الناس كل الناس، في العالم أجمع، كانوا وما زالوا ضحايا دائمين لسوء الفهم، فالمعرفة وثقافة الحياة الحقة واستيعاب وإدراك شروط الوجود الفاعل للإنسان وتجارب السابقين .كل ذلك ضروري لكل الأجيال المتعاقبة من بني البشر باختلاف بيئاتهم الاجتماعية المتفاوتة ومناطق وجودهم ولغاتهم، والرهان الحقيقي على تحقق ذلك عملياً هو قدرة الناس على التحرر من عاداتهم السيئة وتقاليدهم المضرة، واكتساب رؤى جديدة للعالم والناس والأشياء، وكذا طرق جديدة في التفكير والتغيير للأفضل.فللخروج من شرنقة الماضي الذي يعيد إنتاج نفسه بصور وأشكال مختلفة لابد من إعادة تربية الناس على روح المبادرة، وتنمية روح الإبداع والاختراع والابتكار لطرق جديدة في الحياة وفي الارتقاء بنظام الحياة وبنظام العلاقات الاجتماعية، والبحث عن القواسم المشتركة التي تجعل الناس يفهمون بعضهم بطريقة صحيحة، لضمان تلبية حاجاتهم ومصالحهم وأهدافهم المشتركة، وإشاعة وتعميم الخير للجميع، وقطع دابر النزاعات والاقتتال وخراب البيوت ودمار البشر.وتجاوز سوء الفهم يبدأ من المنزل وفي المدرسة ويستمر في مرافق العمل في الشارع، وعلى الحافلات والمركبات، وفي كل مكان عام وخاص.ويتحقق فهم الناس بعضهم بعضاً مدى قدرتهم على اكتساب ثقافة الحوار والنقاش والجدل والمحاججة، ومدى الاستعداد عند كل أطراف العلاقة على الإقناع والاقتناع.فمن أجل أن يعيش الناس كل الناس حياة مزدهرة ورغدة، حياة يسودها الحب والسعادة والتسامح والتعاون والمساعدة المتبادلة وكذا حياة يسودها روح التكافل الاجتماعي، والتكامل الاقتصادي، وعلى كل المستويات وداخل الجماعات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، لابد من أجل ذلك أن يسود بينهم الفهم السليم لقوانين الحياة والعلاقات، وكذا الفهم السليم للحقوق والواجبات المشتركة للجميع، وأن يزال أي التباس في الفهم أو في ضعف الاستيعاب والإدراك، ليكون الجميع على بينة من أمرهم وليكونوا قادرين بصورة جماعية على حل كل مشاكلهم بهدوء وسلام دون ضرر أو أضرار.
|
تقرير
سوء الفهم
أخبار متعلقة