحان كانت منطقة لكثير من نشاطات الملكيين المعاديين للثورة وغيرهم من المرتزقة في ذلك الحين .[c1]*[/c] وجود ارتباطات وعلاقات قديمة لاعداد كبيرة من انصار النظام الامامي في المنطقة مما ساعد على الانتقال بسهولة من وإلى هذه المنطقة .[c1]*[/c] الاغراءات الكبيرة التي كانت تعرض من قبل اعداء النظام الجمهوري .لهذه الاسباب وغيرها كان لبعض الشخصيات من ابناء المنطقة سواء من المثقفين او ابناء القبائل دوراً ايجابياً ومحرضاً ومشجعاً مما دفع بعدد كبير من طلاب المدارس الابتدائية والاعدادية حين ذلك للخروج في مظاهرات من وقت لاخر للتنديد بنشاطات المرتزقة ضد ثورة 26 سبتمبر وتأييد لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر من ردفان وكانت السلطات في ذلك الوقت تقوم باعتقال الطلاب بين فترة واخرى ولاتفرج عنهم إلا بضمانات من اسرهم لعدم تكرار ذلك لم يتم الاستماع والانصياع لعدد من المحرضين من الشخصيات الاجتماعية والوطنية في المنطقة التي كانت تعيش حالة من الفوران والثورة على الاستعمار وعملائه وفي اوائل عام 1966م كان هناك تجمعاً كبيراً في منطقة بيحان من الافراد والعتاد للمرتزقة الذين كانوا يعدون العدة لهجوم كبير على مدينة حريب وما جاورها مما دعا طلاب المدرسة الاعدادية في مدينة العلياء للقيام بمظاهرات وهتافات على طول منطقة وادي بيحان وقد قوبلت هذه المظاهرات برد عنيف من قبل الشرطة المحلية وتم القاء القبض على عدد كبير من الطلاب خلالها وزج بهم في السجن واذكر منهم الاخ محمد علي محسن الاحول وعبدالعزيز محمد الباكري وأحمد ناجي علوي وصالح عبدالله حسين الاحول وغيرهم واستمرت هذه المظاهرات من قبل بقية الطلاب للمطالبة بالافراج عن زملائهم طوال فترة الثلاثة الاشهر التي امضوها في السجن .ورغم التعاطف الشديد من قبل كل الشرفاء والوطنيين مع هذه المجموعة من الشباب ما اشارت اليه برامج اذاعة صنعاء الموجهة والمؤيدة للقطاع الطلابي ورغم ان الاستعمار كان يلفظ انفاسه في ايامه الاخيرة إلا ان الجميع فوجئو بقرار وزير المعارف في حكومة الاتحاد ماكان يسمى بالجنوب العربي آنذاك مدعوماً من وزير الداخلية بفصل هذه المجموعة كاملة من المدرسة وعدم السماح لهم بالدراسة او مواصلة دراستهم في أية مدرسة اخرى في جنوب الوطن .[c1]الجبهات على بيحان [/c]كانت هناك بعض الجبهات الوطنية التي تقوم بغارات على امارة بيحان ومنطقة عين وتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية على بعض الاهداف وتغادر المنطقة .. اذكر من هذه الجبهات:[c1]*[/c] جبهة الجملية:التي كان يرأسها من بداية الكفاح المسلح الأخ علي ناصر محمد حسني ويعاونه المرحوم عبدربه ناصر الرقابي والذين قاموا بالترتيب ونقل اسلحة من تعز بعد التدريب عليها إلى الجملية وعندما اطمأن علي ناصر محمد على سلامة المنطقة غادر إلى عدن وترك الاسلحة لدى الرقابي .. وبعدها ظل الكر والفر من قبل هذه الجبهة على بيحان .[c1]*[/c] جبهة القويم : كانت تقوم هذه الجبهة بغارات مزدوجة على امارة بيحان وعلى مركز عين لان جبل القويم يقع بين المنطقتين واذكر على سبيل المثال كوني لم اكن على ارتباط مباشر بهذه الجبهة إلا أننا كنا نتابع اعمالهم بدافع وطني .. وأذكر من هذه العمليات .[c1]*[/c] الهجوم على ادارة حاكم بيحان بالبوازيك وقد قام به الشهيد عبدربه سالم المذب والشهيد عبدالله مسعد العمري .[c1]*[/c] الهجوم على منزل حاكم عين بالبوازيك وقام بالعملية مجموعة من القويم والبيضاء وعين .اضافة إلى القيام باعمال المقاومة التي سبقت قيام الثورة من هذه الجبال والجبال المجاورة لها بالاغارة على مراكز البريطانيين وعلى شاكلتهم وكانت بصورة مستمرة لفترة طويلة واذكر ان من بين من كان يقوم بهذه الغارات الشهيد أحمد بن هشله أحمد الاحول من منطقة عين وكثير من العناصر التي بجانبه، وقد ذكرت هذا الشخص دون سواه لكونه استشهد في الصدامات .[c1]وضع مدينة حريب عام 1966م [/c]بعد عودة ابناء حريب إلى منازلهم حصل تأمر رهيب على هذه المدينة مرة اخرى وتم تجميع مئات من المرتزقة الملكيين ودفعت مبالغ ضخمة واسلحة وقاموا بالهجوم على مدينة حريب في الوقت الذي كانت هذه المدينة معزولة عن الاتصالات بصنعاء نتيجة للكر والفر بين الملكيين والجمهوريين آنذاك ماعدا منفذ عن طريق العبدية رداع.وقد استطاعت جحافل المرتزقة الاستيلاء على المدينة رغم المقاومة التي ابداها المناضلون من ابناء بيحان وباكازم ابين والبيضاء ومجموعة المدافعين من مختلف المناطق الشمالية والذين قتل منهم عشرات الاشخاص وبعض من بيحان والبيضاء من ابناء باكازم أبين حيث استشهد منهم :عبدالله بن علي الشريفي من منوى وصالح مبارك الشريفي من منوى ومحمد صالح نشرم من باكازم وصالح محمد الصعيدي من باكازم وأحمد سعيد المربعي من باكازم وسالم علي البرمة البسامي من باكازم والهامل محمد والاصبع من باكازم وصالح سالمين الجراد من باكازم وجرح منهم احمد حيدرة محمد وعبدالله بابا والاعوج سالم الحاقي ومحمد الحميدي السعيدي ومحمد الحيدري كما تم اسر ثماني عشر شخصاً منهم سالم علي العشمي ومحمد سالم المسعودي ومحمد حيدرة الكازمي وعبدالله سالم لشرخ وتم نقلهم جميعاً من قبل بريطانيا من بيحان إلى عدن على طائرة وتم سجنهم في عدن ولم يطلقوا إلا بعدالاستقلال .كما قتل من الجانب الملكي اعداد مماثلة ولم يدخلوا إلا على اشلاء المقاومة العنيفة التي شهدتها المدينة التي لم يسبق لها مثيل وكان الضباط السياسيون البريطانيون في منطقة شقبر يديرون العملية بالطرق العسكرية الحديثة التي مكنت المعتدين من الوصول إلى هدفهم وبهذا اريد التأكيد على ان بريطانيا تدخلت تدخلاً مباشراً في محاربة ثورة 26 سبتمبر وان المقاومة أكدت واحدية الثورة في كل المعارك التي خاضها اليمنيون ، وللتوضيح فأبناء هذه المدينة تجار وداعمون للوطنيين والجمهورية ولكنهم لم يكونوا من المقاتلين المؤهلين وكانوا يعولون الدفاع عن المدينة من قبل الحامية وبعض القبائل التي استطاع المال ان يغير ولاء البعض منهم للجمهورية أما البعض الاخر فقد قاتل مع الحامية قتال الابطال وأذكر منهم آل طالب بن أحمد "الاشراف" ، ومرة اخرى في عام 1966م انتقل جميع ابناء هذه المدينة إلى منطقة عين وهذه المرة بداوا ببناء بعض المنازل الصغيرة ونقل تجارتهم إلى عين وكل العناصر الوطنية المنتمية إلى خلية عين منهم ظلت على ولائها وحركتها باحضار الاسلحة والقنابل من صنعاء .[c1]سقوط المناطق[/c]بعد ان تجمع ما لايقل عن ثمانين شاباً في السجن عندما فقد الحاكم صوابه ورمى بهم وكان من بينهم بعض العناصر من هذه الخلايا وجميع اعضاء خلية عسيلان وآخرون ليس لهم علاقة بالخلايا .. اهتز الحكم في امارة بيحان كما اهتز في الامارات الاخرى على مستوى جنوب الوطن المحتل آنذاك وكان لابد من اسقاط بعض المناطق في هذه الامارة وقد حصل .ففي اغسطس عام 1967م تم استغلال ظروف معينة لاداعي لذكرها وحوصر مقر الحاكم وهو في الخارج، وقطعت الطريق إلى بيحان وتم دفع كل العناصر في الخلايا التنظيمية والقبائل والمتعاطفين وتم تكليف عنصرين من خلية عين وهم عوض المصري وعبدالرزاق مهدي بتجهيز اعلام الجبهة القومية ورفعت في المدينة وتمت محاصرة الحامية في المنطقة وكان حاكم المنطقة في بيحان حينها قد جمع قوة لابأس بها اغلبها من الملكيين وتوجه إلى عين وفي منطقة الغرفة اصطدم مع المناضلين الذين كانوا بانتظار وصوله وجرت معركة سقط فيها احد الشهداء وهو أحمد صالح النجار من ابناء مدينة حريب ورد الحاكم على اعقابه إلى بيحان وقد عرف المساجين الذين كان على رأسهم الشهيد أحمد الدفعية وصالح ناصران وآخرون عن طريق عمال الاشارة بما يحصل في عين وقاموا بكسر القيود والابواب داخل السجن .وفي مساء ذلك اليوم الذي يعتبر انعطافاً تاريخياً في المنطقة سلم الحاكم وهو نائب امير بيحان المنطقة إلى اربعة من مشائخ بيحان هم : أحمد عبدالقادر سيف والشهيد ناجي علوي الفاطمي .. واخرون .وكان لحركة المساجين الدور الرئيسي لتعزيز موقفنا في عين ذلك بأن الحراسات التي على السجن رفضوا اطلاق النار على المساجين كون هؤلاء المساجين من مختلف قبائل بيحان وابلغوا بأنهم لايستطيعون تحمل قتلهم في هذا الوضع . . لذا سلم الحاكم وغادر إلى مسقط راسه النقوب ثم إلى خارج اليمن بحراسة جيش الليوي .هناك نقطة لابد من الاشارة اليها وهي ان كثيراً من عناصر جيش الليوي كانوا على علاقة وثيقة مع الخلية في بيحان وعين وكان التنسيق قد تم من قبل سنوات وعند انتقالهم من المنطقة كانوا يسلمون العناصر الموثوق بها إلى رئيس الخلية في المنطقة واستمرت العلاقة ولاننكر دورهم لكنهم لم يسقطوا المنطقة والذي اسقطها هم ابناء الخلايا والمواطنين .وقد قامت مظاهرة في سوق بيحان وشارك فيها الكثير من العناصر الوطنية من جيش الليوي وكانت مرادفة لما حصل في عين وما حصل داخل السجن .وفي اليوم الثاني لسقوط المنطقة ومغادرة الاسر الحاكمة إلى مقرهم في النقوب وصل المناضلون من جبهة الجملية وعلى رأسهم المرحوم عبدربه ناصر الرقابي وآخرون .. وارادوا ان يتوجهوا إلى النقوب والاستيلاء على الاسلحة المخزنة في هذه المنطقة التي كانت مستودعات الملكيين لضرب الثورة في صنعاء ، وفي هذه الحالة تحركت كتيبة من جيش الليوي واوقفت هذا التحرك مما يدل دلالة قاطعة بأنهم معنيون على حماية هذه الاسرة حتى تغادر امارة بيحان وقد حصل ذلك .قد يتساءل القارئ ماهي صفة الخلايا .. هل هي جبهة تحرير .. أو جبهة قومية .. أو خلافة ؟والحقيقة للتاريخ بأن الكثير منهم لم تكن روابط تنظيمية مع أية جبهة في البداية وقد يكون هناك عناصر في البداية متعاطفة مع هذه الجبهة أو تلك ولكنه في الآونة الاخيرة بدأنا استلام منشورات الجبهة القومية عن طريق بعض الشباب المنظم فيها من جيش الليوي أو بعض افراد الخلايا الذين كانت لهم علاقات في عدن ويذهبون إلى هناك ويحضرون هذه المنشورات أو افراد الاشارة من الحرس الاتحادي الذي سبق ذكر منهم وقد تم التعاطف مع الجبهة القومية قبل سقوط المنطقة بفترة تصل إلى أشهر وليس إلى سنين .. ولم يأت سقوط المناطق إلا والكثير مثقفون بالانتماء إلى الجبهة القومية وبعد سقوط المنطقة بنصف شهر وصل المرحوم محمد علي هيثم ولم يواجه اية مشكلة كون الشباب نظمهم الكفاح المسلح وشكل خلايا تنظيمية للجبهة القومية ببيحان كان عمادها هذه الثلاث الخلايا ، وتم تشكيل لجان إصلاح في كل المناطق من الشخصيات الاجتماعية لتسيير شؤون المنطقة وتشكيل الحرس الشعبي للحماية ، وهذا دليل على ان العملية كانت شعبية تنظيمية وليس بقوة جيش أو شرطة وظل الحرس الشعبي ولجنة الاصلاح تسير امور المنطقة حتى اعلان الاستقلال .وبعد .. هذه صورة من صور المقاومة والرفض للاستعمار والاحتلال وتأييد الترابط بين ابناء الوطن اليمني الواحد في الشمال والجنوب مستهلين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى " وهذه خطوات مضيئة على طريق اعادة وحدة الوطن الواحد وحقائق للتاريخ لابد من الاشارة اليها وتسجيلها حتى يكون افراد المجتمع اليمني واجياله القادمة على علم بها واخذ الدروس والعبر منها .