الإسلام حضارة
اعداد / داليا عدنان الصادق تبعد مدينة الخليل عن القدس عاصمة فلسطين بنحو خمسين كيلو متراً جنوباً وهي تحتفظ بطابع عماراتها وتراثها. أطلق الكنعانيون على هذه المدينة اسم أربع نسبة الى ملكها العربي الكعناني اربع المنتمي الي قبيلة العناقيين ثم عرفت باسم جدران او جبري ولما اتصلت المدينة ببيت ابراهيم على سفح جبل الرأس المقابل له سميت المدينة الجديدة بالخليل نسبة الى خليل الرحمن النبي إبراهيم عليه السلام وعندما احتلها الصليبيون عام 1099م اطلقوا عليها اسم ابراهام ثم عادت الى اسمها الخليل بعد جلاء الصليبين عنها . رغم محاولات المحتلين تغيير اسمها من الخليل الى حبري..كما تنتسب هذه المدينة الفلسطينة العربية الى أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام فهي تضم قبره ايضاً وقبور الأنبياء والرسل اسحاق ويعقوب وابناءهما حتى يوسف الصديق عليهم السلام جميعاً.ومن اشهر معالم المدينة الإسلامية مسجد الخليل دخلت مدينة الخليل الاسلام في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب واستمرت تحت الحكم الاسلامي حتى احتلها العدو الاسرائيلي في سنة 1386 هجرية 1967 ميلادية وهو التاريخ الذي بدأت فيه مضايقاتهم واضطهادهم للعرب من اهل المدينة حتى حدثت مدبحة الصهيوني المتطرف باروخ جولد شتين في شهر رمضان سنة 1415 هجرية ، 1994 ميلادية حين اطلق النار على المصلين الابرياء في الحرم الابراهيمي وهم ساجدون لله تعالى اثناء صلاة الفجر .من اهم المنشآت المعمارية التي ارتبطت باسم مدينة الخليل الحرم الابراهيمي ويقع الى الجنوب الشرقي من المدينة الحديثة ويحيط بالمسجد سور ضخم يعرف بالحير بني بحجارة ضخمة بلغ طول بعضها مايزيد على سبعة امتار بارتفاع المتر ويصل ارتفاع البناء على بعض المواضع الى مايزيد على خمسة عشر متراً ويرجح ان السور من بقايا بناء إقامة هيرودوس الادومي في فترة حكمة للمدينة ( 37 قبل الميلاد الى 4 ميلادية).حظي الحرم الابراهيمي باهتمام الدول الاسلامية التي تعاقبت على حكم البلاد الفلسطينية ويتجلى هذا الاهتمام في ضخامة الاوقاف التي خصصها ملوك وسلاطين وولاة تلك الدول للعناية بمرافقه وعمارته وأداء رسالته الخيرية السامية والتي كان مقصدها ايواء الزائرين والمجاورين فيه واكرام وفاءتهم والعطف على الفقراء والمساكين من ابناء مدينة الخليل عليه السلام وهي اكبر المخصصات للاماكن الدينية المقدسة في فلسطين .عادت مدينة الخليل للسلطة الفلسطينية بعد المفاوضات مع المحتلين في 15 يناير 1997م وبهذا تحررت بعد 30 سنة من احتلالها ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل 150 الف نسمة واذا اضيفت القرى المجاورة يمكن ان يصل عدد سكانها الى 600 الف نسمة ومن اشهر صناعاتها الخزف والزجاج والمنسوجات ومن اهم مزروعاتها الموالح والعنب.