- قيل إن حركة حماس التي فصلت قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية وأقامت دولتها الخاصة في القطاع قبلت بتمكين تنظيم القاعدة الإرهابي من التواجد هناك وأن يكون له جيشه المدرب شريطة ألا يتدخل تنظيم القاعدة في الشأن الداخلي الفلسطيني! وهو شرط عجيب .. إذاً ما الحكمة من وجوده, هناك إذاَ؟ فالمعروف أن الحمساويين أصبحوا يهادنون إسرائيل, وحتى الذين يرفضون ذلك لديهم صعوبة في الدخول إلى إسرائيل رغم تجربتهم الطويلة, بل هم ما عادوا يرغبون في الدخول إليها للجهاد بعد أن صاروا مقتنعين أن إسرائيل قد انسحبت من غزة, وأصبح دورهم الرد على الهجمات الإسرائيلية ليس غير, وإذا كان هذا هو حال حماس مع إسرائيل فكيف سيكون الحال مع تنظيم القاعدة الذي يستحيل عليه أن يهاجم إسرائيل .. أو بالأولى هو ممنوع من التدخل في الشأن الخاص بالفلسطينيين في غزة؟.- إن تمكين حماس لتنظيم القاعدة الإرهابي ملاذاً للتدريب والنشاط في قطاع غزة خطأ استراتيجي قاتل خاصة إذا كان الغرض من وجود هذا التنظيم هو تهديد السلطة في الضفة الغربية أو مصر أو الأردن أو أي دولة عربية أخرى واستخدامه أداة ضغط لإجبار السلطة والدول العربية على القبول بالأمر الواقع في القطاع والتعامل مع حركة حماس كمدير دولة, والتنازل عن فكرة إعادة توحيد الضفة والقطاع تحت إدارة السلطة الفلسطينية التي تعتبر السلطة الشرعية المعترف بها دولياً.ولا حظوا أن إعلان الاتفاق بين حماس وتنظيم القاعدة الإرهابي جاء بعد وقت قصير من مطالبة وزير الخارجية المصري بإرسال قوات عربية إلى غزة كأحد التدابير الأولية لاستقرار الوضع هناك والتمهيد لبقية التدابير الموصلة إلى إعادة توحيد الضفة والقطاع.- حسب علمي أن أول سفارة فلسطينية معتمدة في البلاد العربية كانت قد افتتحت في صنعاء مطلع ثمانينيات القرن الماضي وذلك قبل الانتفاضة الأولى وقبل أن يقوم مخبرون إسرائيليون وعرب بدعم التيار الإسلامي لتشكيل حركة حماس لمنافسة اليسار وضربه وانتزاع قيادة الانتفاضة منه, وبالطبع لم تعد حركة حماس موالية لإسرائيل بل هي اليوم أشد أعدائها, ولكننا نذكر ببعض الحقائق ولأن الأمر كذلك فلست متعجباً من مطالبة بعض الفلسطينيين إغلاق السفارة في صنعاء بعد أن صار مكتب حماس سفارة ثانية .. بل إني أتعجب من الدعوة المستمرة لتوحيد الصف الفلسطيني في الوقت الذي نحتفظ بسفارتين فلسطينيتين, ونتمسك بحماس وندعم مكتبها بعد أن قامت وتقوم بما لا يرضي الله والفلسطينيين واليمنيين .. وبعد أن منحت تنظيم القاعدة الإرهابي ملاذاً آمناً في غزة, وليس ببعيد أن تصل عناصره إلينا عبر سفارة حماس!.
حماس والقاعدة
أخبار متعلقة