بيروت/14 أكتوبر/اليستير ليون: إن المرارة بين روسيا والغرب التي أثارها الصراع في جورجيا تعقد أي جهود لتشديد عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي. غير أنه مع تردد أصداء التداعيات الجيوسياسية والاقتصادية للأزمة قد يكون من السابق لأوانه أن تفترض طهران أنها أفلتت من العقاب كما تقول بعض الصحف الإيرانية. ومن الواضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين سيجدون صعوبة في التوصل إلى توافق في الرأي مع روسيا المشاكسة والصين الحذرة لفرض عقوبات أكثر صرامة لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني. وقال فولكر بيرتيس مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية «إذا كنا نتحرك في اتجاه حرب باردة جديدة فسيكون التوصل لحل مشترك للمشكلات أكثر صعوبة...مثل النزاع النووي مع إيران.» ورفض الاقتراحات بأن هذا قد يدفع الولايات المتحدة إلى اللجوء إلى تحرك أحادي الجانب ضد إيران، ومضى يقول «بالطبع التعاون بصدد المسألة الإيرانية قد يقع ضحية للمواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا لكن يجب ألا يحدث هذا.» وأضاف «في الأشهر الماضية ابتعدت الولايات المتحدة عن التحرك من جانب واحد في هذه المسألة واتجهت إلى مزيد من التعددية.» وأيدت روسيا التي هي واحدة من خمس دول تملك حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي ثلاثة إجراءات سابقة بفرض عقوبات على إيران لكن بعد تخفيف حدتها. وفشلت العقوبات في إثناء إيران عن المضي قدما في برنامجها النووي الذي تقول إنه لا يهدف إلا لتوليد الكهرباء لا إنتاج قنابل نووية مثلما يتهمها الغرب. وذكرت صحيفة (إيران نيوز) هذا الأسبوع أن الأزمة في جورجيا أبعدت إيران عن عناوين الصحف العالمية بينما أثار غزو روسيا لجارتها شكوكا بشأن الاتهامات الغربية للجمهورية الإسلامية بأنها تمثل اكبر تهديد للأمن العالمي. وترى الصحيفة التي تصدر بالانجليزية فوائد واضحة بالنسبة لإيران في صراع روسيا العنيف مع الغرب بشأن جورجيا. وتقول الصحيفة «يجعل هذا تطبيق العقوبات التي تم التصديق عليها بالفعل ضد طهران أكثر تحديا...ويقلل بشدة احتمالات التوصل إلى توافق في الآراء...لفرض جولة رابعة من العقوبات ضد بلادنا.» وتبدو المجادلة في صحة هذا القول صعبة حتى بالنسبة لمنتقدي البرنامج النووي لإيران. وقال مارك فيتزباتريك الخبير في مجال منع الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن «تراجع العلاقات بين روسيا والغرب سيزيد عملهما سويا على أي شيء صعوبة والسياسة تجاه إيران ستتصدر قائمة المجالات التي ستتضرر.» ومضى يقول «بادئ ذي بدء التوصل إلى توافق آراء بشأن فرض عقوبات لمجلس الأمن صعب» مضيفا أن أي قرار جديد قد يركز على تحسين تطبيق العقوبات القائمة فحسب. وطرح مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية باراك اوباما جدول أعمال أكثر طموحا يوم الاثنين حين قال إن على العالم « تشديد الضغط دبلوماسيا» بفرض عقوبات على إيران. ولدى سؤاله إن كانت إسرائيل لديها ضوء أخضر بضرب إيران في غياب مزيد من الضغوط العالمية على طهران قال أوباما انه «يجب أن نفعل هذا قبل أن تشعر إسرائيل أنه ليس أمامها الكثير من الخيارات.» وتضغط الولايات المتحدة من أجل فرض مزيد من العقوبات على إيران وفي الوقت الحالي تعطي الأولوية للتحرك الدبلوماسي على العمل العسكري. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك هذا الشهر بأن الولايات المتحدة «لا ترى أن أي تحرك ضد إيران هو التصرف الصحيح في الوقت الحالي» لكنها تتفق مع وجهة نظر الدولة اليهودية القائلة «بعدم استبعاد أي خيار من الطاولة.» ويقول بيرتيس مدير المعهد الألماني إن أزمة جورجيا لم تجعل الهجوم الأمريكي المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية أقرب «ولن تكون قيادة حرب ثالثة بالشرق الأوسط أسهل لأنها تواجه صراعا مع روسيا.» وقال دبلوماسي أوروبي بارز إن التعاون قد يشوبه مزيد من الصعوبات لكنه جادل بأن روسيا والولايات المتحدة ما زالا يشتركان في هدف استراتيجي لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وتابع قائلا «لا فائدة من إنكار وجود كم هائل من التوتر في العلاقة بعد التدخل في جورجيا لكن سيكون هناك الكثير من الإصرار على استمرار طرح المسألة الإيرانية.»
أخبار متعلقة