مظفر اباد (باكستان)/14 أكتوبر/ابو ارقم نقاش: قال مسؤولون باكستانيون أمس الجمعة ان السلطات الباكستانية اعتقلت عشرات من أعضاء جماعة اسلامية خيرية وأغلقت مكاتبها مع تنامي الضغوط الدولية على اسلام اباد لاتخاذ موقف حازم من متشددين تلقى عليهم مسؤولية الهجمات التي وقعت في مدينة مومباي الهندية الشهر الماضي. وجرت هذه المداهمات ليلا بعد أن أعلنت باكستان انها ستلتزم بالقرار الذي اصدرته الامم المتحدة بوضع حافظ سعيد مؤسس جماعة عسكر طيبة المتشددة الذي يرأس حاليا جماعة الدعوة الخيرية على قائمة الافراد والمنظمات الارهابية ذات الصلة بالقاعدة وطالبان والتي تخضع لعقوبات تفرضها المنظمة الدولية. وتنامى الضغط على باكستان من الهند والولايات المتحدة للتحرك ضد المسلحين الذين ارتكبوا هجمات مومباي التي قتل فيها 179 شخصا الشهر الماضي. والتقى جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية مع الزعماء السياسيين في باكستان ومع قائد الجيش الجنرال كياني قبل ان يتوجه الى العاصمة الهندية نيودلهي أمس الجمعة في اطار مساعي واشنطن لاحتواء الازمة بين الجارتين النوويتين والابقاء على تركيز إسلام أباد على مكافحة الإرهاب. وهناك اجتمع نجروبونتي مع وزير الشؤون الخارجية الهندي براناب مخيرجي ومستشار الامن القومي ام. كيه. نارايانان وحث على مزيد من التعاون الدولي في التحقيق. وقال نجروبونتي في بيان في نيودلهي “نحن نتعاون في هذا الجهد وبالطبع حكومة الهند في المقدمة لكن كل الشركاء الدبلوماسيين عليهم مسؤولية الاسهام في هذا الجهد.” وقالت باكستان انها تحقق في الصلات بهجمات مومباي لكن الهند لم تقدم حتى الان أي أدلة. وقال شاه محمود قريشي وزير الخارجية في بيان أذاعه التلفزيون في وقت سابق أمس الجمعة “التحقيقات التي أجريناها لا يمكن ان تمضي قدما بعد نقطة معينة دون تقديم معلومات يعتد بها وأدلة تتعلق بهجمات مومباي.” وواصلت واشنطن الضغوط الدبلوماسية لمنع العلاقات الباكستانية الهندية من التدهور بدرجة أكبر وحتى تركز باكستان على الحرب ضد الارهاب. واستجابت باكستان باعتقال نحو 40 شخصا طالبت الهند بتسليمهم اليها. وقال متحدث باسم سعيد الذي أسس عسكر طيبة في عام 1990 ثم تركها رسميا في عام 2001 قبل أيام من حظر باكستان لنشاطها إن السلطات الباكستانية وضعته قيد الإقامة الجبرية. وتمت إضافة أسماء ثلاثة من زملاء سعيد كذلك لقائمة الأمم المتحدة وسيتعرضون لعقوبات منها تجميد أصولهم وتقييد سفرهم لكن محطة تلفزيونية باكستانية قالت ان أحدهم مات والثاني مسجون في السعودية منذ ثلاث سنوات. وأبلغ مسؤول في المخابرات الباكستانية رويترز ان مولانا مسعود أزهر رئيس جماعة جيش محمد التي نسب اليها مع عسكر طيبة مسؤولية الهجوم على برلمان الهند عام 2001 احتجز ايضا. وقال مساعد مقرب من أزهر “اعتقد انه من الممكن ان يكونوا قد احتجزوه لتخفيف الضغوط لكني لا اعرف مكان مولانا تحديدا.” وفي مظفر اباد عاصمة الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير اغارت الشرطة على مكاتب جمعية الدعوة ومدرستين ومعهد ديني تديره جماعة الدعوة التي ينظر إليها باعتبارها واجهة لمنظمة عسكر طيبة. ووضعت الأمم المتحدة جماعة الدعوة على قائمتها للمنظمات الإرهابية. واحتج مئات الانصار الذين مازالوا يذكرون عمل جماعة الدعوة وقت زلزال كشمير عام 2005 على الغارات. وقال مولانا عبد العزيز علوي رئيس جمعية الدعوة في كشمير الباكستانية من منزله المحتجز به “باكستان يجب ان تغير سياسة الاذعان قبل تكثيف الضغوط عليها مباشرة دون الانتباه إلى مزايا وأضرار موقفها هذا.” وأغارت الشرطة على مكاتب جماعة الدعوة في أماكن أخرى في كشمير الباكستانية وفي عدة مدن منها ملتان وبهولبور وريم يار خان ولاهور وكراتشي وكويتا. وقال المتحدث باسم الجمعية إن مئة من العاملين بها اعتقلوا في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. وبدا مكتب الجمعية في مجمع في بلدة موريدكي مهجورا. وقال مسؤولون إن المكتب والمدارس والمستشفيات التي تديرها الجمعية هناك قد أغلقت يوم الرابع من ديسمبر. وقال متحدث باسم البنك المركزي مساء الخميس إن توجيهات صدرت للبنوك بتجميد أرصدة وحسابات جماعة الدعوة والرجال الأربعة الذين أضيفوا إلى قائمة الأمم المتحدة. وقالت تقارير تلفزيونية إن الجماعة سيحظر نشاطها لكن لم يصدر إعلان رسمي بذلك بعد. وقال ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية بعد الاجتماع مع مسؤولين صينيين في بكين ان الاجراءات التي اتخذتها باكستان تعد “خطوات جيدة.” وأبلغ الصحفيين “لكن يجب كذلك معرفة من تدرب وما الذي يمكن أن يكون قد خططوا له غير ذلك. لذلك اعتقد اننا يجب ان نواصل العمل مع باكستان وضمان امكانية تجنب أي تهديدات او مخاطر أو أعمال ارهابية أخرى.” واعتبرت الحملة التي شنتها باكستان على عسكر طيبة وجيش محمد بعد هجمات 2001 فاشلة وتنتظر الهند من جارتها هذه المرة اجراءات ملموسة ودائمة. ويقول محللون ان ذلك يعتمد على مدى استعداد جيش باكستان للتخلي عن دعم جماعات “الجهاد” التي وقفت معه من قبل في خندق واحد اثناء قتاله مع الهند.