الخرطوم/14 أكتوبر/عزيز القيسوني: تحدى الرئيس السوداني عمر حسن البشير المحكمة الجنائية الدولية أمس الثلاثاء مشيرا إلى أن المذكرة التي يتوقع أن تصدرها باعتقاله بخصوص مزاعم ارتكاب جرائم حرب في دارفور لا أثر لها. وقال البشير لحشود من أنصاره الذين أحرقوا دمية تمثل لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة «هيطلعوا قرارهم بكرة.. القرار اللي جاي ده يستعدوا من الآن... ويشربوه.» وأدلى البشير بتصريحاته أمس في افتتاح سد لتوليد الكهرباء في مروي في شمال السودان. ومن المقرر أن يصدر قضاة المحكمة اليوم الأربعاء قرارهم بشأن طلب أوكامبو إصدار أمر اعتقال للبشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور في غرب السودان. وافتتح السد في جو احتفالي وعلى أنغام الموسيقى وسعى البشير للتهوين من أهمية قرار المحكمة في لاهاي. وقال «عايزين يشغلونا... ننشغل بقضاياهم وننشغل باتهاماتهم. عايزين نقول للناس ما تشغلكم كثيرا هذه القرارات. احنا عايزين الرد.»، وتابع البشير أن الرد هو التنمية السودانية وأعلن عن مجموعة من المشروعات من بينها مزيد من السدود والطرق وزراعة مزيد من القمح. وقال «هذا شعب عزيز شعب ما يقبل الإهانة ما يقبل المذلة» مضيفا أن التحديات من قبيل المحكمة الجنائية الدولية «هي حافز لنا للمزيد من الانجاز». وحضر افتتاح السد الذي وصفه البشير بأنه «بداية نهاية الفقر في السودان» شخصيات كبيرة من دول عربية فضلا عن مسئولين صينيين ومسئولين تنفيذيين من شركات أوروبية وصينية شاركت في المشروع. وانتهز البشير هذه المناسبة لإعلان تخفيضات في أسعار الكهرباء للفقراء وللصناعة والزراعة بنسب تتراوح بين 25 و30 بالمائة. وتصاعد التوتر في السودان مع انتظاره لقرار المحكمة الذي حذرت الصين والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية من أنه قد يزعزع استقرار المنطقة ويزيد تفاقم الصراع في دارفور ويهدد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. وحذرت بعض السفارات الغربية مواطنيها بخصوص احتمال وقوع احتجاجات عنيفة إذا تم توجيه اتهامات للبشير. وسعى مسئولون سودانيون لطمأنة السفارات الأجنبية. ويقول خبراء دوليون إن 200 ألف شخص قتلوا في صراع دارفور وأدى الصراع إلى تشريد زهاء 2.7 مليون آخرين منذ عام 2003 عندما رفع متمردون أغلبهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة مطالبين بتمثيل أفضل وتحسين البنية الأساسية في المنطقة.
أخبار متعلقة