علي عبد الله السلال نجل قائد ثورة (سبتمبر) وأول رئيس لليمن لـ”14أكتوبر”
التقاه / ذويزن مخشف وعبدالله بخاش:المناضل علي عبد الله السلال واحد ممن شاركوا في الثورة اليمنية السبتمبرية ..وكان له أدوار عسكرية وسياسية في مراحلها اللاحقة التي مرت بها.بعض من هذه الذكريات يرويها على قراء هذه الصفحة .. في مايلي نص هذه المقابلة. - في البدء نود أن نسألكم عن مفهومكم للمخلفات الاستبدادية والاستعمارية بعد مضي (46) عاما على انتصار ثورة اليمن في سبتمبر 1962؟ - مهم هذا السؤال وغريب في وقت واحد فالمخلفات الاستبدادية والاستعمارية التي تراها أمامك كل يوم من فقر وجوع ومرض وتخلف وظلم وجور واستبداد واستيلاء على أراضي الآخرين لا تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم رغم مرور نصف قرن على انتصار الثورة اليمنية 26 سبتمبر 62و14 أكتوبر63 ولقد رأى تنظيم الضباط الأحرار أن هذه المخلفات بالإضافة إلى مخلفات الاستعمار في الجزء الجنوبي من الوطن لا يمكن القضاء عليها إلا بقيام ثورة خصوصاً أن قيام ثورة دستورية 1948م ومحاولة الجيش الانقلابية 1955 وحركة الضباط الفدائية التي حاول فيها بطلان من ضباط القوات المسلحة اغتيال الطاغية السفاح الإمام أحمد، بالإضافة إلى المحاولات الشعبية والقبلية ضد الحكم الإمامي الكهنوتي الظالم والمستبد الفردي كل هذا هيأ شعبنا بكل شرائحه وفئاته وقواه الوطنية لمناصرة أي ثورة قادمة والوقوف بجانبها، لذلك فقد جاءت ثورة سبتمبر ـ الخالدة والتي فجرها تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الزعيم عبد الله السلال جاءت في وقتها تماماً حيث وقف الشعب كله وراء ثورته وأبنائه الضباط الأحرار ولولا التدخل الخارجي ومحاولات إسقاط الثورة لكانت الثورة وقيادة التنظيم والثورة قد بدءوا في وقت مبكر للقضاء على مخلفات الإمام الاستبدادية وقطعوا شوطاً كبيراً في القضاء على المخلفات الاستبدادية والاستعمارية التي ما زال بعضها تؤرق القوى الوطنية من ضباط الثورة أولئك الذين شاركوا في الدفاع عنها وبذلوا الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عنها وعن النظام الجمهوري ولا تزال تلك القوى مستعدة لبذل المزيد أملاً منهم في أن تتحرك خطط وبرامج التنمية الشاملة بوتيرة أسرع في ظل وجود الأمان والاستقرار والإقبال على دخول المشاريع الاستثمارية بمعدل أفضل في السنوات الأخيرة، وبرمجة تنفيذ الخطة 2006 - 2011وإقبال المانحين واستعدادهم لدعم خطط التنمية في جميع المجالات لتختفي تلك الحالات المزرية من الفقر والجهل والمرض والتخلف بإذن الله وإصرار الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وقيام الحكومة ووزرائها بواجباتهم المكلفين بها في برامج التنمية كل في مجال عمله والتحرك الجاد للقضاء على الفساد وتطهير الجانب الحكومي من الفاسدين والمفسدين بعد تشكيل هيئة مكافحة الفساد التي لا بد أن تتحرك بسرعة لتواكب خطط وبرامج التنمية حتى تذهب كل الموارد المتاحة إلى عمليات التنمية الشاملة.[c1]- كيف يمكن أن نتجاوز ذلك .. وننطلق بصورة حضارية في ركاب التطور والتحديث؟[/c]- لقد سبق أن وصفت لك مظاهر التخلف ومخلفات الاستبداد الإمامي والاستعمار الأجنبي والتي لا تزال تضعنا وشعبنا في آخر قوائم الدول النامية والشعوب المتخلفة، فلا يزال التخلف الفكري والثقافي جاثما على صدور أبناء شعبنا ونسبة الأمية عالية جدا كما أن نسبة عالية من أبناء المجتمع فقراء وتحت خط الفقر والرعاية الصحية ينقصها الكثير من الإمكانيات الطبية والعلاجية وكم أتمنى من الأخ الرئيس أن يخلد اسمه في أنصع صفحات التاريخ ببناء مدينة (علي الطبية) بجانب التحفة المعمارية الجميلة (مسجد الصالح)، كما أن البطالة تلعب دورا سلبيا في حياتنا خصوصا تلك الصفوف الطويلة من الطلبة الخريجين الذين يقضون نصف أعمارهم في التحصيل والدراسة ثم لا يجدون عملا يناسب تخصصاتهم.. وأخيرا الزيادة غير المعقولة ولا مقبولة في عدد السكان نتيجة الإنجاب المبكر والمتكرر وخصوصا في صفوف العاطلين والفقراء وحتى أولئك الذين يعيشون تحت خط الفقر مما يتسبب في تعطيل المشاريع التنموية الموجهة للقضاء على المخلفات الاستبدادية والاستعمارية التي ترى صورها ومظاهرها في مجتمعنا رغم المحاولات التي تبذل من قبل الدول والحكومة لإنهائها.[c1]- ماهي في اعتقادكم أهم التغييرات التي احدثتها ثورة 26 سبتمبر ؟[/c]- ليست القضية الثورية محصورة من خلال استبدال إمام بإمام أو برئيس أو استقدام استعمار بدلا من الاستعمار حتى يكون هدف الثوار التحرر من الاستبداد والاستعمار فهناك أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وعسكرية وفوارق في طبقات المجتمع الإمامي الاستعماري وقضية هامة هي تمزيق اليمن الطبيعي إلى كيانين والحكم الأسرى الوراثي وقضية حرية الرأي والتعبير والحكم الديمقراطي الذي يعطي الشعب حق حكم نفسه بنفسه وتحويل الحاكم أو الرئيس إلى خادم للشعب ينتخبه الشعب فإذا اخفق فبإمكان مجموع الناخبين أن ينتخبوا غيره لحمل الأمانة وتأدية الرسالة.لذلك فقد كانت أهداف الثورة الستة ملبية لكل المطالب الشعبية رغم صياغتها بصورة موجزة لكنها صيغت بدقة وأمانة وتوجهات وطنية وعربية وتقدمية وأعتقد وأنا أحد المشاركين في تفجير الثورة من رغبات الشعب وأمانيه وأحلامه.? وماهي سبل تجديد مضامين الثورة لتبقى مستمرة؟o نعم نحن بحاجة إلى تجديد المضمون الثوري بعد مضي 46 عاماً على انتصار الثورة أما لماذا؟ فلأني أعتقد أن حماس القوى الوطنية الثورية قد خبا، كما أن إقصاء معظم هذه القوى من المشاركة في تطبيق أهداف الثورة وإخلاء الساحة للشباب غير المجرب وبعض العناصر التي لم تتشبع بأهداف الثورة ومبادئها وينقصها الخبرة والحماس والولاء للوطن هذا يجعلنا نقول إننا بحاجة لتجديد المضمون الثوري ونشر التربية الوطنية في المدارس بجميع مراحلها والمدارس العسكرية وفي أجهزة الإعلام وعلى وجه الخصوص التركيز على الولاء الوطني والتحرر من المصالح الشخصية وحب الذات والسير نحو الكسب غير المشروع والولاء الأسري الضيق والنظرة المنصبة على الولاء القبلي والطائفي والعنصري المقيت، كل ذلك يجعلنا نتجه لخدمة هدف واحد ووحيد هو الوطن (اليمن) الذي ضحى الشهداء والمناضلون والأحرار بأعز ما يملكون لتحريره من المخلفات الاستبدادية والاستعمارية البغيضة.[c1]“السلال”قائد وتعديل هدف- أهداف الثورة اليمنية .. كيف تم صياغتها ؟[/c]- على ما أتذكر كان هناك صياغتان لأهداف الثورة عدلت إحداها جاءت في الهدف الرابع وهي الصيغة التي تقول “إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف بعدما كان إنشاء مجتمع ديمقراطي اشتراكي مستمد أنظمته من روح الشعب وإرادته الحرة المستقلة”.- هل لك أن تروي بعض ذكرياتك عن الثورة وبالتحديد اختيارقيادة لها ؟- روى لي هذه الحكاية أحد قادة تنظيم الضباط الأحرار أطال الله عمره، والرواية الثانية كانت في الاتفاق على الشخصية العسكرية التي سيكلفها التنظيم لقيادة الثورة فكانت الفكرة كما طرحها أحد أعضاء القيادة للتنظيم هي إمكانية تكليف ضابط صغير من ضباط الثورة بقيادة الثورة في حال رفض الضباط الكبار وتراجعهم لكن بعض قيادة التنظيم أصروا على أن لا تسند قيادة الثورة إلا لضابط كبير معروف في صفوف الجيش والقبائل وأبناء الشعب وأخذ التنظيم بهذا الرأي وتم إسناد القيادة للزعيم الراحل المشير عبد الله السلال الذي أدى دوره ليلة الثورة بشجاعة وحكمة ودراية ساعدت على إنجاح الثورة وانتصارها..- أخيراً .. ماذا تود أن تقول بهذه المناسبة الغالية ؟- في الأخير أشكر صحيفة “14أكتوبر” ولمحرريها ورئيس تحريرها على اختيار هذه المواضيع الشيقة التي اختلفت عن سابقاتها في مناسبة الاحتفالات المتواصلة بقيام الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر والثلاثين من نوفمبر) وهي مناسبات غالية علينا وعلى شعبنا وكل عام وانتم جميعا بخير..