محاسن الصدف الأفريقية وحدها من أبعدت الفريقين العربيين المتأهلين لدور الثمانية من مواجهة بعضهما بعضاً علماً بأنهما سوف يلعبان اليوم في الدور نفسه مع فرق افريقية أخرى وهو ما سوف يرفع منسوب الضغط والقلق فترة زمنية أطول ولأكثر من أربع ساعات . فالفريق المصري حامل اللقب والذي بداً حملة دفاعه عن لقبه القاهري بمباراة من مباريات ( ألف ليلة وليلة ) أمام الكاميرون وفاز بها برباعية تستحق أن تكون سيناريو ودرس كروي خاصة شوط مباراتها الأول ، قلل من وثيرة بدايته الرائعة بفوز على السودان الضعيف بثلاثية نظيفة لكنه وضع علامات تعجيب كبيرة في مباراته الثالثة أمام زامبيا وخرج منها بتعادل . فراعنة الكرة الأفريقية يلعبون اليوم أمام انجولا في لقاء ومعركة تتسم بالعراقة والحداثة .. بالخبرة مع التجربة والطموح مع الاندفاع لوضع تقييم وتقسيم جديد لخارطة الكرة الأفريقية خاصة وان انجولا قد دشنت رحلة بحثها عن موقع قدم لها في خارطة أفريقيا بذلك التأهل الرائع لمونديال 2006م وقدمت خلاله مباريات جيدة جداً بتعادلين وخسارة واحدة . والمباراة لن تكون سهلة على الجانبين بحكم تواجد قنوات اتصال عديدة أهمها أن الفريقان تعادلا بثلاثية لكل منهما ضمن مبارياتها التجريبية قبل البطولة وهناك لاعبان بارزان في الفريق الانجولي يلعبان ضمن الدوري المصري مع سلطان الأندية المصرية ( الأهلي ) ولهما من الادراك والفهم واستيعاب قدرات وإمكانيات اللاعب المصري الكثير بحكم المواسم السابقة التي لعبوها للأهلي وما زالوا مما يضاعف صعوبة الفراعنة خاصة وان مفاتيح لعب الفريق المصري صحراء الهوية ( أبو تريكه) و ( متعب) .إضافة لذلك الطموح الجارف للانجوليين بتـأهلهم لأول مرة لدور الثمانية في المونديال الأفريقي وهو ما سيضاعف ويعزز من إصرار انجولا على تجاوز أهرامات الجيزة .
في حين لابد من أنصاف الفريق المصري كحامل للقب وصاحب العدد الأكبر من البطولات وحامل ختوم التاريخ التفوقي بالمشاركات النهائية أفريقيا .. وحسب معطيات الأرقام والأوراق فان النسبة الأوفر حظا بالفوز في لقاء اليوم لصالح أبناء العمدة حسن شحاته إذا قدموا مباراة جديرة بمستواهم وتاريخهم وتعاملوا مع انجولا كمنافس يستحق الاحترام والاحتراز منه والجدية الكاملة في اللعب معه . على ذات الاتجاه تخوض العزيزة تونس مباراة غاية في الصعوبة أمام الفريق الكاميروني المستضيف مؤخراً والذي بدأ حملاً وديعاً لكنه سرعان ما عاد لذلك الأسود الذي لا يقهر ولان نسور قرطاج لم يقنعوا عشاقهم وأنصارهم في مباراتي التدشين والختام في الدور الأول فان صعوبات جمة سوف ترافق التوانسة أمام أسد جريح .. الا إذا .الا إذا ، خبأ المدرب الفرنسي مفاجآت للكاميرون وخاف الأسود على أقدامهم التي تجني الملايين وحفظها لصالح الفرق والأندية التي تحترف بها . نقطة ضعف الفريق التونسي ( كبر) أعمار مدافعيه وصعوبة حركتهم مع شحه في استثمار الكرات واستغلال الفرص خاصة عندما يغيب هدافهم الأول سانتوس الآمال والأمنيات كلها تصب لصالح نسور قرطاج والدعوات معهم لاجتياز هذا التنين الأفريقي لبلوغ دور الأربعة وكذلك المؤشرات تمنح فراعنة النيل وتماسيحه نسبة أفضل وأقوى من منافسة الانجولي . نحن مع الفرق العربية ولا يجوز أن يكتسي دور الأربعة الأفريقي باللون الأسود والحداد . وقلوبنا مع أشقائنا العرب .