فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/سو بليمنج: قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء إنها ستسعى جاهدة لإقامة دولة فلسطينية مما يضع واشنطن في مسار تصادمي على الأرجح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو. وأضافت مشيرة إلى قيام دولة فلسطينية جنبا لجنب مع إسرائيل في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني «نؤمن بأن التحرك صوب حل الدولتين هو في صالح إسرائيل... في تقديرنا أنه بنهاية الأمر هناك حتمية لا مفر منها للعمل تجاه حل الدولتين.» وكان نتنياهو المقرر أن تجتمع معه كلينتون في وقت لاحق من أمس تحدث عن حكومة حكم ذاتي فلسطيني ولكنه تفادى الحديث عن تأييد حل إقامة دولتين لصراع الشرق الأوسط. وخلال محادثات أجرتها في القدس بعد حضور مؤتمر المانحين الدوليين في مصر أكدت كلينتون رؤية الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما فيما يتعلق بإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأشارت كلينتون التي تقوم بأول زيارة للمنطقة كوزيرة للخارجية «ستتابع الولايات المتحدة بنشاط حل الدولتين... نعترف بأن الطريق أمامنا سيكون صعبا ولكن ليس هناك وقت لكي نضيعه.» وفي المؤتمر الصحفي قالت كلينتون أيضا إن إدارة أوباما ستوفد اثنين من المسئولين الأمريكيين إلى سوريا لإجراء محادثات تمهيدية بشأن تحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق التي دخلت في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل في العام الماضي. واستطردت «سنوفد اثنين من المسئولين إلى سوريا. هناك عدد من القضايا بين سوريا والولايات المتحدة بالإضافة إلى النقاط الإقليمية مثار القلق التي تشكلها سوريا بوضوح.» وعندما سئلت بشأن البرنامج النووي الإيراني وإمكانية إجراء حوار أمريكي مع طهران قالت كلينتون أن الولايات المتحدة «ستفعل كل شيء ممكن لضمان أمن إسرائيل» وستتشاور عن قرب بشأن القضية الإيرانية مع الزعماء الإسرائيليين. وأوضحت أن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل قلقها «بشأن سعي إيران (لامتلاك) أسلحة نووية». وتقول إيران أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف إلى توليد الكهرباء. وكلف الرئيس الإٍسرائيلي شمعون بيريس بعد الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي جرت الشهر الماضي نتنياهو بمحاولة تشكيل حكومة. وكثيرا ما اختلف نتنياهو مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون زوج وزيرة الخارجية. ويتمتع نتنياهو بدعم برلماني كاف لتشكيل حكومة يمينية إلا أن جهوده لتشكيل ائتلاف موسع يضم حزب كديما الوسطي الذي يمكن أن يقلل فرص حدوث خلاف مع الولايات المتحدة باءت بالفشل حتى الآن. ويؤيد نتنياهو توسيع المستوطنات اليهودية القائمة حاليا في الضفة الغربية المحتلة وهي سياسة تعارضها واشنطن ويقول فلسطينيون إنها يمكن أن تحرمهم من قيام دولة ذات مقومات البقاء. وأفادت كلينتون عن جهود إحلال السلام الإسرائيلي الفلسطيني قبل وصولها إلى القدس في وقت متأخر من مساء أمس الأول الاثنين «هذه مجموعة من القضايا الصعبة والمعقدة للغاية.» وواجهت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش انتقادات لتأخرها في بدء محاولات إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط. وكان أوباما قال إنه سيعطي الأولوية لهذه العملية وتعهدت كلينتون بالمضي قدما «على العديد من الجبهات» مبكرا. ومحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي كانت استؤنفت بنهاية عام 2007 توقفت من جراء أعمال العنف وبناء المستوطنات ونزاعات تتعلق بالقضايا الأساسية الأخرى مثل مستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين. وعلقت السلطة الفلسطينية المفاوضات بعد أن بدأت إسرائيل هجوما على قطاع غزة في ديسمبر استمر لمدة 22 يوما بهدف معلن وهو وقف الصواريخ التي يطلقها نشطاء في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأشارت كلينتون إلى أن وقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة يعتمد على توقف حماس عن إطلاق صواريخ على إسرائيل. وكانت محادثات السلام التي توسط فيها بيل كلينتون انهارت عام 2000 آخر عام له في الرئاسة واجتاحت موجة جديدة من العنف المنطقة. وأبدت كلينتون في حديثها مع الصحفيين بعد لقاء بيريس «التزاما لا يلين تجاه أمن إسرائيل» وقالت إن الهجمات الصاروخية من قطاع غزة يجب أن تتوقف. وفي مصر سعت كلينتون أمس الأول الاثنين لتوضيح الدعم المالي القوي للرئيس الفلسطيني محمود عباس وتعهدت بتقديم مساعدات أمريكية حجمها 900 مليون دولار في مؤتمر المانحين الدوليين الذي عقد في منتجع شرم الشيخ المصري مع تخصيص ثلث المبلغ لسكان غزة ولكن الجزء الأكبر يهدف إلى تعزيز عباس المدعوم من الغرب. وفي مؤتمر المانحين حافظت كلينتون على موقف واشنطن المتشدد تجاه حماس وأصرت على أنه لن تذهب أي أموال لحماس قائلة إن على الحركة الإسلامية الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام السابقة التي جرى التوصل إليها بين إسرائيل والفلسطينيين إذا أرادت أن تخرج من عزلتها. وتزور كلينتون اليوم الأربعاء الضفة الغربية للقاء عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وعلى عكس أسلوب الدبلوماسية الأكثر رسمية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس تعتزم كلينتون إلقاء كلمة أمام طلبة في مدرسة بالضفة الغربية..
أخبار متعلقة