صورة اليمن في كتابات الغربيين
عدن / نوال مكيش :صدر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر كتاب بعنوان «صورة اليمن في كتابات الغربيين “دراسات في تمثيل الآخر» في 125صفحة للدكتور مسعود عمشوش،استاذالأدب المقارن بكلية الآداب . وأحتوى الكتاب على مقدمة استعرضت الاتجاه الفرنسي في النصف الأول من القرن العشرين في الأدب المقارن بشكل واسع لمجال جديد من مجالات البحث يعنى بدراسة صورة الشعوب والبلدان في كتابات الآخر وهو مايسميه المقارنون صورة الآخر الأجنبي أو الصور اتولوجية وفي النصف الثاني من القرن اهتم أساتذة الدراسات الثقافية بقضايا الهوية وتمثيل الأخر من خلال التركيز على الأبعاد الإيديولوجيةوالامبريالية والغرائبية التي تتضمنها مختلف النصوص التي كتبت في الحقبة الاستعمارية . كما أحتوى الكتاب على صورة المرأة اليمنية في كتابات المرأة الغربية (1934 - 1957م) وأوضح أنه من مطلع القرن التاسع عشر وحتى اليوم لاتزال اليمن تجتذب كثيرا من الرحالة والباحثين الأجانب الذين يأتون إليها من أوروبا وأمريكا وروسيا واليابان ليس فقط للبحث عن الطريق القديم لتجارة البخور والقطع الأثرية ولكن بهدف جمع المعلومات الانتربولوجية عن سكانها والخلفية الاجتماعية والفكرية والدينية لمئات الألوف من المهاجرين اليمنيين والمولدين اليوم في بلدان جنوب شرق أسيا وشرق أفريقيا والخليج العربي ومناطق أخرى كثيرة من العالم . وتناول الجزء الأول من الدراسة المرأة ضحية للعادات الاجتماعية والرجل والجهل والظروف الاقتصادية ،وفي الجزء الثاني صورة المرأة الأنثى التي وضحت عادات المرأة اليمنية وملابسها وزينتها ومعتقداتها وعلاقتها مع المجتمع أما الجزء الثالث فكشف الأبعاد الفنية والخيالية في صورة المرأة اليمنية ودور الخطاب النسوي الغربي في تشكيل تلك الصورة .كما أحتوى على صورة اليمن في كتابات الرحالة الألماني هانس هيلفريتس (1913م - 1935م)التي تضمن كمًا هائلاً من المعلومات حول مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والثقافية والفنية والاقتصادية في اليمن ،كما أوضح لنا بأن كتابات هيلفريتس حول اليمن تحتوي على أبعاد فنية واسعة تفسر النجاح الكبير الذي حظيت به في كثير من لغات العالم وتجعلنا نرى في مؤلفها احد ابرز كتاب أدب الرحلات في القرن الماضي مدللاً ذلك بصور. كما احتوى الكتاب على صورتين لعدن في كتابات بول نيزان استعرضتا مرحلة أقامته في عدن حيث انبهر بول بالبحر والجبال ولحج الخضراء فرسم لعدن صورة جميلة في الرسائل التي بعثها إلى صديقته هنريت الفن في عامي 1927-1926م التي تبرز عدن كالفردوس المفقود وقد تم العثور علية مرة أخرى وعرض الجزء الأول من الدراسة محاولة تحديد الأسباب التي دفعت في 1926طالب الفلسفة الشاب للسفر إلى عدن والعمل فيها أما الجزء الثاني فأوضح دراسة الطريقة السلبية التي يصف بها نيزان المدنية وفي نفس الوقت الوقوف أمام الطبيعة الهجائية والسياسية لكتاب “عدن العربية”وتقديم تحليل سريع للأثر الذي تركه الخطاب الهجائي السياسي في الصورة التي رسمها نيزان لعدن في هذا الكتاب .كما أحتوى الكتاب على بلقيس ملكة سبأ في كتابات الرومانتيكيين الفرنسيين (دي نرفال _فلوبير -نوديه) واستعرضت هذه الدراسة في الجزء الأول أهم المصادر التي وظفها الرومانتيكيون الفرنسيون في كتاباتهم التي أوضحت تجربة جيراردي نرفال في حياته اليومية الواقعية بل تمتد كثيرا في الحلم والواقع فبالنسبة له يتداخل الحلم مع الخيال والواقع بصورة وثيقة إلى درجة أن الصورة المشتقة من الحلم أو القراءة لاتقل أهمية في حياته عن أهمية الصور المستمدة من الواقع أما الجزء الثاني أوضح لنا كيف أمعن جوستاف فلوبير في جعل ملكة سبأ رمزاً للشبق الجنسي المدمر الذي يبعد الإنسان عن عبادته ودينه وأما في الجزء الأخير تناول الطريقة التي وظف بها شارل نوديه بلقيس ملكة سبأ في نصوصه الذي يعد احد رواد المذهب الرومانتيكي في فرنسا وأول من كتب القصة الفانتازية الحديثة ..