نيروبي / 14 أكتوبر / رويترز:قالت الحكومة الصومالية الجديدة انه لا سبيل لوقف القرصنة إلا بالاستقرار والأمن في البر لا بواسطة الأساطيل البحرية الأجنبية التي ترسل دوريات في مساحات من البحر تزداد اتساعا. وقال وزير الخارجية محمد عبد الله عمر (لرويترز) مشيرا إلى زيادة الهجمات على السفن الأجنبية ومن بينها حالة احتجاز رهينة أمريكية على قارب نجاة «إنها مأساة أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة.» وأضاف «لكن ذلك يظهر بوضوح وبصورة قاطعة أن القضية قائمة على العارض ويجب أن تحل على الأرض.» وأوضح عمر أن المجتمع الدولي يجب أن يركز الموارد على المساعدة في بناء قوة امن وطنية للحكومة الحالية التي تعد المحاولة الخامسة عشر لاستعادة الحكم المركزي في الصومال منذ انزلاقه إلى الفوضى عام 1991، مضيفـا «بوسعنا بالتأكيد حل (مشكلة القرصنة) بالاشتراك مع المجتمع الدولي. أولويتنا الأولى هي إرساء حكم القانون. ومن اجل ذلك طلبنا المساعدة من المجتمع الخارجي لبناء قواتنا الأمنية.» وعمر البالغ من العمر 55 عاما رجل أعمال تلقى تعليمه في بريطانيا وهو ينتمي إلى عائلة صومالية ذات نفوذ بين الصوماليين في الخارج. ومنذ تعيينه في فبراير شباط الماضي يجوب عمر أنحاء العالم لحشد الدعم لحكومة الرئيس شيخ شريف احمد. وقال «المجتمع الدولي في حاجة لحكم القانون في الصومال بنفس قدر حاجة الشعب الصومال له» مشيرا إلى تأثير القرصنة على التجارة العالمية عبر ممرات الشحن الإستراتيجية. ويقول محللون انه لا يزال ينظر إلى إدارة احمد التي تتمتع بتأييد داخلي ودولي واسع على أنها أفضل فرصة للاستقرار منذ سنوات وذلك رغم أنها تواجه تمردا إسلاميا ولا تسيطر على مناطق تذكر خارج العاصمة. وتبني الحكومة جيشا وقوة شرطة قوامهما نحو 20 ألف رجل لكن ليس لديها قدرة بحرية تذكر حتى الآن. وأشار عمر إلى أن نشر سفن تابعة للأساطيل البحرية لنحو 12 دولة منذ نهاية 2008 لم يفلح في وقف القرصنة. ولما كانت الدوريات متمركزة بشكل أساسي في خليج عدن فقد دفعت العصابات للعمل لمسافات ابعد في المحيط الهندي. وتعرضت سفينة الرهينة الأمريكي القبطان ريتشارد فيليبس لهجوم على بعد عدة مئات من الكيلومترات قبالة ساحل الصومال في المحيط الهندي يوم الأربعاء الماضي. واستعاد طاقمه الأمريكي السيطرة على السفينة مايرسك الاباما لكن أربعة قراصنة يحتجزون فيليبس على قارب نجاة. وقال عمر «من الواضح أن القوات الدولية التي أتت إلى مياه الصومال غير قادرة في حل القضية... السبب هو أننا نتحدث عن مليون كيلومتر مربع من البحر وهو حجم اسبانيا.» وأضاف في المقابلة التي أجريت معه في وقت متأخر من مساء أمس الأول السبت «الأمر محبط جدا لان سبب وجود هذه الحكومة هو أن الشعب الصومالي قرر انه نال كفايته من الحرب.» وتابع عمران الفقر لا يبرر ذهاب الناس للقرصنة. وقال «هناك ثلاثة ملايين صومالي مشردون في مناطق مختلفة من البلاد. لم يلجؤوا إلى الإجرام كي يبقوا على قيد الحياة. «أولئك الذين يمارسون هذا النشاط منخرطون فيه من اجل المال ويمارسونه منذ سنوات. لا يمكنهم ادعاء الفقر.» ويقول خبراء وصوماليون إن القراصنة يعملون في مأمن من العقاب من خلال دفع أموال لأمراء حرب ومسؤولين محليين. ووجهت في الماضي اتهامات لبعض وزراء الحكومة السابقين بالتورط في تلك الأعمال. لكن عمر أصر على أن الإدارة الجديدة ستكون نظيفة. وأضاف «من غير المتصور على الإطلاق أن يشارك أي أحد في موقع سلطة في هذه الحكومة بقصد أو غير قصد في الفدى والقرصنة... نعارضه بشكل مطلق.» وتساءل قائلا «لماذا لا نساعد في هذه الحرب ضد القرصنة ؟ لماذا لا نعطى المساعدة للتصدي لذلك؟.» وأدان الوزير الفدى التي يدفعها مالكو السفن والتي يقول الخبراء إنها عامل كبير في إذكاء القرصنة. وأضاف «هذا مكافأة لنشاط إجرامي. لماذا يجب مكافأة شخص يعمل ضد (المصلحة) الوطنية والدولية ؟.»