قصة انتشار زراعة القات في اليمن
[c1]من عام 1873أصبح مضغ القات عادة شعبية[/c] مصادر مختلفة:يحتل القات أهميه خاصة في عدد من دول العالم ومنها اليمن ليس بسبب كونه محصولاً زراعياً فحسب، ولكن لكونه ظاهرة اقتصادية واجتماعية وصحية. وهـو يعـرف بالاسـم العلمـي "Catha edulis F.”، و "catha” مشتقة من التسمية العربية (قات) و edulis تعني أنه صالح للأكل أو التناول. وينتمي القات إلى عائلة Celastrineae التي تضم أكثر من 75 نوعاً (المنظمة العربية للتنمية الزراعية، 1998). وتعتبر الحبشة هي الموطن الأصلي للقات. ظلت عادة تناول القات محصوره في أوساط طبقة الأشراف والسادة وكذلك أصحاب المال حتى عام 1803م بسبب غلاء سعره (شوبن، 1979م). وقد ازداد الطلب على القات وتوسعت زراعته في القرن التاسع عشر بسبب سياسة الضرائب الجائرة التي مارسها الحكم العثماني على المحاصيل وخاصة البن، مما حدا بالعديد من المزارعين إلى ترك الأرض وإهمالها والتخلص من أشجار البن هروباً من الضرائب . وقد استمرت هذه السياسة على نحو أكثر حدة من قبل الحكام الذين تعاقبوا بعد الحكم العثماني، الأمر الذي ساعد على استبدال أشجار البن بأشجار القات خصوصاً وأن الضرائب لم تكن قد سنت بعد على زراعة القات.اعتباراً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، توسعت زراعة القات، وأصبح من المحاصيل الهامة في اليمن وتدل البيانات على أنه كان ينقل ما مقداره حمل ألف جمل سنوياً إلى مستعمرة عدن لوحدها خلال هذه الفترة (شوبن، 1979م).ويشير شوبن (1979م) أيضاً إلى أن مضغ القات أصبح عادة شعبية اعتباراً من عام 1873م حيث توسعت زراعته حتى وصلت إلى حراز وحفاش وأصبح أهم محصول زراعي في اليمن، ومنذ بداية القرن العشرين دخل ضمن فئات المستخدمين للقات أفقر الفئات الاجتماعية بما في ذلك النساء والطلبة. كان التوسع الكبير في زراعة القات بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بسبب انفتاح البلاد وظهور الأسواق وأتساع الهجرة إلى المدن وإلى خارج البلاد وتأثير ذلك على زيادة دخل الفرد بسبب الهجرة وعائدات المغتربين التي كانت تصرف على شراء الكماليات وتعاطي القات وبناء المساكن في ظل عدم وجود أية مشاريع أو خطط تنموية استثمارية من شأنها تسخير هذه التحويلات لرفد الاقتصاد الوطني (السعدي، 1983م). وقد لخص محـرم (1996م) أسباب انتشار زراعة القات كالتالي: -1 عدم وجود سياسة واضحة للتعامل مع القات. -2 العائد الكبير من زراعته بالمقارنة مع المحاصيل الأخرى. -3 تحمَل القات للجفاف وتدني خصوبة التربة. -4 نجاح زراعته في الأراضي الهامشية. -5 متطلباته المحدودة من المدخلات الزراعية. -6 سهولة خدمته وحاجته لعمالة أقل. -7 توفَر أسواق جاهزة لتصريفه. -8 وجود أسعار لأنواع القات ترضي مختلف فئات المجتمع. -9 إمكانية الحصول على أكثر من قطفة من وحدة المساحة في العام. -10 ارتباط القات بالأنشطة الاجتماعية (صارت جلسات القات أماكن للقاءات وحل المشاكل). تأثير القات المنشط (حيث أدى إلى انتشار مضغه بين أوساط الشباب والطلاب والعمال)، بالإضافة إلى انحسار الزراعة المطرية والزراعة المعتمدة على الري بمياه السيول، وتحول الزراعة اليمنية إلى الزراعة من أجل السوق وما رافق ذلك من انتشار لمشاريع حفر الآبار والتوسع في زراعة المحاصيل المروية والنقدية بغرض تسويقها في المدن. وقد كان لانتهاج الحكومة سياسة دعم استيراد المواد الغذائية، وتوسع برامج الدعم الغذائي من البرامج الدولية والدول الصديقة، أثراً بالغاً في انحسار زراعة الحبوب والاستعاضة عنها بالحبوب المستوردة لصالح محاصيل أخرى على رأسها القات .
القات.. مصيبة اليمنيين!