إن ما يمزق نياط القلوب ذلك الإسراف الكبير والبذخ المتزايد في حفلات الأعراس التي يقيمها العديد من الناس الميسورين من المسؤولين أو الأغنياء في بلادنا هذه الأيام التي تشهد موسم الأعراس في صنعاء وغيرها من محافظات الجمهورية.ففي العاصمة صنعاء يقوم هؤلاء الميسورون بالتنافس على شراء وتوزيع أفخم بطاقات الدعوات الباهظة الأثمان .. وإقامة حفلات الأعراس في أضخم الفنادق (خمسة نجوم) أوقاعات الأعراس (الهاي .. هاي) ويستأجرون القاعة لمدة يوم واحد بحوالي مليوني ريال .. ويقيمون مآدب الغداء والعشاء التي تكلفهم ملايين الريالات وذلك بتقديم أشهى الأطعمة المكونة من مئات الكباش (المحنودة) وغيرها من المأكولات المتنوعة الباهظة الثمن لأعداد محدودة من كبار الضيوف المسؤولين والتجار والميسوري الحال والذين يخلفون وراءهم تلك الموائد الدسمة مليئة باللحوم والأطعمة التي يتم رميها في القمامة.نعم .. كل هذا الإسراف والبذخ يحصل للأسف الشديد في بلادنا بينما هناك الكثير من المواطنين الفقراء يتمنون شراء الكيلو اللحمة مرة في الشهر.لماذا يا هؤلاء كل هذا التبذير بالمال والطعام في إطار التنافس المكروه غير الجائز في ديننا الإسلامي الحنيف، حيث يحب كل واحد منهم أن يقال عنه إن حفل زواجه أفضل من حفل زواج فلان .. أو زعطان .. لا شيء سوى ذلك، يعني المسألة كلها (زنط في زنط)، وكله ثاني يوم يتبخر في الهواء.أما كان من الأفضل لكل واحد منهم إقامة حفل زواج عادي بدون إسراف وبذخ .. وبالتالي يسخر تلك الملايين من الريالات الإضافية للتنافس بها على عمل الخير وذلك بأن يقوم هو أو من ينوبه بشراء كمية من المواد الغذائية وتوزيعها على جيرانه الفقراء .. وفي حالة عدم وجود فقراء من الجيران يذهب إلى أحد الأحياء التي فيها فقراء ويوزع عليهم المواد الغذائية .. لأنه ليس هناك أفضل من الصدقة والعطف على الفقراء الذين بدورهم سيدعون الله من أعماق قلوبهم بأن ينعم عليه بالصحة والعافية ويرزقه الرزق الحلال.وهكذا سيظل هؤلاء الفقراء يتذكرونه بكل خير .. وسيجزيه الله خيراً في حياته، إذن لماذا لا يفكر هؤلاء الناس الميسورون هذا التفكير وينفذونه من الآن وصاعداً على أرض الواقع؟؟! وهنا نأمل منهم التوقف .. بل والامتناع كلياً عن الإسراف والتبذير وبالتالي الحرص على إسعاد الفقراء الذين يستحقون العطف والرحمة تطبيقاً للتكافل الاجتماعي في هذه الحياة.
أخبار متعلقة